الرابحون في حروب العربان
يؤرقني ما أقرأ وأكتب ويحللون
وأحلل وهي لا تزيد عن محاولة لفهم ما يجري في الشرق الاوسط من حروب وانقلابات وهدم
وتدمير وقتل وتهجير. لم نفهم حتى الآن ، وبعد كل ما حصل وحصل، واستنزف البشر
والأعصاب وكثرة القيل والقال، من أميركا مرورا بإسرائيل وإيران وكل ما يفصلها عن بعضها ، ونعجز أن نجد عند كل ما
تمر به الأحداث أو يُمررُها من رابحٍ إلاّ الثلاثة المذكورين في هذه الجملة
إسرائيل ودون جهد منها نقدم لها على طبق
من ذهب كل ما تشتهي من امن وسلامة إذ لم يبق من الذين يمكن، لإستدرار العطف، أن
تذكر أنهم أعداء لها ، واحدا قادرا على شن حرب أو التلويح بحرب. سوريا، ببقائها على الحياد منذ أن إستولى آل
الأسد على الحكم في السبعينات من القرن الماضي، غائبة لأنها لم تعد موجودة.
إستُهلكت ولم يبق فيها حجر على حجر ولا بشر على أرض. البشر هاجروا أو هُجِّروا
والجيش لم تعد لسوريا نفوذا عليه فهو إما داعشي الهوى أو فارسي وللإثنين هموم
ومصالح وخطط، إسرائيل ومحاربتها ليست
ضمنها. وإسرائيل مرتاحة لهذا الجو. القيمة المضافة لهل، إلى كل ما أوردنا أنها تقضم الضفة الغربية دونما
بعد آخر ولا من يحاسب، ويأملون ويسعون لترحيل من كانت هذه الدونمات لهم ملكا صافيا
حلالا إلى مكان لا ترجى عودته منه. والمثل العربي أبدع بالقول، "حيث ألقت رحلها أم قعشم"؟
وإيران أهم الرابحين. هي الآن وبموافقة أميركية
غير خافية على أحد ، الحاكم المطلق الصلاحية على العراق. فوضته يوم دخلت عام 2003
وأكدت تفويضه طوال حكم "زلمتها" المالكي ولم يحدث ما يوحي بأنها غيرت
سياستها. وهي تحكم سوريا مباشرة بواسطة
"زلمتها" بشار وجيوشها الإيرانية والعربية معا، افواج الجيوش الآتية من
إيران وحزب الله ومن لفَّ لفهما. ويأسف
الإنسان عندما يرى أن إيران حلّت محل سوريا في التأثير القوي على ما يجري في
لبنان. وهي من أشهر باشرت باحتلال اليمن
والحوثيون هم أزلامها بسبب إنتمائاتهم المذهبية وتمويلهم الكريم وتدريبهم الممتاز لميليشياتهم
. اليوم أعلن زعيمهم، والتقية مرجعه، أنهم لن يتقيدوا بما سبق واتفقوا عليه مع
الحكومة الشرعية المقيمة مؤقتا في الجنوب، وإنهم سيحتلون اليمن بكامله، ما تبقى
منه
أما أميركا فنترك مرابحتها للقانون
العثماني المرن ، ورضى إسرائيل عليها وعلى حكامها، وإضعافها في بلادنا لكل من لا
يتفق معها على رأي بمن فيهم دول الخليج
العربي وجمهورية مصر العربية وباقي عربان شمال أفريقيا. فإذا صَحًّت تقديراتنا فإن
هذه الإدارة عندها من الذكاء والفظنة ما يفوق الخيال
29/12/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق