Powered By Blogger

الاثنين، 6 يوليو 2015

القعر السحيق


القعر السحيق

بين ولادة الإتفاق الغربي – الفارسي خلال الساعات القادمة ، وانفجار "لاء" اليونان في وجه العالم ودخول الدولة الإسلامية سيناء مصر بقوة ، وتغلغلها المستمر في أنحاء العالم ، وتوقّع قيام خلاياها المستفيقة بأعمالها اليومية العادية إن في الكويت أو سوسة تونس أو ليون فرنسا ، وما يجِدُّ ونسمع به وقد يحدث اليوم أوغداً ، وما يقوم به الرئيس المُدَلَّع بشار إبن أبيه من رمي البراميل  المتفجِّرة على ناس سوريا ، يقتلهم بالمئات ويزوِّده بها وبطائرات تحملها وأعداد العسكر اللازمة، من هم معلومون ومعروفون ولا هم على إستحياء بما يقومون به ويُصرِّحون معجبون بكفاءة تخطيطاتهم،  ولا ينقص أحدهم ضمير غاب أو عقيدة ومذهب عُلِّق  إلى حين ، او ربما إلى أبد الآبدين
والإتفاق الذي يسير بِخُطى متسارعة إلى التنفيذ ربما قبل التوقيع لإستعجال أميركا لمنح إيران كل القوة التي تسمح لها باحتلال ما شاءت من بلاد كي تقيم الإمبراطورية الفارسية بغلاف مذهبي جديد تديره عمائم تغطي رؤوس من يستحقها، وهم قلة ومعروفون بالإسم والجسم والعنوان،  ومن لا يستحقها واعدادهم أكبر من أن تُحصى يتوزَّعون في كل بلد وشارع وزاوية يُعَلِّمون المساكين ممن جاننَبَهُم الحظ كيف يُستشهدون ويدخلون الجنة التي فيها كل محرَّمات الدنبا الفانية، من حور العيون والغلمان والشجر والماء ومشروب الهنا من أفخر الأنواع
ما يقلقني أن القتل المزاجي الغالب في هذه الأيام التي غاب عنه العقل والضمير وتعلمها القاتل من مُعَمَّم يسمّى تعديا على الدين بشيخٍ أو إمام ولا رقيب ولا حسيب. القرآن الكريم فيه 114 سّوَر كلها، ما عدا واحدة (سورة التوبة) تبدأ بالبسملة، أي بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ"؛ فالله بموجبها رحيم ولم يترك في ذلك مجالاً للشك أو التفسير، وكل ما نسمع عن أعمال عُمَّال المذاهب من "فتاوى" لا تدخل فيها حتى رائحة الرحمة ، بل هي كلها تعكس أضَداَدها
هناك ، بالصدفة أو بالميعاد، شؤون تتكدَّس لتعلمُنا بأن كل ما يجري فيه شيء من الغيب والضبابية ، وفهم مضامينه يفوت الكل ولا أعرف إن كان من يضم ، يشمل من يقرر السياسات ويجد نفسه في وضع ملتبس ، القرار فيه بالضرورة عشوائي
مفاوضات النووي تجري بين أئمةٍ تعلموا ونشأوا في أجواء وعادات تراكمت على آلاف السنين ، ومنها "علم التفاوض" والذي يجري طوال الوقت في بازارات المدن والقرى وبين الناس وكأنه علم كامل لا يُستبدل بغيره،  والوقت اللازم له طويل ولا يُختصر؛ و يثبت يوما بعد يوم أنه علم نافع يستعمله بكفاة من إعتاد عليه. مقابِلُه، جداول أعمال تُدرس وتُوَزع على المتفاوضين كي تُحَدَّد أطر البحث. جميل ومفيد هذا  ويختصر الوقت بين متفاوِضَين متكافئَين ولكنه، وفي هذه الحالة يُعطي أحد المتفاوِضَين بعض ما يحتاجه من معلومات لأنها تطلعه على بعض نية الفاوض الجالس أمامه. لآ حاجة لدخولنا في فلسفات لا ناقة لنا فيها ولا جمل
الخلاصة أننا ولفهمنا بقدرات ونيات ومصالح 5+1 ، ورغبة أحدهم بشهادة إنجاز دولية وحيدة زمانها له، يركض وراءها لعجزه عن الإدعاء بإنجاز واحد خارج بلاده، وبوكيل له، على ما سمعنا ينشد جائزة نوبل للسلام ويستعجل الإتفاق كرئيسه ومعلِّمه ، ولا يهمهم أبدا ما يحصل للبشر في العالم الذي يسكنه الغضب والذُلُّ والفقر والجوع والهجرة إلى أي مكان  آمن نسبيا ، الرصاص فيه أقلُّ من الطائر فوق رأسه ورأس من يُحبُّ ويرعى
الفقر لا يعرفه إلاّ من عاناه والذل إلا من عاش في كنف الأنظمة التي ترعاها دول ال 5+1، تذَكَّروا صدّام وحافظ الأسد والقذافي والبشير السوداني وغيرهم ، والآن راقبوا أئمة إيران وطموحاتهم وما يفعلون في عراق أدمَته علوم أميركا الديمقراطية وسوريا وفيها من قُم ما في العراق وأسوأ ، واليمن وما دهاها ولبنان ومن يرعاه بتكليف منها بالمال والتسلُّط المرعب لأبنائه
ألا يخشى هؤلاء من دوران الزمن فيصيبهم ما يصيب غيرهم ؟ والسؤال : أيخطر على بالهم أن ما يقومون به قد يضُّر بهم وهو وعلى كل حال لا يرقى إلى ما يقولون أنهم يؤمنون به من دين وخُلُقٍ وضميرٍ؟ أم هم كغيرهم لهم دين كما لداعش دين ؟
الإحباط وصل بالدنيا إلى حَدٍّ مخيف، لا تَردِّي بعده ، فقد وصلنا إلى هُوَّة قعرٍ سحيق ، الخروج منها يقتضي إرتقاء زعماء العالم من قعرهم الخُلُقِي إلى حيث يأمرهم الدين والعقل ونزاهة يصعب عليهم التسربل بها
6/7/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق