Powered By Blogger

الخميس، 4 ديسمبر 2014

"الله" عزّ وجلّ ليس أداة

"الله" عزّ وجلّ ليس أداة

الله أكبر، تعبير لا يشك من يقرأه أو يسمعه إلا أن الله هو الأكبر. نناشده، نترجى رحمته، نستعين به، نذكره في صلاتنا كي نرتقي في صلاتنا إلى ما هو خير ومحبة وقدرة وجمال وكل مُطلق من أسماء الله الحسنى.

الله أكبر تعبير أكبر من قائليه و مناشديه وأسمى وأرقى من كل دين ومذهب وقائل ومفكر وفقيه وعالم. كلهم أعطاهم الله حق ذكره،  لكرمه ولمعونته لمن يطلب رحمته  . التعبير ليس أداة عمل ولا هو قول مُستسهل يخفف عن كاهل قائله عبء الإستجارة . تعبير لا يحتمل التجزئة فالله  ليس حزبا مقاتلا  ولا زعيما سياسيا أو قبليا أو دينيا ولا ملكا على بلد فهو الله الذي تقصُر عقولنا عن فهمه ومعرفة ذاته وحقنا الوحيد أن نذكره إذا كنا نستحق ذكره ، ونستجير به ونطلب رضاه وبركته إذا كنا كاملين عقلا مؤدين واجباتنا وصلواتنا  وقائمين بواجباتنا الدينية والدنيوية وبما أوصى رسله وأنبياؤه ومن إصطفى لنقل رسالاته. رسالاته سهلة ومضامينها سهلة فالله عز وجل لم يعقد الأمور علينا فهو العارف بقدراتنا وقد خلقنا وأعطانا ما أراد أن يعطينا وسهل علينا الحياة وكانت وصاياه بسيطة بساطة العقول التي منحنا.

لسنا في وارد التنظير في الدين ولا التفسير لما ورد على لسان من إصطفى وكل ما نبغيه مما نقول أن نلفت من يدعي إلى ثوابت تعدّيها ليس مستحبا لأننا بذلك نكون تعدينا على قيم رُسمت لنا والخروج عنها يخرجنا منها. وكما قلنا ونقول وكل مؤمن عاقل يقول، أن الله ليس أداة والكفر فقط يستبيحه.

نسمع تعبير  "الله أكبر" أو  "لا إله إلا الله" يقال في كل مناسبة. مناسبات الفرح ومناسبات الحزن وهذا نفهمه ونشجعه ونقوله مع القائلين. لا نفهم لماذا نردده وبصوت عالٍ نقوله عندما تطلق قذيفة أو يُجرى سكين يحُزُّ رقبة إنسان أو ندخل في زاروب من زواريب القتال فنشهر سلاحا ونقتل أو نُقتل فنصيح "الله أكبر "؟

لماذا كل هذا. ولماذا نريد أن نُدخل الله عز وجل في أحزاب لها مؤيدون كما أن لها خصوم ونحن نعلم وكل إنسان يفهم بأن الله لا يعادي أحدا لأنه أكبر من كل "أحد" وهو يجازي ولا يعادي ، هو يرضى ولا ينحاز. الإنحياز  كلمة إحتقار لقدسية الله ومقامه وعزّته. هو خالق البشر، هكذا يخبرنا من نتمذهب على ما بَشَّر وعلينا إما أن "نُدَوِّر" على مذاهب أخرى وهي جاهزة لمن يريد أن يكفر ، وهو سيدهم وراعيهم وكفيلهم ومعلمهم ومن يرى غير ذلك فهو ليس مؤمنا بأي من الأديان السماوية.

بخجل وتعجُّلٍ نكتب في هذا الموضوع فرعونة البشر وجهلهم والغباء المنتشر المستشري فيهم والفساد الذي بموجبه تدار أمور الدنيا ، وتفاسير الدين إبتعدت به إلى "دين" جديد لا يباركه من هو عالم فيه. الكل يستهجن ما يجري وكأن ما يجري أتى من الغيب وكأنهم لم يساهموا  أو غضوا النظر أو شجّعوا لغايات في نفس يعقوب وبعضهم يُثري ويفوز بالغنائم وبعضهم نادم على ما فعل والكل متحفزٌّ يحارب أو يهادن أو ينحاز وكلهم لا يخجلون من  مناداتهم بأعلى صوت "الله أكبر".

بدون تفكير نكتب لأن ما يجري واضحٌ وضوح الشمس ظهرا لا يحتاج إلى تفكير وحك دماغ، ما يقتضي التفكير هو كيف يمكننا أن نلجم ما يجري لنعود إلى ماضينا القريب والذي أصبح أُمنية لنا بعد أن كنا لفظناه،  ويا للعار لما نتمنى.

ألا يحق لنا ونحن شعوب ملتصقة بهذه الأرض وقد هُجِّرنا عنها "وتبهدلت" أمورنا وصرنا كمن سبقنا عالة على أنفسنا والجيران وبقي من هجرنا في أرض هي لنا كما إسرائيل في فلسطيننا؟

ألا يحق لنا  أن ننادي على المحتربين كما ينادي راعٍ على غنمه يزجرهم ويرسل عليهم كلبه كي ينتظموا ويسيروا كما الراعي يريد.

سئمنا، والله سئمنا، مما سمعنا ونسمع من آلهة جديدة نصبت "حالها" على البشرية تقتلهم لتربح وتهجرهم لتمد نفوذها وتستقطب كل غِرٍّ ليؤمن بها فيساعدها على البقاء سيدة إجرامها ومفَسِّرة لأديان إجترحتها من قلوب وعقول فاسدة  مدعية وكافرة بكل دين .

والله أكبر والعزة له وحده. كنا في صغرنا نسمع تعبيرا لم يعد ذو معنى "العزة للعرب" ولم تعد عندنا أو أقلّه عند من يحكم عزّة ولا دين ولا قيم . هزلت دنيانا وهزل من يديرها وهزل شعب قضت نواميس حكامه في الماضي القريب إبقائه جاهلا، تابعا، عبدا هدفه المأوى إن وُجد والأكل إذا توفر.

نجتزء من نزار في " خبز وحشيش وقمر" خيال إستوحاه من شعبنا ولم يتغير شيء منذ نظم للملاين منا :
الملايين التي لا تلتقي بالخبز. إلا في الخيال..
و التي تسكن في الليل بيوتاً من سعال. أبداً.. ما عرفت شكل الدوا.
في بلادي.. حيث يبكي الأغبياء. و يموتون بكاء..
في بلادي. في بلاد البسطاء شرقنا المجتر..تاريخا.و أحلاماً كسولة.ً
و خرافاتٍ خوالي. شرقنا, الباحث عن كل بطولة..
في أبي زيد الهلالي..


4/12/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق