Powered By Blogger

الجمعة، 10 أبريل 2015

إيران حجر الرحى في شرقنا



إيران حجر الرحى في شرقنا


بين أوباما والمرشد الروحي في إيران تلاقي خواطر واتفاق واضح ظاهر على "ترقية"  أميركا لإيران إلى  أعلى مراتب القداسة بعد أن قذفتها بكل نعوت الإرهاب وأجرت عليها من الحدود والعقاب ما َيّسُد في وجهها الأبواب بما فيها باب التنفس. وكان ما كان واكتشف كل فريق منزلة الآخر عنده  بعد أن "نثر أمير المؤمنين كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم بي" ، وكان ذلك على سبيل التحبب وليس بالمعنى الذي قصده الحجاج بن يوسف الثقفي، وإن كان التهديد في ذلك الزمن والذي أطاح برؤوس الآلاف من الناس ، قام بنفس البلد ولنفس الأسباب أو شبيهتها ، ولم تقطع رؤوس بسببها ولكن قُطعت أرزاق ناسها على عقود من الزمن

هكذا تلازَمَ الفريقان، الحجاج ومن أرسله وأوباما ومن إختاره. وكان فرحهما عظيما. ودافعا عمَّا إتفقا مبدئيا عليه في بيئة دولية لم تجد في الإتفاق ما كانت تصبو إليه. روحاني هَلّلَ وظريف إستُقبل عند رجوعه من لوزان إستقبال الأبطال ولم يكن أوباما أقل فرحا فصال وجال بالإعلام حتى إرتوى وإن كنا لا نغبطه على ما يقول أنه حقَّق

وفاجأتنا إيران بموقفها وقد  تَبَدَّل فقامت قيامة المرشد في إعلانه الصادم ومضونه "أن ما توصل إليه حتى الآن ، إتفاق يلحق الضرر بمصالح الأمة وعظمتها" وهو طبعا لا يرضيه . ولم يكن في وسع روحاني إلا أن يعكس ما أعلنه الخامنئي بقوله :لا إتفاق ما لم تُرفع العقوبات عن إيران فور التوقيع، إضافة إلى التمسك بشروط تطاول التخصيب وعمليات التفتيش، مما ينسف أسس الإتفاق
وواكب هذه المفاجأة صدمة أخرى تمثلت في "عاصفة الحزم" ومهاجمة المملكة العربية السعودية بطائراتها للحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن وضربها لمعسكراتهم ومنعها للطيران في أجوائها مما منع إيران من إتمام سيطرتها على البلاد. وقد أعلنت أميركا في وقتها ترحيبها بقرار المملكة ووعد دعمها. أثار هذا "التدخل" حفيظة المرشد الذي تفاجأ كغيره واستشاط غضبا وقام وكل أعوانه بمهاجمة السعودية أولاً والإتفاق النووي لاحقاً
وكان رد الفعل عنيفا. فروحاني مثلاً قال: "تعلموا الدرس من مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. إذا كان القصف والأسلحة الكيميائية والعدوان ناجحاً، لكان صدام نجح. لا تستمروا في هذا المسار الخاطئ". ولم يشُذّ عن هذه اللهجة أحد بمن فيهم الأمين العام لحزب الله الذي أعاد وأفاض ولم يترك كلمة ولا تعبير عن إرتباط السعودية بأعداء الإسلام والسير بخطى وتوجيه إسرائيل وأميركا إلا واستعمله في هجوم ساحق لم نرَ له مثيلاً في السابق من الأيام
ما الذي عدا مما بدا حتى تغيرت الأوضاع والأحوال واختلَّ الميزان وأصبح كل واحد منهما في ميدان. إختلفت الآراء والتحليلات ومنها من يؤكد أن إيران لن تمشي فيما أعلنت إنتصارها فيه للأنها تريد الأفضل بعدحدًّ أدنى وافقت عليه الأطراف الأخرى وقبلت إيران به وبعده مشوار ينطلق من  هذه النقطة إلى مجالات أوسع. والبعض ربما يحَمِّل الضمير بقوله أن ما جرى هو دعم لأوباما ، يعطيه الفرصة والمجال ليقول لمعارضيه في الداخل، أن ما تم إحتاج إلى كل الجهود التي بُذِلت وأمَّنت أميركا فيه الكثير مما لم يحققه كل من سبقه وحاول
يجِد أيضا الهجوم الأميركي على دول الخليج والذي أتى على لسان كيري وبعده (أو قبله) أوباما اللذين وصفا ها بأن مشاكل دول الخليج الأساسية داخلية يجب الإعتناء بها قبل أن تطلب من الغير أن يحارب بعسكره . كيري وأوباما ونحن وسكان دول العرب كلهم يريدون ذلك، المهم هو توقيت ما قالوه والدلالة على مكبوت آرائهم ومواقفهم. هل البحث في أنظمة الحكم وضرورة "دمَقرطتها" وقته الآن؟ أولم ينتبه أوباما وشركاءه وأسلافه إلى غياب الديمقراطية بالدول التي تحالفت معهم على مرِّ عقود؟ ألم تكن الأنظمة كما كانت من صُنعهم ومباركتهم ، وقد إتهموا ، مباشرة وبالواسطة،  كل المطالبين بحقوق الناس بأنهم "شيوعيين" ، السجن مأواهم وملجأهم وإلا فقطع الرؤوس، ولا نتجنّى  إذ أننا شاهدنا ذلك بأم العين وبعضنا عانى منه ومن مفاعيله مدى الحياة.؟
الخلاصة أن الأمور تتحرك في كل إتجاه والرأي عندنا على خطورة إبداء الرأي او التنبؤ ، سائر إلى فوضى في الفكر لا يدري أحدٌ إلى أين تتجه ولكنها معقدة ولا حلّ لها ما دامت القيادات التي تحكم هذا العالم في هذا الزمن غائبة عن العقل والتفكير والقدرة عل الإقدام حيث الإقدام يفيد وتبتعد ولو قليلا عن كلام مٌشَوَّه متغيِّرٍ لا عقل فيه ولا منطق
نطلب الكثير آملين أن بتحقق للناس قليل القليل
سِنان في 10/4/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق