Powered By Blogger

الجمعة، 1 مايو 2015

سماتٌ تُلصق بمستحقيها

سماتٌ تُلصق بمستحقيها


ونبدأ ، كما ننتهي ، بما هو شائع من صفات في هذه الأيام ، يلصقها  الناس في وجوه من يجانبهم الرأي والقصد والقيم ويخالفهم في مبادئهم وتطلعاتهم وأهدافهم. ومن هذه الصفات كلمات قاسية على من لا يرتضيها لنفسه،  سهلة على من يمارسها بعلمه وقراره ولا يهتم بها وبما تلصقه فيه من عار
ومن هذه الكلمات المعبرة، الخائن والفاسد والظالم والمرتشي والحسود والغبي والجاهل، ونكتفي بهاذا القدر اللهم إلا إذا ألزمنا المقام مقالاً
 الخائن مريض بداء لا شفاء منه. وعمل الخيانة مضاد لكل ما نصت عليه الديانات والمبادئ والمواثيق في حفظ العهود والوعود. قال القرطبي في تفسيره” : والخيانة : الغدر وإخفاء الشيء، ومنهيَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ {غافر: 19} " وكان عليه الصلاة والسلام يقول : "اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ، ومن الخيانة فإنها بِنسَت البطانة ". أخرجه النسائي عن أبي هريرةوخَائِنُ الْعَهْدِ : الَّذِي لاَ يَرْعَى العَهْدَ ، وشهادة الخائن شهادة من ليس له عهد ولا أمان
أما الفاسد فهو من جاوَزَ الصَّوابَ والحِكْمَةَ ، فصارَ فاسِداً ، وفَسَدَ يُفْسِدُ وَلاَ يُصْلِحُ .وأَفْسَدَ الرَّجُلُ الشيء : جعله فاسدًا أي  أتلفه ، خرَّبه ، وأفسد عليه أمرَه : حال دون نجاحه.” وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون " ؟
الظالِمٌ : الْجائِرُ ، الطَّاغِي ، مَنْ يَظْلِمُ النَّاسَ بِلا حَقّ وفاعل من ظَلَمَ{ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. ويقال: أظلم من أفعى / حيّة : وصف للظالم المبالغ في الظلم فهو كالحيّة التي تأتي جحرَ الضبّ فتأكل ولدَها وتسكن جحرَها . وفي الحديث الشريف: اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ويقال أن من َن استرعَى الذِّئْبَ فقد ظَلَم : يُضرب لمن يأتمن الخائنَ أو يولِّي غيرَ الأمين
 
أما الرشوة فهي من الكبائر. وهي ما يُعطى لإبطال حق أو إحقاق باطل ، وهي محرمة ، بل هي من الكبائر ، فقد قال الله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة/188). 
 قال الذهبي - رحمه الله تعالى - : " لا تُدلوا بأموالكم إلى الحكام : أي لا تصانعوهم بها ولا ترشوهم ليقتطعوا لكم حقـًا لغيركم وأنتم تعلمون أن ذلك لا يحل لكم " ولا شك أن الذي يأخذ الرشوة إنما يأكل سُحتـًا ، وقد ذم الله تعالى هذا الصنف من الناس ، وشنَّع عليهم أشد التشنيع  فقال تعالى : (وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (المائدة/62)؟
ولأن الرشوة إذا شاعت في المجتمعات فإنها تؤدي إلى ضياع الحقوق وشيوع الظلم وانتشار الفساد ، فقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تعامل بها ، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : ((لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي) (رواه الترمذي وأبو داود)؟
الحسد
قال فيه إبن المعتز
إصبِرْ على حَسَدِ الحَسودِ،...فإنّ صبركَ قاتله
فالنّارُ تأكُلُ بَعضَها  .... إنْ لم تجدْ ما تأكله

وقوله صلى الله عليه وسلم: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب» [رواه أبو داود وابن ماجه]. وقوله: «لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» [رواه البيهقي. ونكتفي

الغباء والجهل
الجهلاء آفة هذا العصر، أو بالذات إذا كان الجاهل من النخبة؛ لأنه يعتقد أنه بسلطته أو بماله قادر على شراء ثقافة أو اجتذاب إعجاب مصطنع من قبل بعض المنافقين. أولى علامات الجاهل هو أن لا يقول أبدا إنه لا يعرف، بل يدعي المعرفة بكل شيء أو أي شيء، سواء كان في صميم تخصصه أو بعيدا عنه تماما. هؤلاء هم كارثة الكوارث التي نعاني منها هذه الأيام، وتصبح الكارثة مضاعفة إذا تسلط أحدهم على إدارة مسألة تمس مصائر البلاد والعباد وهو أجهل الجهلاء
فما بالكم لو رُزقنا بجاهل خائن وغبي فاسد،  وظالم مرتشي وحسود، في آن ، يحمل  هذه الصفات؟ ألا يعرف القارئ من هؤلاء من هو في مقام لا يجوز أن يعتليه؟

أبو جوهر الأصبهاني 30/4/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق