Powered By Blogger

السبت، 6 يونيو 2015

مجلس الأمن غاضِبٌ


مجلس الأمن غاضِبٌ

ندَّد مجلس الأمن في بيان صحافي " باستخدام القوات السورية البراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة العشوائية! في سياق الحرب التي تشهدها سوريا منذ أكثر من أربع سنوات معبرين عن غضبهم أيضا من كل الهجمات على المدنيين". هذا الخبر قرأته صباح اليوم في جريدة النهار اللبنانية.

يذكرني هذا الخبر بما كان للعشائر في صحارى العرب ، عندما يغضبون، من غزوٍ أو حرب ، بعضها دام لعقود لأسباب أقلُّ بكثير مما أثار غضب المجلس. ولن أدخل في دروس العزة والكرامة وإجارة المظلوم دون تفكير في ثمن التدخُّل والمساعدة. ولن أدخل في أمثال الإجارة ومنها وقعة ذي قار حيث لبّت العشائر المختلفة والمتحاربة عشيرة صغيرة من بني شيبان وأجارتها ، وعلى رأسها الشيخ هاني بن مسعود الشيباني. دخلت حربا بلا أُفق ضد ملك الزمان كسرى أبرويز الذي غضب على المنذر ملك الحيرة  وقتله ، ربحت العشائر والقبائل حربا هي الأولى التي ربحها العرب ضد الفرس. ربحت لأنها نَوَت وقررت وأقدمت بإيمان مُجيرين المظلوم الأول الذي كانت ذي قار نهاية ظلمه.

وآخذ من الأمثال واحدا منها. أغنى شابٌ في العقد الثاني من عمره،  سيِّدٌ في الأدب بتعابيره وشعره بالعناصر الملحمية والحماسة والعزة يحِل الخلاف بين قبيلتي بكر وتغلب، قال ما قال في مجلس وحضرَة ملك الحيرة عمرو بن هند ، مثيرا غضبه ولم يَخَف. أليس هذا سببا في مقارنة لمجلس ومجلس، مجلس عشائري ومجلس الأمن الضامّ تحت عبائته دول العالم الكبرى، كلها ودون إستثناء.

أعضاء مجلس الأمن الكبار لهم مصالح، في سبيلها لا دم ولا هدم ولا تهجير ولا خلق ولا ضمير ولا حقوق الإنسان يتبجحون بها تردعهم. بشار الأسد لا تزال روسيا تزوده بالبراميل المتفجرة والأسلحة "العشوائية" وأميركا ترفض محاربة الأسد وهو يرفض محاربة داعش، والحشد الشعبي في العراق يقود حربا ضد السنة وأميركا لا تعترض وداعش تجد بيئة حاضنة هناك. الحلف الدولي ( 20، 40 ، 60 دولة؟لا نعرف) يضرب من الجو ويقتل بعضهم ولما لا ما دام "الحمار ماشي" والضمير مُغَيَّب وأميركا تتابع سياستها ، إذا كان لها سياسة ، بِغَضّ النظر عن الأثمان التي تدفعها داعش وغيرها من الأدوات المفيدة لها حاليا وللسياسة التي تنتجهها.

وأجِد في معلقة الشاب عمرو بن كلثوم،  سيد قومه الممتليء عزّة ونَخوة والذي ذكرنا صفاته في معرض مقارباتنا للمجالس العشائرية والأممية، وأختار بعضا مما قال:

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا... فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ... نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ... تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً... مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ... عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا... وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً... وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً... وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْ

ليت للقابعين في مجلس الأمن وأمينهم العام قدرة على قول بعض الشعر لإعلان غضبهم، على الأقل ليظهر "الغضب" بشكل مقبول.

سنان 6/6/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق