Powered By Blogger

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

حروب بلا معنى


حروب بلا معنى

تلوح في الأفق بعيدُه وقريبُه غيوم تتكاثر وتتراكم يتغير لونها من الأبيض الذي نرتاح إليه إلى أسود ا ترتاح له قلوب وجيوب أمراء الحروب، إستذوقوا نعمات الحروب وما تأتي به من خيرات، بعضها يأتي ممن لم "تبع له بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد".
من "لم تبع له بتاتاً" واحد من عشرات ممن يرى في الغيمة مدخلا لتحصين موقعه وتسويق معتقداته، ولا أحصر المعتقد بالدين ولا المذهب بل بكل ما له علاقة بهدف يطلبه ويسعى إلى تحقيقه. بائعوا السلاح والمخدِّرات والعقائد أسماء لمسمّى وأمراء الحروب وكلاء حصريون لما يُرَوَّج في أسواق هم حُكَّامها "يوم تبدي البيض عن أسؤقها..... وتلف الخيل أعراج النعم". لم يتغير شيء لهذا أستعرنا من مهلهل حرب البسوس وطرفة بن العبد، وكلاهما إنتقل إلى ديار الحق من زمان مضى ، وسبق أيام الهوان التي تعيش جراحها عرب اليوم.    
لماذا التشاؤم؟ ليس فيما كتبنا تشاؤماً، فيه وصف ولو وجداني للواقع المُرّ الذي ساهم في إرساء قواعده فئة من البشر، نسميهم كذلك مجازاً، فيهم رؤساء دول إنتُخِبوا صدقاً وفيهم رؤساء  إنتخبتهم شعوبهم بالإجماع وآخرون لم يُنتَخبوا بل فرضوا وجودهم بالدين أو بالسلاح  أو بالإثنين معا، كلهم رؤساء وكلهم يشي تصرفهم بوحدة رؤياهم، ونحن أي الناس بتنا في "حيص بيص" خلقي وديني، إذ أن من نحتقر ومن نُجل يتصرف وكأن المعطيات واحدة والأهداف تتلاقى وما يجري لا مرَدَّ له وإن "من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت". قس بن ساعدة ، أنجَدنا.
إذا صح الصحيح وما قلنا ، فإن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من التحليل والتفصيل. رئاسة أوباما وعمامة الوالي الفقيه والروسيا اللاعبون الكبار في إجتراح مآسينا والسير فيها مُصمِّمين مُتفقين ، راضين بالنتائج والحصص التي تعود إليهم، وإسرائيل لا تستطيع إلا أن تكون سعيدة وأحلامها تتحقق رويدا رويدا على يد من ذكرنا. لم يعد لإسرائيل أعداء في محيطها ولا في المحيط الذي يليه وأمامها قرن من الزمن  لها فيه الحرية التامة الكاملة في إرساء فكرة وجودها .
ماذا بعد؟ سؤال فيه الجواب ؛ علينا القبول بما يُخَططون بل قاربوا تحقيقه فنوقف النزيف أو ثورة من سَقر " وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لوّاحة للبشر" }سورة  المدثر{.

أركان 16/6/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق