Powered By Blogger

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

التطهير العرقي ومسيحيو العراق


التطهير العرقي ومسيحيو العراق

منذ أن سئمنا مما يجري وقرَّبنا من الإحباط لأن الفاعلين القادرين لا هم لهم إلا أن يظهروا بمظهر الفاعل الناشد التقرب من الله، ونحن نسمع من هنا وهناك أنّ العمل جارٍ لإحقاق الحق وإزهاق الباطلوبما أننا سمعنا الوعود الكثيرة منهم والكثير من مواقع القتال عن القتلى والجرحى والمهجرين والمسلوبة إرادتهم والمأسورين والمَسبِيِين والمسبيات يباعوا بالعلن، والجرحى الذين يموتون تباعا لقلة الدواء وغياب العناية، والأولاد يموت بعضهم من الجوع وبعضهم يموت لأن لا أب ولا أمٍّ ترعاهم فهم قُتلوا أو شُرِّدوا تاركين لأولادهم دموعهم وقلوب إنفطرت من زمان، ونستمرُّ نسمع بالوعود التي أُفرغت من محتواها للكذب الملازم لخُلق من يعِد.

لا جديد فيما نقول فالوضع مستمر حتى أصبحت الإشارة إليه من نافل الكلام لأنه قَرُبَ من أن يصبح منتظرا ومقبولا لدى الجميع حتى أننا نجحنا في إقناع النفس بأن طبيعة ما يجري من طبيعتنا ونحن في نفس الحياة منذ سنوات أربعة فلما إثارة الكثير من الغبار في صحراء شاسعة واسعة من الكذب والنفاق، فالغبار الذي نثير يلازم طبيعتهاأصبح قبول القتل الجماعي وارد ومقبول ومتفشّي.

داعش ليست وحدها من يقتل بشهيّة مجرمة فهي ليست خلاّقة ولم تكتشف القتل؛ هي فقط تمارس ما يمارسه الجميع وليست أصوليتها ودينها من يودي بها الى طريق الشؤم هذا فالآخرون في أكثريتهم مُعمّمون ويدّعون مذهبيا ما تدّعيه داعش .آخرون أيضا يدعون وإن لم يتعمّموا.

الغرب كله يمشي هذا الطريق ، أميركا تمشيه وروسيا تمشيه والدولة الإيرانية الإسلامية والزيديون الشيعة يمشونه وبشكل خاص إسرائيل تقود فلسفة القتل والتعذيب والتشريدتستهوي من ذكرنا حرفة القتل هذه، وإلا لماذا يفعلون ما يفعلون ويتفَنَّون في التعبير عنه على المنابر كلما يتاح لهم إعتلاؤها، وبلا حياء ولا خجل ولا يرُفُّ لهم جفن فهم إعتادوا على كل ما نتقززّ منه، من أعمال شائنة أحبوها وأحبتهم.

هم إحترفوا ما إحترفوا وأبدعو وتَفَنَّنوا فكل يوم نسمع خبرا عما إرتقوا إليه من أسباب الراحة فيهطبعا هم مرتاحون لأنهم ليسوا في الساحة ولا يروا ما نرى ولا يسمعوا ما نسمع فأبراجهم العالية تقيهم عذاب الضمير، إن وُجد.

رحم الله أديب إسحق، الشاعر الكبير، يشرح ما يؤرقنا وما نعيش من أحداث:
قتل امرىء في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

ما كتبنا مع كل ما حَوَى، مقدمة لا بد منها عندما نتطرق ما نَسي العالم بأجمعه، مسيحييه ومسلميه، من مآسي مرَّت بها أقليات عديدة ولكننا نحصرها هنا في مسيحيي عالم العرب وما سمعنا من كلام عن تهجيرهم من مناطق عاشوا فيها لقرون وخلال الزمن الوسيط الذي سبق الهجرة النبويةمسيحيو الشرق عرب لا عيب في أصولهم ولا في ما قدموا للعرب من أدب وشعر وعلم وأكثر من أسلموا كانوا نصارى لا نستثني النبي العربي الكريم الذي عقد زواجه على خديجة مطران مكة القس ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قُصيّ، ابن عم خديحة بنت خويلد .

ماذا جرى بعد كل الهرج والمرج الذي ساد المنابر في الشرق وفي الغرب؟ كله كان كلام في كلام لم يعنه من أعلنه جهارا نهارا ولم يكن كلامه إلاّ لإستهلاك من يوجه له خطابه من على المنابرطبعا لكل من قال شيئا فَسّره من سمعه بأنه وعد، لم يكن أكثر من واجب قام به بأهون السبل وأقله كلفة ، بكلام لا يُغني ولا يُشبع من جوعاليوم، ومنذ أن وعدوا، أو هكذا تركونا نفهم، والمسيحيون يهجرون من كردستان حيث إلتجأ من بقي في العراق منهم، يركبون طائرة أو أكثر يوميا من أربيل إلى حيث يظنون أن لهم فيها حياة أفضل.

يهمهم إستمرار الأسد في الحكم ، وداعش التي يحاربون باقية على ما يقول سياسيوا هذا العالم إلى أمدٍ غير مسمى وهم في كَرٍّ وفَرّ معها قد يدوم.

هل يجوز لنا كبشر أن نصدق ما يقولون، هكذا دون تحديد لهوية أي منهم؟ كلهم سواء وكلهم لا هم عندهم إلا ما يربحهم مالا ونفوذا وجاها، أما ما تبقى فهو من "الشيطان". 
2/12/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق