Powered By Blogger

الخميس، 16 يوليو 2015

ربحت إيران على حسلب الجيران


 

ربحت إيران على حساب الجيران

مجريات الأمور وما سمعنا من تبريرات وتأييد ومعارضة وتحليلات كثُرَت ولم تبقِ لغيرها من الأخبار حتى لُمَعَها تؤكد أن مفاوضات النووي طوال  السنوات الماضية لم تلحظ إلاّ النووي ؛ والأموال التي تُغدق على الإمبراطورية الفارسية بالإضافة إلى تحرير مليارات لها يُفَكُّ إسارها يساعد تنفيذها لسياستها كما ترى وتُخَطّط ، ومن لا يعجبه يطلب إجراء مفاوضات لا تطول، تماما كسنوات التفاوض النووي . بضع سنوات وتتخذ القرارات فيكون ما فات فات ومن مات مات.  اليس هذا ما حصل في فلسطين؟ بدأت المفاوضات ولم تنته بمرور 75 سنة أو ما يزيد، وفات ما فات وانتهينا حيث المخيمات قامت وتقام والمفاوض يبني المستوطنات التي على أرضها تجري المفاوضات
إيران لن تُرخي قبضتها عمّا سبق و"قبضت" عليه من مكاسب ولن تتخلى عن سياسةالعربدة التي أنجحت مآرب مفاوضاتها مع الغرب فأعطتها كل ما طلبت مقابل تأجيل حصولها على النووي بعد بضع سنين، هي في واقع ثقافة وتاريخ الفرس لحظات لا يُحسَبَ لها حساب. وإيران الإثني عشرية لن تبيع الثورة بالدولار فهي أثبتت أنها وتحت حصار طويل، عسكري ومالي وإقتصادي، قادرة على الصمود وهذا لُبّ ما يجب على أوباما أن يفهمه؛ ولن يفهمه وإن فهمه فهو لا يريد إلا ما تم الإتفاق عليه برعايته وكان له ما أراد ونال الشهادة من الوالي الفقيه الذي يضحك في عُبِّه
القوى التي أنجزت الإتفاق متعادلة من حيث القوة والقدرات، إيران دولة كبرى إقليميا ، والغرب كله يعترف بحجمها، وال 5+1 كلها كبرى لها طموحات إقتصادية أدارها أوباما الذي له مصلحة وتحققت. غَضُّوا النظر عن أعمالها فكَبُرَت. صار لها إمتدادات في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومن يدري فالبحرين هدفٌ لها ، وإذا لم تنتهِ قصة اليمن لصالح أهل اليمن فالبحر الأحمر بأكمله إمتدادٌ لها. وعليه توازنت القوى وأدَّت إلى تفاوضٍ وإتفاقٍ قرأناه وقرأنا عنه
وتراودني أخباراليونان والتي أُعطيت فرصة الإختيار بين السيء أو الأسوأ وهي لا تدري كيف تتصرَّف. فإذا لم توافق على العروض الأوروبية تُطرد من منطقة اليورو، تفلس البنوك كلها، تسقط الحكومة وتعُمُّ الفوضى. وإذا وافقت فالتقشُّف المفروص من القسوة بمكان لم يعتَده اليونانيون ولن تمضِي شهور وإلا تكون بذرة الثورة على الحكم قد نمت. وعليه فإن الفوضى ستَعُمُّ في الحالين: القبول أو الرفض
نكتب عن اليونان لنُقارن بين ضعيف يفاوض قوي وقوي يفاوض مثيله. الشعب اليوناني ليس من الأهمية بمكان يستوجب حضورا في فنادق الخمسة نجوم يغشاها على حساب دولته، فالأمر لا يستحق الأرق ولا إنشغال البال ولا صرف نفقات فنادقه. يكفي إصدار أمر وتنتهي مشكلة الآمر . المأمور يدفع الثمن الآني والمستقبل بيد الله
الشعوب في عالم الشرق العربي لن تتنفّس الصُعداء أيام هذا العيد فالكل يعيش مستقبلا مرهونا بواقع دولي سيءٌ ولا إنفكاك منه ، يعيش ظلمة الأمن الدولي يوما بعد يوم ولا يرى في الأفق ضوءاً أو ملامح ضوء تؤَمِّلُه بتَغَيُّر الأحوال. ويسألون عن داعش وكيف نمى ولماذا ينضم إليه أفراخ مستقبل اليائسين والجواب عندهم. هم من كوَّن الظروف التي أتاحت لداعش وأخواتها  لتنمو تاركين الحبل على غاربه للأسد والمالكي وحزب الله وفيلق القدس وإيران إجمالاً يتجولون بحرية حيثما يريدوان ، فينمو ما ينمو من منظمات ما أنزل الله بها من سلطان تضاف إلى منظمات ودول تركوا لها، كما أسلفنا : الحبل على غاربه
اليوم يضيفون إلى ما قدموا ، جُرم إطالة زمن المأساة في منطقة حسّاسة ، المذهبية فيها عقيدة دين وحكم وأسلوب حياة تتطوَّر حسب الظروف ولا بد أن تعطي من أقامها ،  يوما ما،  سببا للأرق ومراجعة الضمير الغائب اليوم، حين يكون ما فات قد فات وتغيير السياسات غير متاح
 16/7/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق