Powered By Blogger

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

فلتبك كالنساء ملكا

 
فلتبك كالنساء ملكا
الملكة عائشة الحرة والدة آخر ملوك غرناطة الأندلس، قالت لإبنها: " فالتَبك كالنساء ملكا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال"؟
وإبن  زريق البغدادي  في وداع زوجته-؟
أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته ** وكل من لا يسوس الملك يخلعه
والشاعر الضليل أمرؤ القيس بكى لما صار عليه-؟
فَاَ نَبْكِ مِنْ ذِكُرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ .... بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْ مَلِ
وأبو نواس يقلل من قيمة العرب بقوله-؟
قالوا ذكَرْتَ ديارَ الحيّ من أسَدٍ.. ..لا دَرّ درّكَ قلْ لي من بَنو أسَـدِ
و مَن تميمٌ، ومنْ قيسٌ و"من لف لفهما"......ليس الأعاريبُ عندَ اللهِ من أحَدِ
والتوسع في البكاء وتاريخه والأدب الذي صاغه طويل لن نتمكن من حصره ولا داعٍ لذلك فالكل يعرف ما نعرف وما تختزنه الكتب من بكاء وصرير أسنان 
كلهم بكى وكلهم لم يروا ما نرى اليوم . كانوا حتى في الأندلس أحسن حالاً ، أي أننا في درك عميق لا إنفلات منه ولا يضارعه حتى ما فقدنا الأندلس وما نفقد اليوم من أرض ومن كرامة. طبعا ليست كل هذه الأقوال وبيوت الشعر صيغَت لتعرفنا على وضع الأمة السياسي والديني والأخلاقي ولكننا نأخذها ونستعيرها لأن من قالها عانى ونحن نعاني وهو يذكرنا بما نعاني. نعم، يذكرنا، لأننا مع توالي الأيام إعتدنا على هذا المستوى من الذل ونمارسه، ونبكي عند نفاذ الحياة ، ولهذا نحن نبكي دوما .نحن كما أسلفنا في درك لا نهوض منه ما دام من يحكم يحكم ومن يُنَظِّر ينظر ومن في يده السيف أو المال أو حداً عاليا من التبعية ، يديرون شؤوننا ويرسمون مستقبلنا
آخر ملوك العرب في الأندلس سقط بالضربة القاضية، وبعض من حكام هذه الأيام  أيضا سقط بضربة ما،  والباقون لهم فرصة تفضيل أمور ومصالح بلادهم على مصالحهم الصغيرة، ولكنهم لن يستغلوا ما بيدهم من وسائل خلاص لأنهم إعتادوا كما إعتدنا على ذُلٍّ ما بعده ذل، وهم أسرى مالهم ، وفسادهم وتبعياتهم وقد يسقطوا كما سقط آخر ملو العرب ا في "إسبانيا"  الذي سقط إسمها من التاريخ بعد أن سقط "أبو عبدالله الصغير"لأنه بسقوطه أسقط حتى إسمها
ما نرى اليوم توضيح وبيان لأفكار وقناعات وإيمان بما تعلمناه في بيئتنا وعائلاتنا والمحيط الذي نعيشه وليس هو إبن ساعته أتى فجأة لأن بعض الظروف تغيرت.  بدأت العصيية عندما بدأ الجهل ونعرف أنه معنا منذ قرون، لم نتركه أبدا. الحهل مريح والعلم متعم وقد كان إختيار الراحة طبيعي
إبدأ بالرابحين مما يجري : إيران تستعيد مجدإمبراطوريتها الفارسية وتركيا تحاول وبإصرار إسترجاع الخلافة التي فقدتها أيام الدولة العلية العثمانية، والسلفيون الذين لم يغيبوا عن مسرح الأحداث على وشك أن تعود لهم أمجادهم. والخاسرون كل العرب وكل المسلمين المؤمنين بالإسلام الصحيح، وأيضا العرب الذين لهم من الأيادي البيضاء ما لا يغيب عن فكر أحد، فقد أنشأوا إسرائيل وأرضعوها وشببَّت على أيديهم وهجروا الفلسطسنيين ليفسحوا في المجال لسكن اليهود وهم  الآن يعانون من خوف شعوبهم من أمن لا يحميهم
والضربة القاضية آتية لا مناص
الخامس والعشرون من كانون الأول،  ذكرى ميلاد من آمن به كثيرون وآمن به من تدعي داعش أنها تسير على هداه، الرسول العربي الكريم،  والذي آمن به الكثيرون ممن يحكمون ويديرون شؤون ممالك تدعي أنها مسلمة وتعيش من الإسلام ما يناسبها أو ما تفهمه للجهل المطبق الذي يلفها وتحياه
اليوم الذكرى فيه مؤلمة لكل من له ضمير، ومن هو مهجر أو مأسور أو مسجون ، أو فقد عزيزا  أو أبا وأما وأخا وجارا وبيئة فأمسى في بيئة لا تغهمه ولا تريده وكأنه أتاها وهو بكامل عقله وإرادته، ينظروا إليه شذرا وبوقاحة المتعالي على جراح الناس لأنه لا يفهمها ولا يريد أن يفهمها ولأنها تزعج خاطره
قللنا أن الضربة القاضية آتية لا محالة و ستساعد المُتعالي على فهم من يتعالى عليهم  والحكام الذين فقدوا القدرة على التفكير لأنها تغير سلوكهم وهذا ما لا يرضوه ولا يناسبهم ولا يحسنون صنعه  ،والله هو العادل وهو الرحيم وهو الفيصل النهائي وهو لا يخاف ومنه ننتظر الرحمة والضربة القاضية
25/12/2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق