Powered By Blogger

السبت، 25 يوليو 2015

نفايات هنا وهناك


نفايات هنا وهناك

أسفر سياسيو البلد عن أوجههم واتَّكأ اكثرهم  على أرصفة بيروت، مثلهم مثل النفايات التي أفرزوها ووَزَّعوها حيث إتكأوا،  فتعرّف أهلها على وجوه كانوا يرونها عن بعد ، صورا على الصفحات وأشكالا على المرئيات. اليوم نعرفهم كما هم، نلمِسُهم ، نرى البسمات المفتعلة مرتسمة على وجوههم الكالحة، نشُمّ روائحهم ولكل منهم رائحة تميِّزه وكل الروائح المنبعثة  تزكم الأنوف وتعبق الأجواء فيرجع من رأى واشتمّ وتَعَرّف بسرعة البرق إلى حيث تكون الروائح أقلُّ عبقا وعنفا فيتفادى المناظر القبيحة والروائح الكريهة
نحن نحكي عن نفاياتهم ونفايات البلد بأكمله، بالأخص نحكي عن من باع بلده  طمعا في موقع يشتهيه. هؤلاء ليسوا قلّة ، فيهم النواب النوائب والزعماء المخربون والمدنيون وكبار الأساقفة والمعمَّمون لا إستتثناء إلا لبعضهم المعروفين، الكل يعرف الأوادم،  وهؤلاء قُصقِصت أجنحتهم و مُنعوا من الكلام إلا في حدٍّ مُعيَّن معروف
هم من منع عن البلد الراحة والإطمئنان والأمن وفُرص العمل والسياحة والزراعة والصناعة وغيرها ،  ومنع عن بعض المؤسسات المدنية وجودها وعن بعضها القدرة على العمل وهم من إلتزموا مصالح بلاد أخرى غير صديقة وخان بلده واستوفى مالا ووهجا على ما يقوم به مما يضر في ناسه وفي بلده ويحكي بصوت عالٍ أنه يخدم البلد ويُبعد عنه شَرَّ المخلصين من أبنائه
ربما نسينا أن في البلد مخلصون، يَسعون ويُضحّون ويعملون ويأملون، علّ فيما يقومون بعض مما يمنع الضرر عن بلد حكم عليه هؤلاء باستمرار المعاناة. أوصلوه إلى حال بعثرة النفايات في الشوارع ، ولو أنهم إتكأوا عليها واتكأت عليهم فهذا لا يقلل الضرر بل يزيده حجما بما يساوي مجموع أحجام من إتكأ عليها وفيها وفي طياتها وكان في صلب إنتاجها ، وهم أتونا من تلك البيئة ، معتادون عليها لا يهمهم أمرها ولا يعانون من وجودها
نشير إلى نفايات وُزِّعت في مدن وقرى لبنان لنعطي فيها مثلا عما يجري في شرقنا من مُخزيات زادها خزيا وعارا توقيع إتفاق سَلَّمت فيه أميركا إلى آية الله العظمى الوالي الفقيه الفارسي الشرق الأوسط بأكمله. أعطاه لرجل دين من مذهب معادٍ لمذاهب أكثرية المسلمين وكأنه لا يعلم بأنه يؤدي إلى صراع طويل في الشرق الأوسط وفي كل مكان تتواجد فيه المذاهب المختلفة، وأميركا وأوروبا لن تتلافى، ولا يمكنها تلافي  الصراع على أراضيها. داعش مرحلية وستزول، أما الصراع السني الشيعي الإثني عشري فهو باقٍ
طبعا لا ندَّعي المعرفة الكاملة بما تَمّ وإن بدأت تظهر على العلن مرفقات للإتفاقات سرية وغير معلنة لباقي البشر. إكتشفها الكونغرس الأميركي الذي لم يعلمه أوباما بوجودها، وهو يسأل الآن عن باقي ما لم يُعلن من إتفاقات. ونحن نسأل لأن مصير هذا الشرق هي بيد لا نأتمنها، أكانت خامنئية أو أوباماوية. الإثنان يتساويان عندنا عندما ندخل مضمار وميدان الصدق والثقة وحسن النية بمن وقّع وأوقع العرب كلهم في مأزق عُمره طويل ومخرجاته ونتائجه في أيدٍ غير موثوقة
في اليمن، تشير الأخبار أن المعزول صالح وأميركا باشرا مفاوضات لصلح ما يُبعد الحرب عنها. يريدون صالح أن يبقى بعد أن أثبت صلاحيته لإحياء االفتن وكنس الرماد عن النار. بمساعيه دّمِّرت اليمن. تساوت مع سوريا باللاجئين والقتلى والدمار والمجاعة وأدخلت اليمن مرة أخرى في نزاع زيدي شافعي، ( شيعي سني)، وتساوت بالعراق بدخول إيران على الخط، وإن كان ظاهر الأمور الآن بأن عاصفة الحزم ستنهي ما بدأه صالح، فإن تصريحات السيد الوالي الفقيه الفارسي وعد، بعد توقيع الإتفاق، بأنه لن يخذل الحوثيين أتباعه وسيدعمهم بالمال والسلاح وإن إقتضى فبالرجال أيضا
أما العراق فلن ندخل في أمره لأن تعقيداته بدأت بإضعاف صدام ثم إلغائه وفتح طريق المشرق العربي الواقع غرب إيران لإيران وكان ما كان وأعلنت أنها إقتنصت أربعة عواصم عربية هي بغداد والشام وبيروت وصتعاء، ولم نسمع من أوباما إعتراضا على ما أعلنته رسميا إيران التي وقّع معها إتفاقا بأرخص الأثمان
25/7/2015






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق