Powered By Blogger

الأحد، 28 يونيو 2015

بمن نستجير؟


بمن نستجير؟

اليوم مثل باقي الأيام، يوم أسود ميّزه عن غيره مساحة الإرهاب وليس وجوده ، وضربِه في مواقع تختلف نوعا وموضوعاً ومعنى. في ليون ضُرِب مصنع للغاز بيد موظفٍ فيه،  قطع رأس  مديره وعلقه مع راية. الفاعل من أهل المدينة مسلم ولا سابقة جرمية عليه. أثارَ هذا العمل خوف في كل فرنسا.

وفي سوسة ، مدينة سياحية في شرق تونس، زار داعشي شاطيء فندقين ينزل فيهما سُواح أوروبيون ، وسحب رشّاشه ورمى المتمددين على رماله برصاصه فقتل 37 وجرح 37. وأظنُّن أنه قضى على موسم السياحة في تونس لهذا العام.

وفجَّر داعشي نفسه داخل مسجد الإمام الصادق في الكويت العاصمة والحصيلة 25 قتيلا، وربما أكثر، و202 جريحاً. والمسجد للشيعة والقتلى والجرحى منهم. الكويت ساحة جديدة تقتحمها داعش أو من يطمح أن يكون عضوا فيها فأيقظت فتنة سنية شيعية كانت نائمة.
كوباني قرب الحسكة في شمال سوريا تعرضت لمذبحة حصيلتها 146 قتيلاً من المدنيين، وفَرَّ نتيجة لها 60،000 لاجئا لا ندري إلى أين وقد يصل العدد إلى 200،000. داعش قامت بها.  ,هنا لا بد من القول أن داعش الدولة الإسلامية لا زالت قادرة على إسترجاع ما تخسر إحدى جولاتها.

وعليه أفادنا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة بأنه يُنَدِّد بالإعتداءات "الإرهابية والمرعبة" التي حصلت ، داعيا إلى محاكمة المسؤولين عنها. ولم يفِدنا سعادته كيف نحاكم المسؤولين؛ والمسؤولون هل هم معروفون لديه ومن هم؟ حتما من حمل السلاح وقتل هو جهادي داعشي ، ولكن نعود لنسأل وببراءة الذئب : من هو المسؤول؟ هل هو من عمِل وهيّأ ودرّب وخطط وأدار الدولة الإسلامية وشَدَّ على يدها وسلَّحها لغرضٍ في نفس يعقوب؟.

ولم يتوانى ناطق باسم إدارة أميركا عن التنديد بالهجمات "المشينة"، معربا عن تضامن الولايات المتحدة ومؤكدا عزمها على مكافحة الإرهاب. كيف ولماذا،  والإرهاب لم يبدأ اليوم؟ هي تعرفه بدليل أنها كانت قد أعلنت عن عزمها مرارا وتكرارا على مكافحته، وكأن في التكرار ما يؤكد العزم والواقع يغاير هذا التفسير. داعش ولدت يوم بدأت الثورة السورية ولم تَطُلَّ برأسها إلى أن إكتملت عُدَّتُها وتهيأت لتقوم بما أُنشِئت لأجله. وكانت تهيئتها كاملة غير منقوصة وفي عام واحد إحتلت نصف العراق و60% من سوريا. وأُنشيء حلف من 20 أو 40 أو 60 دولة ، الأرقام تتغير وتتبدل بتغَيُّر من يتحدث، ولم يقم الحلف بطائراته وجيوشه بأي عمل يَضُرُ بداعش.

بمن نستجير؟ سؤال ناقص وقد بكون جوابه  الأصح :" كالمستجير من الرمضاء بالنار". أميركا مشغولة بإيران، وإيران مشغولة بالعراق وسوريا واليمن، والروسيا مشغولة بأوكرانيا وبمساعدة عميلها بشار ولا يناسبها محاربة داعش ، وبشار مشغول بالعصافير التي قد تنقرض في مناطق تحتلها داعش. لا نمزح فالسيدة الأولى لما تبقى من سوريا أصدرت بيانا رسميا بالأمر كما تحدثت وكتبت عن إبنها حافظ، وهو من أول إهتمامات بشار ، لتقول بأن علاماته المدرسية كانت قريبة جدا من علامة الكمال، وكأن ذلك لم يكن في الحسبان فديمقراطية النظام لا يمكن أن تًغمُط حق حافظ في الإبداع .

عمائم إيران يهمها بقاء داعش مرحليا فهو يعطيها العذر والدافع لإكمال سيطرتها على مناطق نفوذها، وتنتظر الفرج من أميركا بإعادة ما حجزته من مال يخُصُّها كي تكمل مسيرتها التوسعية ، وأوباما ينتظر ليأخذ صكَّ البراءة موقعا من الوالي الفقيه ليتباهى به هو وأولاده والأحفاد.

بكلمات أخرى، الكلام عن "التنديد" بالعمليات "المرعبة والمشينة" كلام حق يراد به باطل ، وهو لا يتعدى موقفا من موقفين: العجز أو حصة في داعش.

 أ













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق