Powered By Blogger

الخميس، 23 يوليو 2015

توقيت الإتفاق، نتائجه محسوبة ومحسومة


توقيت الإتفاق،  نتائجه محسوبة ومحسومة

ليس من العادي أو الطبيعي أن يتدخّل العالم في شأن لا يخصه كإجراء محادثات بين دولتين سيدتين مستقلتين كأميركا وإيران لولا أن الطرفين إختارا توقيتا لافتا ، أقل نتائجه أنه يثير غضب الأصدقاء وبعض الأعداء ويضع الفريقين المتفاوضين في خانة إستغباء الكل
لو جرى ما جرى قبل الربيع العربي ومخرجاته لما إلتفت إليه أحد. لكنه أتي في زمن تتغير فيه الجغرافيا وتتناحر المذاهب وتتقل  الإثنيات ويُطرد أويُهجر أو تقتل الأقليات جاعلة بهجرتها بلدانا نظيفة عرقيا وطائفيا كتلك التي نواها هتلر ولم ينجح  وما تهيِّء له إسرائيل ونأمل أن يكون مصير مخططها هذا مصير مثيلاتها
لو جرى ما جرى بين دولتين ليست إحداها أميركا لما ثار العالم وتَكَدَّرت النفوس وكثرت الحروب وتحدَّثت بنوافل الأمور نذكر بعضها فقط كي لا يغيب عنّا معناها. يقول أوباما أن أحدا يطالبه بحل قضايا الشرق الأوسط وكل ما أراد هو خفض خطر السلاح النووي في المنطقة. ويقول كيري أن الموازنات الحربية عند العرب تفوق بمرّات ما عند إيران
ألا يوحي هذا الكلام بأن على الطرفين المتخاصمين أن يلجئأ  إلى الحرب بدل تبادل الكلام النابي مع تأكيد جازم من أميركا بعدم تدخلها لا سلبا ولا إيجابا في الحروب المستقبلية وفي ساحات  تتبادل الخراب الموعود لها ، فلا يأتي وقت إلا وتكون فيها ساحة ما تلتهب ليبقى الحافز الإقتصادي مُلهَمًا . وتدخل التجارة والصناعة فيها فتزيد البلدان المنخرطة في التخطيط فرص العمل المتاحة لمن لا عمل لهم،  وتبقى وتيرة أرباح مصانعها عالية فتنتعش البلاد ويأتي أجل  من قضت ظروفه وبقي في الساحات . وإن ننسى فلا ننسى أن مداخيل المُسَوّق لآلات الحرب ، فهذه وظيفة من "عليه القدر والقيمة"  وهم بطبيعة الحال  من كبار القوم المنخرطين في الحروب المسوقين للها وجالبي آلاتها والمؤتمنين الذين يدخلون إلى مراكز القرار دون ميعاد ويبيعون ويشترون ولا من يردعهم
أليس من الملفت جدا هذا التوقيت،  يوم أصبحت كل دول المنطقة مفكّكة مقَسَّمة يحكم أطرافها من بيده السلاح من حُثالات،  أبى الزمان إلا أن يرمي البلاد والعباد بها مٌفسحا لكل صاحب مصلحة أن يقطفها قبل أن تفوته الفرصة ويفلت ما يُجتنى منها من بين يديه؟ فرصة لن تتكرر والضمير مَرِنٌ يسمح بالموبقات وتعاطيها وما منعته السماء ربما ناصبا أمام عينيه قدرته على رشوة الله عز وجَلّ
ولم لا وهو يتعاطى ما يتعاطى بإسم الله، فلداعش "الدولة الإسلامية" ولها خليفة لسيد المُرسلين يقرر ما المسموح وما المرذول والممنوع ، ولغيرها تجمُّعات تُدخل إسم الله في مسمى تجمُعها، "حزب الله"  مثلا، ولآخرين دول "الله"  رئيسها بالإسم فقط،  ودولٌ أخرى لا تدخل هذا السباق إنما تعمل مع من يديرها،  وتُحالفها ، وإذا إقتضى الأمر تشتُمها برضاها لأن الحلف شراكة يتقاسم من فيها خيراتها كل على قيمته وقدره
أستغفر الله فيما أقول ، ولكن الواقع المحزن يحتاج إلى من "يبُقُّ الحصوة" ويُعلم من يجب أن يعلم بواقع الحال، ويحذِّر بأن الوعي قد ينتشر يوما ما وقد يُرد الصاع صاعين فيندم من  يجب أن يندم متأخِّرا ، وفي الآخرة مصيرهم محتوم في جهنم وبئس المصير
23/7/2015




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق