Powered By Blogger

الأربعاء، 15 يوليو 2015

إتفاق مُريب


إتفاق مُريب

ال 5+1 إحتَوَت الخطر النووي، الخطر النووي لم يعد موجودا في الشرق العربي.هكذا أبلغونا وهم يأخذون الصور التذكارية في فيينا ،يتوسطهم الظريف الذي حاك ما حاك بصبرٍ وذكاء وبراعة ودهاء
أول الرابحين "مُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ" ، باراك أوباما ، وقف في البيت الأبيض وهو يُعلن إنتصاره وفوزه بما شاء من جوائز ترضية يكتبها له من حاك ببراعة شروط قبوله بالنووي كما جاءت بإتفاق من 174 صفحة في كلٍّ سطرٍ منه قطبة مخفية
الحياكة بدأت من زمان، من بداية الربيع العربي وربما قبله وانجَرَّت الدول إليه لتطويع من قام به ولا يخلو الأمر من مشاركات مذهبية إستنبطها عمَّال الحياكة فأتت داعش والنصرة وما يزيد عن 80 مجموعة يُسَمّونها "منظمة" وكلها شاركت بالحياكة. وهكذا وفجأة ذهبت دولٌ إلى خراب مرئي ولا كلمات عندي تَصِفه
النووي إنتهى بخراب كل ما حوله من ساحات. الدولة الإسلامية في إيران إنتصرت ولا يقتصر إنتصارها على الإتفاق وبنوده بل تعدَّاه إلى حكم العراق وسوريا ولبنان واليمن، والعمل ماشي على إدخال مصر في هذا المعترك . أما تونس التي إعتقدنا أنها إستقرت فهي أيضا هدف على وشك أن يشارك في ما تبقى من نَسجٍ لما بعد الإتفاق النووي
وإن ننسى فلن ننسَ الأمازيغ الملتزمين  المذهب الاٍباضي المشرقي وسُنة بلاد المغرب العربي وما طَلَّ برأسه جديداً من مناكفات بينهما قاربت الجولات التي إعتدنا رؤيتها في ما سبق وذكرنا من بلدان
هل يصحُّ أن نفكِّر بأن معارك الربيع العربي التي بدأت منذ أعوام هي التي أدَّت إلى هذا الإتفاق؟ وهل أن التوقيع عليه وعلى مختلف بنوده سينهي بحدِّ ذاته الحاجة لبقاء الساحات على ما هي؟ الرابحون يقررون: الروسيا وإيران. أما دول أوروبا فحزمت الشُنَط لزيارة إيران وحجز حصصهم من خيراتها. أميركا ، فاز رئيسها بالشهادة ولا نعرف بما هي فازت وننتظر لنتعلّم
الحياكة والنسج أخذ وقته وإيران كانت تعلم بأن الوصول إلى غاياتها يحتاج إلى صبر طويل إعتادوه في صناعاتهم الحرفية وتجاراتهم في بازاراتهم وحيثما حَلُّوا، وفيينا ليست بعيدة عليهم بل إن الحرية فيها تعطيهم نَفَسًا إضافيا يخرج عن روائح البهارات والعطور التي إعتادوها فيضيفوا إلى مهاراتهم ما يتيحه الجوُّ لهم. الفريق الآخر المنشغل دائما بأمور أخرى تقلقه وتستنفذ طاقاته، لا يرغب في شيء أكثر من رغبته في إنهاء مفاوضات لا تنتهي والرجوع إلى محيط إعتاده وربما حتى عائلة تنتظر رجوعه. ثقافة الأول تنمو وتنتج على مهل  ورواق ، بينما الآخر مستعجل لأن بيئته وعمله وبيته كلها لا يروق لها الإنتظار
الأسئلة على كل شفة ولسان عن مستقبل ساحات الحرب الحالية وهل تكون هذه الإتفاقية بداية حلحلة أم تأزُّمٍ مستمر أو يزيد؟ لا جواب ؛ وإن كنت أظن أن الحلول ليست قريبة وإن تفسير بعض بنود ما تم توقيعه قد تحتاج لضغط من هنا أوهناك؟ وأرَجِّح أن تستفيد إيران من أي ضغط تستطيع أن توقِعه لتأتي التفاسير لصالحها، والله أعلم
أخبار الإتفاق مسحت كل قضايا العالم. ساحات الحرب نسيها العالم واليونان ومشاكلها لم ترد حتى في الصفحات الدخلية في أية جريدة. هذه أهمية ما كُتب وننتظر أن تكون مخرجاتها أرحم على الشرق من سكاكين داعش وبراميل الأسد
15/7/2015





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق