Powered By Blogger

الأربعاء، 8 أبريل 2015

أقوال حق لا يراد بها إلا الباطل

                     

أقوال حق لا يراد بها إلا الباطل

يقول حسن نصرُالله، كما يلفظ الإسم أعوانه وأنصاره،  "الله أنعم على الأمة بالرئيس بشار الأسد" . ويتساءل أوباما عن سبب عدم محاربة دول الخليج لداعش بدل أميركا، وبعدَ لأي يكتشف بأن لهذه الدول مشاكل داخلية لا تقلُّ عن الخارجية منها، والحل هو إرضاء مواطنيهم ورفع الظلم عنهم. يريد لهم الديمقراطية التي نسيَتها أميركا منذ أن تكوَّنت تلك الدول.
هل من مُشتَرَك بين القولين ، وبعد أن أصبحت أميركا وحزب نصرالله على وفاق بواسطة الوالي الفقيه والباسدران،  وبعد تباعد وعداء طالا ، واصبح الحزب خلال فترة التباعد والعداء قوة يُعتَدُّ بها ،يصول ويجول في أنحاء بلاد العرب وكيلاً للحليف الجديد في قُم، يحتل العراق وسوريا واليمن ويّتَمَختَر في لبنان وقطاع فلسطين، وأميركة أوباما ينحسر ظِلُّها وتقول ما لا تفعل ، وكل ما تفعل، على ما يقول أوباما جهارا نهارا ، هو الذَود عن إسرائيل ومصالحها ومستقبل أيامها ، لا تهمه،  مصالح غيرها عربا كانوا أم أميركان وعلى الأقل في الوقت الحاضر
بشار الأسد الذي أنعم الله به على الأمتين العربية والإسلامية وشهد بذلك حسن نصرُالله ، وهو مؤهل للشهادة  ويمشي وراءه الكثيرون. وأوباما الذي إختاره ، دون وعيٍ، شعب آدمي حُرٌّ  نقي لم يأبه للون بشرته ولم يسأله ما إذا كان حائرا بين ما أوحت أميركا له من قيم ،  وتراث وعادات وتقاليد لا ينساها من نَسَبه وأصله القبلي الشرق أفريقي ، ونحترم المَورِدَين،  ولكن  الخلط بينهما أدّى إلى ما لم يُنتج  أية مفاعيل حسنة لا  من التليد ولا المترف من القيم و العادات والتقاليد. وربما ونأمل أن "تتحاماهم العشيرة كلها"، ويفردون كبعير طرفة بن العبد، الذي أبدع عندما قال:
ما زال تشرابي الخمور ولّذَّتي               وبيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تحامتني العشيرة كلها                   وأُفرِدت  إفراد البعير  المُعَبَّد

يضيع المحللون كما المخططون فيما نسمع عن لِسانَيّ طرفي نقيض في الخلفيات ، هما يتفقان على السلبي منها فقط ، فالإيجابي يحتاج إلى صراحة لا تناسبهما، فلهما وعليهما وظيفة إبقاء الناس ، ناسُهم،  في حيرة،  وعليه فقط يتفق المتعاقِدَين.  هكذا جرى في لوزان وتكللت الأبحاث بما يشبه الإتفاق وإن كنا ولا نزال نسمع من المُتَعاقِدَين أخبارا تتضارب وانتصارات "بعضها إلاهي" ، وكما تعودنا، تُعلن من طرف ويُكَذِّبها ولو بأدب طرف ثانٍ.
لا يجوز أن نُقَرِّر أن الفريقين يتصرفان عن سوء نية. أحدهما لا بد صادق فيما يقول ويعرف إلى أين هو متجه وإن كان الحاضر ليس فيه كل ما يريد،  وآخرٌ  لا بد وأنه نقيضه يظن أنه إنتصر ووصل إلى مبتغاه وحصل على المكافأة التي من أجلها خاض الحوار ووقَّعَ . .
أما نحن الذين نعيش ما يتفقان عليه، يوما بيوم وساعة بساعة، يُستشهد لنا في كل موقع  طفل وأمُّه وإخوة له، وهم بالفعل مستقبلنا ينحروه، ومن لا يُستشهد ولا يدخل مدرسة ويُحكم عليه بالجهل سلفا،  وهكذا يموت من يموت وتموت أوطان بلا رجالٍ ، ويبقى ويعيش ويحكم من لم  يُستشهد، ولا علم في عقولهم ولا سلام في قلوبهم بل جهل وحقد وثأر يرتجونه وقد تتأخر مستلزماته ويتأخر زوال المحنة وبروز الأمل.
هكذا يراد لبلادنا.  وهكذا يريد لنا أوباما والخامنئي والروحاني والأسد والحوثي ونصرُالله وبوتين والخليفة البغدادي وكل من يُشبه أيا من هؤلاء بالقول أو الفعل أو الشكل ، هكذا يعملون ويخططون كي يبقوا في سدة الحكم الذي لا يموتون حتى لأجلها، فلهم خيار الهرب والإستمتاع بما قدمت لهم بلادهم وما نهبوا منها.
سِنان 8/4/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق