Powered By Blogger

السبت، 4 أبريل 2015

خاسرون ورابحون


خاسرون ورابحون


إنعجقت الصحف الأميركية وغيرها صباح هذا اليوم بأخبار الإتفاق- الإطار النووي، الذي يبيعه أوباما هاتفيا بالإتصال الهاتفي المباشر مع أنجيلا ميركل وفرنسوا هولاند وديفيد كاميرون وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز  ويتصل صباح اليوم بنتنياهو بعد أن يستفيق من نومه،  للغرض نفسه. وكان قال بالأمس من كامب ديفيد أن توقيع الإتفاق يهدف  إلى  "تعزيز التعاون والسعي لحلِّ النزاعات التي تتسبب بمعاناة شديدة  وعدم إستقرار في الشرق الأوسط". هكذا وبالحرف الواحد أعلن قبوله للإتفاق وكانت إبتسامات كيري سبقت هذا الإعلان بنوع آخر من الإعلان.

من  المثير أيضا أن إتصالات أوباما إستثنت عبد الفتاح السيسي وهو رئيس أكبر دولة عربية وسلطان عمان قابوس ورئيس اليمن عبد ربه منصور هادي ودولتي سوريا والعراق . الأول ربما إعتُبر خارج عن الموضوع والثاني لأنه إباضي لا يهش ولا ينش سياسيا بسبب موقع السلطنة الجغرافي  بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية  وهي ليست من أيٍّ منهما،  "فيمشي الحيط الحيط " وأيضا لقلة عدد سكانها (أقل من ثلاثة ملايين نسمة) وإتساع مساحتها (ما يزيد على 300000 كم مربع).ورئيس اليمن يغطيه الإتصال مع الملك سلمان ، والباقون جزءٌ من التركيبة الفارسية ولا داعي لهدر الوقت معهم وبيعهم إتفاقا لا يستطيعون قبوله أو رفضه.

إذن ستبدأ مرحلة جديدة في حياة الناس في الشرق الأوسط. حياة بلا نزاعات ولا معاناة . جيد هذا الكلام وإن كان المنطق  يجافيه. لم نفهم ما هي النزاعات التي "يغرد" عنها. هل تشمل فلسطين التي تعاني منذ قرن من الزمن من ما سيزول قريبا بهمة وجهود أوباما  وإيران ؟ القضية "عتيقة" وهي ليست بحاجة إلى "تعاون وتفاهم" من هذا النوع لحَلِّها ، وهي ليست من القرارات التي يستطيع أوباما أن يأخذها فموقع القرار في مكان آخر لا يطاله، علماً بأن صاحب "النزاع" فيها يعلن أنه غير مرتاح بالنسبة لمستقبل البلد (الذي إحتله ) نتيجة للإتفاق الذي يُحل إيران من كل تعهداتها ، وتتمكن بموجبه من إنتاج قنبلة بعد عشر سنوات، مدة المراقبة التي يلحظها الإتفاق –الإطار.

واليوم لا بد من الإحاطة ببعض منتجات ما حدث من هذا البزار المنتهي برابحين وخاسرين وبين بين. ونبدأ بالبين بين لندّعي بأن أهميتهم لا تستدعي ذكرهم وإضاعة الوقت بالتنظير عنهم،  فلغيرهم نفتح صفحة نقاؤها وصفاؤها  يكمن في المستوى العالي من الخطأ الذي نأمل أن يبتليه ويحوزه.

والرابحون هم :إيران وأتباعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، والروسيا الطامحة في أن تؤمن لنفسها موقعا مستديما في الشرق الأوسط وتصبح لاعبا أساسيا فيه وأوباما الذي سيحوز أخيرا على مبتغاه،  الشهادة التي يسعى إليها بعد أن خَفُتَ ظلُّ جائزة نوبل التي حازها سلفةعلى ما وَعَدَ الناس أنفسهم من أعمال سيقوم بها.

والخاسرون هم:  أميركا وأوروبا وشعوب سوريا والعراق واليمن وجزئيا لبنان. ولا يهمنا من خسارة إسرائيل إلا الأمل في  إستمرارها.

بعد مرور العشرة سنين التي تنتهي فيها أعمال المراقبة على المعامل النووية في إيران ، تعود فارس إلى مكانتها التي ترتجيها بمال وفير يعطيه إياها النفط الوفير في بلادها، والقوة العسكرية الفائقة القدرة والقنبلة التي يحاول أوباما ، ولو شكلا منعها عنها ، ونفوذ إمبراطوري صفوي في كل منطقة الشرق الأوسط وأبعد.

سِنان 3/4/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق