Powered By Blogger

الأحد، 19 أبريل 2015

الكذب في السياسة والدين


الكذب في السياسة والدين


أيجوز أن ينفرد رجال الدين بالأمور السياسية وهم ، وقد أمضوا طفولتهم وشبابهم في مناخ لا يتعدّى ما أهَّلَهم للرعاية الدينية ، ومتابعة أمور رعاياهم وتوجيههم كي يصبحوا قادرين على السير في حياتهم العملانية بضمير حي لا محلَّ فيه للفساد ولا القدرة أو الرغبة فيه على قبول الفاسدين في حياتهم
لا نعرف بالتفصيل مستويات قدراتهم خارج نطاق ما درسوه وربما أبدعو فيه ،  ولكن ظاهر الأمر أن عملهم يشوبه الكثير من سوء التقدير وبالتالي سوء الإدارة ودائما ما يربطون ما يقومون به بمذهبيتهم. لا مجال لغير المُعمَمين أن يكون لهم دور في السياسة والحكم الا كملتزمين بما يأمرهم به رجل دين ما
اللافت للمراقب أن هؤلاء المعممين يقفون على منابرهم وبعد البسملة لا فاصلة حتى،  يشتمون ويكذبون ويثيرون الكامن من الحقد والعداء والجهالة ، يدربونهم على قبولها ويموتون لإجلها  شهداءَ ، لمن؟  لا يعرفون . لسنا مع الأخطل في قوله : ذهبت قريش بالمكارم والعلا ... واللؤم تحت عمائم الأنصار.  ولكن ألا يستحي البعض فلا يُلجِئون الناس لإستذكاره أو إستذكار مثيله؟
متى كنا نسمع أو حتى يُروى لنا أن كبار السياسيين المعممين يشتمون من لا يسير مسارهم ولا يقبل ما هم يبتدعون، وتصبح رعاية الحرمين الشريفين مثلا سببا لتهجُمٍ ليس في مفرداته كلمة لا تُصَنَّف شتما؟ متى كان الإلتزام والإستزلام لغير العربي والتبجُح فيه يصدر عن مذهب يخالف في السياسة مذهبا آخرا؟ هل الإلتزام السياسي والفكري لمن يعتبره العرب عدوا لا يعتبره الملتزم خيانة في الدين كما في المواطنة؟ والأنكى أن التقية لم تبقى كما أُريد لها ، فهي تعدت التقية إلى الكذب المفضوح الذي يكون إخفاؤه معجزة لن  يتمكنوا من إجتراحها
حتى في الكوابيس من أحلامي لم أرَ ما يشبه ما أرى كل يوم من أيامنا هذه . أكتب اليوم وباختصار شديد لأنني لم أكتب أبدا منذ أن تعلمت الكتابة و"فك الحرف" ووجدت في ما كتبت صعوبة لم أعهدها لآن المفردات التي أعرفها لم تنحدر إلى أخبار الشتم والكذب والخيانة والإنحطاط واستعنت بالقواميس وفتّشت وكتبت
أبو جوهر الأصبهاني   19/4/2015


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق