Powered By Blogger

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

كيري وما يفعل


كيري وما يفعل 

كشف المسؤول الفلسطيني أيضا أن الإدارة الأميركية "ترفض وجود نص واضح بأن القدس ستكون عاصمة للدولتين، فلسطين وإسرائيل ، كما ترفض مبدأ مدة السنتين لإنهاء الإحتلال ... وتريد الإشارة إلى الدولة اليهودية في مشروع القرار"..

هذا ما ورد على لسان قريب من الوفد الفلسطيني الذي التقى أمس في لندن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الأخير أبلغ الوفد عزم يلاده على "إستخدام الفيتو ضد مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن والرامي إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي خلال سنتين. الرفض واضح ولا منفعة من مناقشته،  فالقرار كان وما زال قائما ومطالب إسرائيل دائما مقبولة والتاريخ أثبت ذلك.

ماذا تريد الإدارة الأميركية من الفلسطينيين عدا القبول بكل ما تطلبه إسرائيل؟ الإحتلال تعرفه أميركا وتعترف بقيامه وتشير إليه في كل مناسبة وترفض مبدأ إنهاء الإحتلال خلال سنتين. كم سنة تريد أميركا أن يفسح في المجال لإسرائيل أن تبقى محتلة فتوسع مستوطناتها وتقتل وتُهجر وتقمع على ذوقها؟

كنا نظن أن أوباما وغيره ممن إبتلت الأرض بهم وبوجودهم على وجهها أن القدس ستكون عاصمة لدولتين؟ هل غيَّروا رأيهم أم أنهم كانوا يبطنون غير ما يقولون؟  هل كان كل ما سمعنا على مدى عقود من الزمن كذب في كذب؟

ويهودية الدولة، ماذا تريدون؟ أن تتقدم الإدارة الفلسطينية وضمن مشروع قرارها باقتراح أن تكون إسرائيل دولة يهودية ، كل القدس عاصمة لها ، ويبقى الإحتلال قائما حتى هضمه بالكامل من الدولة اليهودية فيتوحد معها دون قاطنيه فيُزال الإحتلال عند زوال سكان الضفة؟ أين العقل والمنطق في كل ما تقوم به؟ أيكفي أن يسجل باراك حسين أوباما واحدة في سجل إنجازاته؟ أهذا هو السبب؟  وهل توافق أنت عليه؟ ألك رأي وضمير حر  ومنفصل عن "متاع" هذه الدنيا وزواريب تولي المناصب؟

هل ما نقرأ يعني أيضا ، ولا بد أن يعنيه، أن المقدسات الفلسطينية كلها ستكون في عهدة تلك الدولة اليهودية المسخ فتنظم "الحج" إليها كما تنظم الدولة السعودية المسلمة طوعا "الحج إلى مكة" وتستفيد من المآسي التي تنتج عن مشروع القانون الذي تحبذه أميركا الديمقراطية بسياحة عالمية للتفرج على ما يخسره المسيحيون والمسلمون معاً فتجني المال ويخسر الفلسطينيون حتى ما تبقى من كرامة؟

تقول أميركا بالفم الملآن رياءً وكذبا أنها تحارب الإرهاب، وبهذا الموقف هي تقيم  إرهابا جديدا ويكون أعتى وأكثر تشددا،  وإسلاما أين منه إسلام داعش. هل سيوضع السجد الأقصى وكنيسة القيامة في عهدة من أثبت عنصريته على مدى قرن من الزمن هنا في هذه الديار وأثبته هناك، في كل مناحي الأرض على قرون مما إستدعى تشتيتهم ثم تجميعهم في فلسطين.

الإرهاب الجديد والذي لا نعرف لا مداه ولا نوعه ولا تركيبته ولكننا نعرف من أحاديث البسطاء من الناس أن الكَيل طفح والحياة أصبحت بلا معنى والجهاد أصبح التعبير المخيف ولكنه السائد بعد كل ما جرى ، أما المحرك لهذه المشاعر فهو معروف.

ألم يكتفِ الناس بما قمتم به في فلسطين سابقا واليوم فشردتم وأهنتم وتركتم الناس دون كرامة وتطلبون منهم أن ينتظروا، كما ورد على لسانكم في لقاء لندن امس " أن ندرس بعناية أية خطوات تتخذ في هذه اللحظات الصعبة في المنطقة وندرك التحديات التي يمثلها هذا الصراع". أين الدرس المتأني والخطوات من كل هذا؟ قرن من الدراسات ولا نزال ندرس والرابح إسرائيل والخاسر أصلا هم اهل البلاد ويمتد الآن ليشمل الشرق الأوسط بكامله.

وبالأمس بدأت إشارات تمدده في أوروبا وأوستراليا لتشمل شعوبا لم تكن شريكة في كل ما جرى ولا في أيٍّ من الجرائم التي إرتكبت ولكنهم بدفعون الثمن ، ثمن عدم الدراية عند الإدارات المتلاحقة في أميركا وقبلها بريطانيا التي كانت عظمى.
فيتو آخر أيها الدارسون المُتروون ونفتح بابا آخر للإرهاب.
17/12/2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق