Powered By Blogger

الاثنين، 15 يونيو 2015

فوضى تَلُفُّ العالم


فوضى تَلُفُّ العالم

رحم الله المتنبي إذ قال:
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونهُ... وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّم
وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِه...... وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ

هكذا يتصرف ولاة المذاهب في شرقنا.  يقولون ما لا يَضمرون ويتوهمون أعداءًا وأصدقاءً ويعملون في فراغ هم أسَّسوه وانتقلوا إليه وعاشوا فيه ولا يهمهم ولا يُشغل بالهم ما ومن هو خارج هذا الفراغ. يتكلمون ويُنَظِّرون وكأنهم يعيشون بين إسلام وجاهلية ، تشُدُّهم الجاهلية ويُقَوِّيهم الإسلام فيأخذون من هذا وذاك ما يناسب يومهم وما يَضمرون. والهدف المرتجى لا علاقة له بالإسلام ولا علاقة له بالجاهلية، هو محض تَصَوُّرٍ لمصلحة يعملون في سبيلها ويُضَحون بشعوب تسير بما يُخطط لها بوعي كامل بالجريمة التي يرتكبون. أما الناس فبعضهم من البساطة بمكان ، يستجيبون لكل نداء ويسعَون للشهادة بسرور والبعض فقير ذليل يستجيب للنداء لتأمين حاجات أهله ويموت في سبيل لقمة عيش هم في أمَسّ الحاجة اليها .

هؤلاء ليسوا فرقة منعزلة ولا فريدة ولكنها نمط يتكرر ولم يعد في الساحة غيرها. هؤلاء أشكال وأنواع لكلٍ فكره وأسلوبه وهي تتضارب فكرا وتملأ حيِّزا كبيرا جدا يمتد من أفغانستان شرقا مرورا بإيران وبلاد العرب كلها من خليجها إلى المحيط. في هذه الساحة دول لا تزال تسعى كي تنأى بنفسها والشعوب عن جنون إستشرى ، ويدافع حكامها عنها وعن مصالحها ومصالحهم وهم في الواقع يخافون ولا ينكرون خوفهم من الشَرّ الذي أطَلَّ بوجهه منذ أربع أو خمس سنوات وتمدد ويقوى ولا من يردع هذا الوحش القادم من مذاهب ما أنزل الله بها من سلطان.

الدول الكبرى تنام عن هذه الأزمة. هي مرتاحة لأنها تترك للمقاتلين تصفية بعضهم البعض ولا أدري إذا ما كان هذا الغرب يفكر بما قد يطاله، وهو الآن يستورد الآلاف ممن قد يكونوا مدربين حاضرين ناضرين للقيام بما يوحى إليهم القيام به. أولادهم يأتون بالمئات للإنخراط في رومانسية هذه الساحات ويحاربون ويَقتلون ويُقتلون وبعضهم في سن المراهقة يلبسون المتفجرات ويهاجمون منتحرين. أليس في كل هذا ما يستحق الإنتباه والخروج من "فراغ" أفكارهم ونومهم المستمر ليتدارسوا مصيرهم ومصير أبنائهم الموجودين اليوم على الساحة وأمكان توسعها فتمتد شمالا وغربا لتصل إلى أحياء سكنهم؟.

كل ما نسمع في هذا المجال لا يستحق الذكر. كله من نوع "سوف". سوف نعمل وسوف نفكر وسوف نهدد. وكلمة سوفَ في القواميس هي : حرف تسويف واستقبال مبنى على الفتح الظاهر ولا محل له من الإعراب.

سنان15/6/2015










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق