Powered By Blogger

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

الأخلاق ذَوَت والأوهام سادت


الأخلاق ذَوَت والأوهام سادت

الناشطون دوليون وجيران وإخوان. مذهبيون، تحار أسلحة، عقائديون ، أصحاب مباديء غريبة علينا، إقطاعيوا سياسة ومال، رؤساء دول لها في الديمقراطية باع، إرهابيون يَجُزّون الرؤوس، خليطٌ من هذا وذاك، كلهم في ما يقومون به سواء
يبترون قدرات شعوبنا، يحيلونهم إلى مستويات من اليأس غير مسبوقة ولا مقبولة، يُهَجِّرونهم وكأنهم ماشية ترعى في إقطاعاتهم، يخاطبونهم وكأنهم من عبيدهم فكراً ودينا وعقائدا ، يمنعونهم من أن يحيوا كما أراد الله لهم أن يحيوا ويعيشوا ، ونصَّبوا أنفسهم مرجعا زمنيا دينيا واحداً أحدا "لا شريك له" ، يأمر وينهي ويوّجِّه وعلى العبيد الطاعة المطلقة؛  لا حوار ولا بحث ولا جدل ولا حتى حديث فيها.  هكذا "تورد" إبِلِهِم وهكذا يسوقونهم بالعصا حينا وبالسَوط أحيانا ومن لا يُعجِبُه الوضع تُسبى عياله أو يُجَزُّ عنقه أو قد يرأفوا به ويهجرونه بعد أن يَسطوا على ماله وبيته وحتى ثيابه
نحن لا نكتب عن داعش الدولة الإسلامية ولا عن أمير مؤمنيها لأنها سبق لها الفضل وأعلنت موقفها من البشر؛ نتحدث عن من يدَّعون أنهم وداعش على طرفي نقيض وهم ليسوا كذلك. هم علَّموا داعش مذهبا وداعش تلتزم بما علَّموها  وتؤمن بقواعد تعاليمهم  وبالتالي هي تقوم بما فرض "الله" عليها أن تقوم به كما فهِمته من "علماء " دَرَّسوها وفسروا كل ملتبس من تفاصيلها
هم يشجعون الشباب الإلتزام بمذهب داعش لأن فيه مصلحة لهم.  بإعلاء قيمة وسمعة وتكبير حجم داعش،  يجدون لهم العذر للقيام بأعمال المذهب المُلتَبس الذي هم إختطوه وعملوا بموجب قواعد أرسوها له
من هم؟ هم كُثرٌ، نبدأ بالسُنة ثم الشيعة وبعد ذلك بمن هم ليسوا من هذا المذهب أو ذاك، كلهم ساهموا " بتضييع البوصلة" وتعاونوا لأن في تعاونهم ما يفيد كلاً منهم ، أما البشر، يعني كل من ليسوا منهم،  هم خوارج هذا الزمان؛ هم كلهم كبش فداء يُضَحَّى به لإرضاء النزوات والأهداف التي يحملون،    لأنهم مادة وآلة مستلزمات عملهم، لا قيمة لهم خارج هذه الوظيفة
لا أظن أنهم يدركون مدى وعمق الألم الذي يولّدون ولا أظن أنهم على إدراك بمستوى المغامرة التي ينفذون. مستقبلهم قصير المدى وعقلهم قاصر عن معرفة ذلك، لأن ما يعتمدون عليه، مال وسلاح وتخويف، يمنع عن عقولهم وقلوبهم رؤية واقعهم والثمن الذي يدفعونه حين يحين الحين ويأتي أوان الشدِّ وتصبح رؤوسهم في "الدَق"؟
أما هم ، فبعض السنة الذين تطرفت مفاهيمهم الدينية ووجدوا في داعش متنَفًّسا لسلفية دار عليها الزمان،  آمنوا بها وإعتنقوها ،  وساهموا بالمال والرجال زكاة عنها ،  ووجدوا في مساهمتهم بعض الطريق إلى الجنة. وبعض الشيعة الذين وجدوا في داعش سببا وعذرا لما يرتكبون من معاصي فأيدوهم وتركوهم يتمددون حتى أصبحت كلمة داعش سببا للخوف والفزع فأعلنوا الحرب عليها بالإعلام وإن لم يُطلقوا عليهم رصاصة واحدة . ولأن الشيعة الذين نقصد ، لهم دولة وولاة معممون وقد استباحوا الأرض والناس في تمددهم حربا لم تُراع فيها أصول الحروب وقتلت وهجرت وأبادت مدنا على من فيها بأمها وأبيها على أمل أن يستقرَّ  الوضع لها فتنشأ إمبراطورية تعيد للفرس عزتهم والسؤدد
أما أميركا فلم تُقَصِّر أبدا في إعلاء شأن داعش ، وهي تحاربه في العراق الكردي ومناطق سوريا الكردية وليس غيرها وإن رمت ببعض المتفجرات بين حين وآخر على داعش فقط لتخفي ضلوعها في المؤامرة وتمكَّنها  وترسَّخها فيها. أميركا وجدت في مباديء شريكتها الفارسية ما يُستفاد منه وبدأت بالتقِيَّة مبدءأ يستفاد منه؛ إستخدمها  باراك حسين أوباما وأجاد فيها. يستعملها كل يوم، بضبابية سياسته، بنكوثه بالعهود التي قطعها، بتردُّده الذي يوحي إما بالتقية أو العجز ولا ثالث للخيارين. بالتهديد والوعيد يتبعه النكول بما هدد، بقبوله عهد الوالي الفقيه بمنحه شهادة حسن السلوك، وهو على كل حال شريك بالقتل والهدم والتهجير
لا أظن ولا أعرف من يظن أن محاكم ستُنشأ لمحاكمة المجرمين لأنهم أقوى من قوانين هذا العالم ومباديء الدين والأخلاق  والسلام والرأفة، إن لم نقل العدل إذ أن العدل ليس في ساحة الخيارات الأرضية
ربما حانت ساعة الصلاة، علَّ وعسى
أركان 9/6/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق