Powered By Blogger

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

ثقافة القتل والهدم


ثقافة القتل والهدم

نبدأ من حيث يجب أن نبدأ بعد غياب لم يكن منه بدٌّ ،سَببُه تسارع الأحداث وانعدام الوضوح فيها وقد تناولها  جميع الفرقاء على  مختاف الساحات كلٌّ من زاوية يتمناها أو شارك في إنضاجها. وإن كانت الظلامية لا تزال طاغية فإن بعض الخطوط بدأت تدلُّنا على إمكانات تلوح وكأنها أصبحت بناناً يؤشر إلى آمالٍ ترتجى وقد تُغيِّر ما لا نستطيب إلى مقبول منا
داعش أو الدولة عنوانان لهدف واحد حاكته أنامل شريرة بعضها داخلي وبعضها الآخر تزينه أعلام الديمقراطية التي مجالها فقط داخلي حيث ترفرف أعلامها . ولداعش أسماء مختلفة منها السني ومنها الشيعي ومنها من أتى طلبا للمال ولكنها تقوم بنفس العمل  وتسعى لنفس الهدف والفارق أن بعضها يفيد فريقا والبعض الآخر يفيد فريقا عدوّاً للأول
داعش الأصلية بَرِّية في نهجها، تقتل وتهدم وتسبي وتحكم دون حذَرٍ ، ولا تفضل عربيا على أعجمي ، متى كان القتل هدفا لها. فالسني كما الشيعي والمسيحي والأزيدي ، والعربي والفارسي كما الغربي ، كلهم يتساوون في الذبح ، ولهذا تقوم الدنيا ولاتقعد لأن داعش هذه لا توَفِّر في قتلها الغربي من الضحايا
أما الدواعش الأخرى من بنات دولة إيران فهي حَذِرة، لا تقتل الغربي إلا إذا تمكنت من توجيه الجرم وتحميله لداعش اهوج منه وأقل حذرا. لهذا فإن الدواعش الأخرى لا تواجه عداوة الغرب السافرة
الأسد الحالي في سوريا يمكن أن يُنعت بأنه أكثر الدواعش ضررا فقد خرب البلاد وهجر العباد وجعل أرض دولته قفرا يبابا،  بقصد وتصميم ظاهرين حتى للمكفوفين عقلا وضميرا ، تدعمه فيها إيران وبناتها الدواعش ذوي الطموح العالي ، والروسيا التي ما زالت تطبق على سوريا ما كان لستالين قصب السبق في تطبيقه في بلاده
ما يشير إليه البنان من آمال ترتجى؟
أولها التدخل الجَدي للملكة العربية السعودية في اليمن حيث لإيران حقوقا تدَّعيها واشترت، كما تشتري عادةً، ذمة علي صالح، الرئيس المخلوع والحوثيين الذين هم بعضا من الطائفة الزيدية الشيعية ، وخاضوها حربا لا هوادة فيها ليحتلوا اليمن بكامله ويحققوا أحلاما كبارا ومنها الإستيلاء على باب المندب وبالتالي فرصة للتحكم بأحد أهم ممرات التجارة العالمية. ولم يترك هذا الإحتلال مجالا للوقوف أمامه موقف المتفرج وكانت "عاصفة الحزم" وما تلاها وقامي قيامة إيران للتدخل السعودي في "شؤون إيران الداخلية". وبدأ المدُّ ينحسر والخسارة الإيرانية تبان
وثانيها، التركيز السعودي التركي الخليجي على دعم المعارضة في سوريا. وبدأت صرخات إيران تنبعث بعد أن بدأ إنحسار النفوذ الإيراني الإلهي وتكبده والنظام وبناته الدواعش الأشاوس من الخسائر ما لا يرضي طموحاته. فالمنطقة العلوية، آخر معقل للأسد ، بدأ يواجه حصارا مؤلما لبشار ورؤسائه ومرؤوسيه على حدٍّ سواء
حزب الله اللبناني بدأ بالصراخ والشتم وزادت حدة سبابه للملكة العربية السعودية وارتفعت النبرة بشكل لم يعهده لبنان المعروف بحرية الكلام فيه. ما سُمع مؤخرا من أمينه العام ومساعده ، ومن آيات الله في إيران من إتهام للمملكة بالعمالة لإسرائيل والشيطان الأكبر حتى دون الإنتباه أو الإهتمام بمصير اللبنانيين العاملين فيها وباقي بلدان الخليج وأعدادهم تزيد عن نصف مليون، والذين يشعرون الآن بأنهم مهددون في رزقهم
أما النبرة العاليه فأسبابها قد تكون رجع صدى لمقولات سادة إيران وربما وهذا الأرجح ينبع عن خوف من مستقبل لا واعد فيه لهم

أبو جوهر الأصبهاني 28/4/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق