Powered By Blogger

الاثنين، 8 يونيو 2015

الحلف الدولي وما يتبجح به

الحلف الدولي وما يتبجح به 

بكل فخر واعتزاز وصَلَف وبهجة وسرور عارم يعلن الحلف الدولي أنه يقتل ألف داعشي كل شهر، أما المدنيين الذين يقتلون بسبب الغارات القاتلة فلا إحصاء لهم.. لم يُضِف ولم يُعلن أن القتل أساسه عدم رغبته في إنهاء داعش وأنه لم يُقدم على ما يمنع توسعها ، فساند كل من ساهم في إستيلادها ولم يقم بما يوحي بأن مساندته لم تكن طوعية ومقررة ليُتضح فيما بعد  بأنه أراد لداعش أن تتمدد.

لم يُمنع الشريك الحليف الطاغية البعثي من التعاون وإيران ومشتقاتها وساداتها المحاربين المعممين والذين سيعطون شهادة حسن سلوك للمانح المانع  يبتغيها نهاية حزيران الجاري . ولم يحاولوا  منع الروسيا من تزويده ببراميلها  والأسلحة التي سَوَّقتها وباعتها وستقبض ثمنها من سوريا بقي نظامها او باد.

إن قتل الألف شهريا لم يكن إلا من لزوم ما لا يلزم. كان ولا يزال بالإمكان تفادي وقوعكل ذلك إذا، والإذا كبيرة علينا ، عادية لهم مارسوها في حروبهم الكثيرة التي خاضوها بجيوش جرارة ويخوضونها الآن بجيوش غيرهم فلا يتضررون بالمباشر إنما  يدفع الثمن أهل دول البلاد التي نعيش فيصبح سكانها مهجّرون، جائعون ، مرضى ومقتولون بأعداد، إحصاؤهم صعب ، لأن الأعداد تشمل الجميع، جميع من عاش أو يعيش فيها،  بملايينهم في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وغيرها، وهم أي قاتلوا الألف شهريا ، على ارائكهم جالسون يَعُدون الأموال التي تجنيها مصانعهم وما هم يجنون. ولانعرف ما هم يجنون. نعرف فقط ما يجني وكلاءهم وموظفي أعمالهم في إدارة شؤوننا ، القائدون عندنا، منفِّذوا المخططات ، من مال يودعونه في مصارف الغرب المأمونة وجاهٌ يكتسبونه.

إيران وحزب الله وبشار الأسد لا يحاربون الدولة الإسلامية. يساعدونها، يرعوا شؤونها لأنها تعطيهم من الأعذار ما يكفيهم ليتمددوا هم أيضا حيث يشاؤون. وتمدّدوا وحكموا وقتلوا وهجّروا بأكثر من أرقام إحصائية يتبجحون بها ، الف قتيل يتكرر مرارا في كل دسكرة وقطاع ومساحة جعلوها الآن ساحات حرب فيها كَرٌّ وَفَرّ وقتل وهدم وتهجير تتوافق وأهداف المبادرين في الحرب.

ما دور الحلف الدولي الذي يقوده رئيس  متردد بلا رؤيا ولا هدف إلاّ الحصول على الجائزة الكبرى من النووي. يعطيهم المال المحجوز، يعطيهم ما إستطاع من النفوذ في بلاد العرب، يُسهِّل التطويع من الأفغان والباكستان والعراق ليحاربوا في سوريا كي لا يخسر نفوذه هناك. يقوم بكل ما يطلبون ويَلزَمُهم للإنتشار حيث يشاؤون، هكذا وبدون حدود.

الأميركا التي كانت مثلا أعلى للعالم ، نجح أوباما َ بجرها إلى حضيض لا تستحقه ولا ترضاه ولا نرضاه نحن لأن فيه ضرر لنا ولمستقبل بلادنا  وتشويها لتاريخنا العربي والإسلامي على حدٍّ سواء.

سمعت بالأمس بابا روما يقول في معرض زيارته لسارايفوا حاملا رسالة سلام، قال: إن الحروب المتفرقة تكاد تكون هي الحرب العالمية الثالثة ، وأجتزيء كي أضيف ما أوحى به في كلمته " تجار السلاح لا بد وأنهم يشجعوها". وليس في العادة أن يقول البابا ما لا يعنيه.

ألم يحن الزمن والوقت ، وهل سيأتي يوم لنتذكر فيه نورمبرغ ومحاكمها وأحكامها . تناولت المحاكمات بشكل عام مجرمي الحرب الذين ارتكبوا فظائع بحق الإنسانية واختصروها بالألمان ممن حكموا في الحرب وساهموا فيها. المشكل الآن أن الذين إرتكبوا "فظائع بحق الإنسانية" ينتمون إلى جنسيات كثيرة وفيها رؤساء وعسكريين وطائفيين ومنهم رجال دين يصعب جلبهم إلى المحاكم.

حروبنا متعددة الأوجه ومجرموها من كل الطبقات ولبعضهم قوى لا تُنازع ونفوذ يصعب التغُّلب عليه ولنا في محاكم هذه الأيام وأحكامها ما لا يَسُرُّ القلب.

والأيام بيننا والزمن لا يُسعِف ويدعم ما هو غير طبيعي  مُتَصَنَّعٌ ومُتَكَلَّفٌ
أركان 7/6/2015








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق