Powered By Blogger

الاثنين، 29 يونيو 2015

ثالثة الأثافي

الأخبار تترى وتتوارد وإن لم تنشر فتنتشر وتوقظ النيام وتؤرقهم ويبقى بشار بمباركة المنتفعين من بقائه وهم ثلاثة ، على رأس عمله مديرا ومدبِّرا لقتل ما تبقى من الشعب السوري بالبراميل والصواريخ حينا وبالغازات السامة أحيانا أخرى لمدة تساوي زمنيا ما مَرَّ منذ بدء الثورة، وتبقى التنديدات على حالها وهي لا تشي إلا بسوء خلق من يطلقها لمعرفته بما يجري وما خُطِّط ويُخَطَّط له من مآسٍ ما أنزل الله بها من سلطان لشعب أصابته العين ، في سهام مسمومة خرجت من عين الفاعلين الثلاثة إلى نفس  المفعول بهم، مساكين أهل هذه الأرض الطيبة.

متى تنتهي حروب المنطقة سؤال جرَّبنا الإجابة عليه ولا أعرف أن كنا توفَّقنا أو عاكسنا القدر وسياق المنطق  فأخطأنا. في الحالتين لا جواب يقنعنا أو يقنع الغير. الحرب ماشية ، تتغيَّر ساحاتها فتجد لنفسها كل يوم ساحة جديدة تُدشِّن القتل والتدمير والتهجير فيها. لسنا متشائمين بسبب مجريات الحرب ولكن لسنا متفائلين بحس نية من براها ومن رعاها ودعم مسيرتها واحتوى ردود فعل من عاناها ويعانيها ولم يتوقف عند حاجة للحرب نقصت إلا  وعوَّضها حالاً وسريعا وعلى عينك يا تاجر. السلاح من أحد الثلاثة والمال والرجال من آخر والثالث ، ثالثة الأثافي بِالشَّرِّ وَالْمُصِيبَةِ العَظِيَمَةِ، وما أدراك ما ثالثها، يديرها ويوجه مسراها وهو قابع في مكان ناءٍ ، بعيدا عن السمع متسربلا ثوب العِفَّة والنية الحسنة ومقيما في بيت أبيض يوحى بالنظافة. البيت أبيض وساكنه ليس كذلك.

قال خفاف بن ندبة:
وإنَّ قَصيْدَةً شَنعاءَ منِّي... إذا حَضَرَتْ كَثالِثةِ الأثافي
معناه أنه رماه بالشَّرِّ كلِّه فجعله أُثْفيَّة؛ حتى إذا رماه بالثَّالثة لم يترك منها غاية.
قال علقمة بن عبد:؟
بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإنْ عَزُّوا وإن كَثُروا... عَرِيْفُهُم بأثافي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ
 ألا ترى علقمة وقد جمعها كلها فأفاض.
 وما لنا بهم،  فهم من غير لحم ولا دم ولا ضمير ولا ربٍّ يعبدوه أو أقلُّه يسيروا بما جرَّب أن يعلمهم إياه. وهم لهم من الأذناب والأحزاب التابعة والمرتزقة الذين يبغون مالاً ورزقا حراما ً توَفَّر لثلاثتهم وهم يوفروا بعضه للأزلام بكافة  أشكالهم. هؤلاء يخدمون المال وليس من يوفره لهم.  المنافسة على الخدمات تُغيِّر الولاءات، وولاء الأزلام والأحزاب ولاء مصلحة.
واضح أنني أعني الوالي الفقيه في قم، وبوتين الديمقراطي في موسكو وأوباما الجالس سعيدا في أروقة البيت الأبيض. 
إذن، إذا صدقت الأخبار فالحروب طويلة وبعض ساحاتها بدأ يظهر للعيان. أميركا حذرَّت من الإرهاب يشن على أرضها الواسعة حربه يوم الرابع من تموز، وفرنسا وتونس والكويت لم تعد بحاجة إلى تحذير لرعاياها فقد شاهدوا ما أصابهم وهم كلهم على خوف عظيم.
بصدق المؤمن أقول أننا لا نريد أن نرى الحرب القذرة التي يقودها الثلاثة تصيبهم أو تدخل على ناسهم فالناس لا ذنب لهم وقد فوّضوا من وثقوا فيه ليرعاهم أمناً واقتصادا وسلاما وهم لا يعلمون ما ينتظرهم، وكلي أمل أن يبقوا بعيدين عن حربنا ولا يسمحوا لمن فوضوهم بأن يجلبوا لهم مثيلا ليوم 9/11.

29/6/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق