Powered By Blogger

الأربعاء، 22 يوليو 2015

قبل أن يَجِف مدادها


قبل أن يَجِف مدادها

ما أن جفَّ مداد الإتفاق النووي حتى قامت الدنيا ولم تقعد. شرقها وغربها وما بينهما والذين وقعوها ومن سمع عنها أو قرأ ما ورد فيها ضائع مِثلي ومثل كل متابع لأخبارها. أميركا التي دعمت التفاوض وارتأت أن أي تنازل لأي شرط من شروطها لا يُغَيِّر واقع ضرورة توقيعها. وإيران التي غَنَّت إنتصارها على "الشيطان الأكبر" بدا وكأنها تراجع موقفها بعد أن تبيَّن لها أن رفع رايات الإنتصار جاءت قبل موعدها. 

ماذا نقول عن المتابع أو الخائف أو المرتاح الذي لا يعرف عمَّا إذا كان على حقٍّ في خوفه وإرتياحه ، يفسِّرها شاين د. نايلور في مجلة الفورين بوليسي بقوله أن الإتفاق أبعد المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران وخدم مصلحة الأخيرة في سوريا بحيث أعطى حزب الله وبشّار قوة جديدة وفسحة أخرى تُعَوِّق التحول من الحال  السورية القائمة إلى حالة مختلفة، كما تعطي الحوثيين دعما يسمح لها بقنص وتَحيُّن الفُرص إن لاحت.

أول معارضي الإتفاق، آية الله الخامنئي وقائد الحرس الثوري وكل اليمين الإيراني وكذلك اليمين الأميركي وقد أصبح الدفاع عن الإتفاق الشغل الشاغل لأوباما وإدارته،  لا يعرفون أي موقف يلتزمون عدا أن إيران بدون سلاح نووي  أسهل للتفاوض إن ملكت، لا سمح الله، ما يملكه الآخرون.

أما باقي العالم فالبعض فيه يلملم جراحه ويدعو على اليد التي وَقَّعت بالقطع والبعض الآخر أصبح في طهران يفاوض بالإقتصاد والتجارة قبل أن يقطفها غيره وقبل أن تسوء الحال بين "ظريف" و"كيري" ومن يُمثِّلان. أما العرب فليسوا بالعير ولا النفير وهم يراجعون الوضع علَّهم يُفلحون في إيجاد موقع لهم بين كل تلك المواقع.

وتبقى الأمور الأخرى في سوريا على حالها، روسيا وإيران تزوِّدان الأسد بالمال والرجال والسلاح ويقبضون الثمن ولو متأخِّرا.  نظام الأسد لا يزال يُمَثِّل سوريا في هيئة الأمم والديون التي يلتزمها الأسد الآن هي ديون على سوريا  بقي الأسد أم رَحَل، تدفعها أجيال سوريا القادمة. بلايين الدولارات التي أدَّت بسوريا إلى المجاعة والتشرّد والتي تحتاج إلى كل درهم كي تطعم أهلها وترتب أمورهم بالتي هي أحسن.

أما اليمن ققد أصبحت وديعة في يد المملكة العربية السعودية وهي قرّرت تحريرها من إيران، والحرب سجال ونأمل خيرا لأهلها وشعبها وإن طالت الحرب وتساوى الخراب فيها بالخراب الذي لحق بسوريا. والعراق حربها بين السُنّة وشيعة إيران. قربها من إيران يؤهل حربها للإستمرار إلى أن يربح الحرب أحد الفريقين، وهنا ليس لأميركا يد في ما سيجري إلا ما يُمَكِّنها من القول أنها مستمرة في مساعدتها للتخلص من داعش ليس إلا

إسرائيل تلعب لعبتها وتقف وبحزم يخيف أوباما ضدَّ الإتفاق، وتستفيد من الفُرص وتصدر القوانين تَفُشُّ خلقها فيها ، تدين بموجبها  كل فلسطيني يرمي حجرا على يهودي يتعرّض للسجن 20 عاما. طبعا لا ينطبق القانون على يهودي يرمي مثلها أو أكثر إيذاءً منها على عربي. ويأتي الخبر على الدنيا ويروح ولا من يسأل.

الأمور ماشية على أنغام تؤذي الأذن وفلسفات ما أنزل الله بها من سلطان، وبكل حال تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور الشرق الأوسط بأكمله وكأن ما يجري اليوم ليس من العظائم بعد.

22/7/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق