Powered By Blogger

الجمعة، 24 يوليو 2015

هل من بطلٍ يفرج كُربتنا؟






هل من بطلٍ يفرج كُربتنا؟



عنترة قال ومات، تاركا لنا ببساطة البطل القائد شعرا غنيا بالمعاني التي أساسها تجاربه في دنيا كانت الحروب نمط الحياة فيها:
إذا كشفَ الزَّمانُ لك القِناعا... ومَدَّ إليْكَ صَرْفُ الدَّهر باعا
فلا تخشَ المنية َ وإقتحمها... ودافع ما استطعتَ لها دفاعا
ولا تخترْ فراشاً من حريرٍ... ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا

وهل من عنترة ما تَلِدُه أمُّ أحد الحكام ، يستفيد من قول عنترة  ويعمل بموجبه ويتنطح للأعداء الظاهرين والمموهين المعروفين أصلا وفصلا ، لا يخشَ المنية،  يًستَلُ سيفا ويقتحم غمارا يدافع عن كرامة خسرناها منذ أن أتانا المغول، وحكمنا المماليك، تبعهم أتراك بقوا معنا ، على رؤوسنا 600 عام، ثم زارنا الغرب فقسّم البلاد وأفقر العباد ومنح فلسطين لغير أهلها زورا وبهتانا وظلما وهجر أهلها إلى أصقاع الأرض كلها، جعل منهم لاجئين أبديين وزرع عن قصد ومعرفة وتصميم سرطانا في الأرض يقتلنا ولا مفَرَّ منه ولا رجاء لزواله إلا إذا التاريخ ساعدنا وأهَّل لنا عنترة ما، جيوبه ليست من أدوات جهاده وضميره ناصع لا يهاود ولا يداهن أو يساهم في رذيلة.

عنترة جديد، فكرة هو وليس شخصا إنتشلناه من دواوين الشعراء القدامى وحكايات البطولة والأساطير التي إزدهرت في ثفافتها روايات البطولات ،أكان عنترة هذا فرداً أو مجموعة من الصالحين القادرين الواعين العالمين بما ينتظرهم ، يُعِدُّون الُعدَّة لها بروية وعزم ، يُخَططون ويهيئون كي تكون ضربة  أول سيف يُستلّ قاطعة مؤَثِّرة مقنعة أن الجد جَد وفي حَدِّه الحَدُّ؟....

 ونستعير مما قال أبو تمام في أحد الأيام:

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ.... في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

أكتب وبمرارة ، فبالأمس قال لي إنسان أحترم وأُحٍب أن المشكلة ، وكنا نتحدث عن الإتفاق النووي وتأثيره على الجوار، أن العرب لا يخططون ولا يستشرفون المستقبل كي يستفيدوا مما يعطي لمن هو مُهَيَّأ للإستفادة ،  ولا يحتاطون لمن يريد ويسعى ويخطط ليأخذ مما لهم. ومع أنني وجدت الكثير لأنفي ما سمعت ولكنني ، فيما بعد،  إنصرفت إلى التفكير عما سمعت وفهمت وربما تيقنت من ملامح هذا التلكؤ أو حتى إهمال كل ما له علاقة بجهذ دماغي يتلافاه العرب أجمعين.

راجعت ، بيني وبين نفسي، من سمعت ورأيت في ثمانين سنة مضت من حياتي كنت فيها مطّلعا على مجريات الأمور وعارفا للأفراد الذين أفنوا حياة قدموها دون مقابل لأوطانهم ولم يُخططوا. فكَّروا ؟ نعم. عملوا؟ نعم. ولكنهم لم يتركوا ولا خارطة طريق لأولادهم وأحفادهم، طريقا يسلكونها ويُحسِّنوا ظروفها ويتهيؤا لكل  ما يُستجَدّ .

لم أجد في تاريخنا الحديث من أستشهد به واكتفيت بما كُتب من الف وألفي سنة مضت، ولكنها تركت لنا ذخيرة نستعين بها. والله لا يترك عباده الصالحين.

24/7/2015













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق