Powered By Blogger

الاثنين، 6 أبريل 2015

غاضبٌ يكتب


غاضبٌ يكتب

أيجوز لغاضب أن يخُطَّ بقلمه شارحاً ما يعتمل في صدره من حزنٍ يخالطه إحباط دون نفحة من أمل تُترك لشعب مغلوب على أمره مقهور وضائع ، ينظر إلى مستقبل لم يعد موجودا ، لا يرى فيه إلا  موتا محتما أو ذلاًّ مستداما يأتيه من مُدَّعين دينا وإصلاحا ، أكثرهم مُعمَّم دلالة على التديُن وآخرون لا نعرف كيف أتونا ومتى ولماذا أتوا ، عدا عما نعرفه عنهم وعن زملائهم المتدينين المتزيين  بأردية ليست لهم، يأتون للملمة المنافع لا مآسي الناس وجروحهم.   وهم من ما أنزل الله بهم من سلطان؟

أنا غاضب وأغضب كل يوم لسماعي ما يتفوَّه به الفاسدون المفروضون علينا. يتكلمون وكأن مصالح الناس تهمهم وهم في ذلك مُفترون ولا يأبهون. من سورة النمل نأخذ ونردد ما أتى في إحدى آياتها:  "إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً  وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" . والمفترون الفاسدون هم الْمُلُوكَ الذين ذُكروا في الآية الكريمة

"وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا" ، وانعكست الآية ، فرأينا الناس والمفترون الفاسدون يأتون أفواجا من كل وادٍ ومن كل قرية ولكل منهم دين ، وقال الله في كتابه الكريم "فلَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" فأنا "لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ  وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ"، ولكنهم لا يأبهون. أمرُ الله في كتابه لا يعنيهم فهم لهم مُفتين يُفَسِّرون لهم ما يأمرونهم به ويستندون إلى ما هم يُفسرون

يذبحون وينهبون ويزيلون من آثار الحضارات ما طاب لهم ويُكَفِّرون كل من لا يرى رأيهم ولا يفتري كما هم يفترون، فالمرتَدُّ عن دين الإسلام عندهم هو كل من لا يتبع ما يقولون،  أو أنه لا يزال يأتمر بما أُنزل من آيات لا تناسبهم وتَحدُّ من طموحاتهم الدنيوية وهي كثيرة وغير لائقة ولها في القرآن عقاب وحدود

يذكرون الله في كل مناسبة ويدخلونه في ما يُسَمّون من أحزاب وفرقٍ ومنظماتٍ أُنشئت لغايات ليس للله فيها من نصيب. الله يأمر بالعدل والحسنى وهو محبة ، ولا يفيد إن عَلَت إسمه على البيادق بندقية لا يخافها ولا يريدها ويرفضها لأن ما بَشَّر به يخالف ما يُظهرون

أيريد القاريء أسماء الفاسدين المفسدين المجرمين الذين يرتكبون المعاصي كل يوم ويأتيهم "الناس أفواجاً" طلبا لرزق مُنِع عنهم أو رغبة في ثأر ليست لهم القدرة على الأخذ به، وهم معروفون ولا يحتاج المرء إلاّ أن يكتب أسم من هو ليس فاسدا ويترك الباقين لأنهم كلهم فاسدون

لم يكن في ظني أن أكتب ما كتبت ولكننا نعيش أياما صعابا، يتصَدَّر فيها الفاسدون الشاشات ويطلقون الأحكام ويُصَوِّبون ما هو خطأ جسيم ، ويهددون ويتوعَّدون ويفعلون. يقتلون الناس في بيوتهم وهم نائمون فقد حلّت الآلة محل اليد والقاتل لا خوف عليه لأنه يقتل عن بعد. النساء والأطفال أكثر المتضررين دافعي الثمن لآن البيت لهم ، هو ملجأهم وهم عماده، فيه تُربَّى الأولاد ومنه يوم العز يأتي الأبطال وأيام البلوى تأتي المرتزقة

للعرب عادات وتقاليد ورؤى وقِيَم وأصول تُراعى ، قبل الإسلام وفي حُضنه وبعده،  ، وأختم بكلام نقيض لما أجريت في مُستهلِّه فقط لأستلهم من ماضٍ لم يَمُرَّ عليه الزمن، قول عمر بن أبي ربيعة عن نسوة ذلك الزمان المالئين حياتهم بما يمنع عليهم الخوف والعاملين على  ما قضى الله به من محبة وسلام لا يراعيها من إرتَدَّ عن تعاليمه:؟

وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ.. وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ
وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها.. فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ

وقد ينجلي الليل يوما نأمل أن يكون قريبا ، ويهجرنا المفسدون، من يدري؟

سِنان 6/4/2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق