Powered By Blogger

الأحد، 31 مايو 2015

براميل متفجرة والمتَلقُّون مدنيون

براميل متفجرة والمتَلقُّون مدنيون

اعرب وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، عن إدانته للاعتداءات باستخدام براميل متفجرة في سوريا، أدت لقتل وإصابة عشرات المدنيين بمن فيهم الأطفال إذ لقى 136 حتفهم أمس السبت، مشددًا على أن موقف بلاده يظل دون تغيير بالدعوة لعملية انتقال سياسية في المستقبل لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور فيه.  

وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن الغارات التي شنتها طائرات ومروحيات النظام على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بالأمس، أسفرت عن مقتل 90 شخصا في حلب، و20 في إدلب، و9 في ريف العاصمة دمشق، و8 في الحكسة، و4 في درعا، و3 في حمص، و2 في دير الزور.   وأشار البيان إلى أن هناك 14 طفلا و7 سيدات من بين القتلى.

البراميل المتفجرة ليست حدثا جديدا ولا فريدا ، هو أسلوب للتعاطي يفضله الأسد ومن يعاونه أو يدعمه في الروسيا وإيران وأتباعهما من حزب الله ومكونات "الحشد الشعبي" الذي إنطلق حديثا في العراق وكان له من الأفعال ما تشيب رؤوس الأطفال.

ويأتينا السياسيون من كل فجٍّ عميق يرددون مقولة وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند بأن سياساتهم تدعو لعملية انتقال سياسية في المستقبل لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور فيه.

السؤال الكبير هو  عن"  أي مستقبل يتحدثون" وقد دخلنا قي العام الخامس من حرب ضروس ليس للشعب فيها قول وكان مستقبلها ما نراه اليوم من نشوء أفكار مسلحة لم نسمع بها أو بمثلها  قبل بدء هذا التاريخ وقد إستولت على البلد بأكثره، وأرضا كانت يانعة تطعم شعبا لم يعد موجودا إذ أن ثلثيه مهجر ومن بقي لم يهاجر خوفا من الأنكى والأسوأ.

أميركة أوباما تدخلت وتوعَّدت وتراجعت وتباطأت مفسحة للأسد في المجال للإكثار من القبائح التي أصبح خبيرا فيها معتمدا على دول كبرى إن في المساعدة المباشرة له أو في تركها له حرا طليقا، وهم على ما يدّعون يريدون أن يبقى فقط ريثما يجدون من يحل محله.  فهم لا يريدون "داعش" التي كان لهم شرف المساهمة ، عن قصد أو تلكّؤ أو تردّد، لوأدها يوم كان وأدها متاحاً.

واليوم وسوريا وأهلها وحضارة التاريخ الذي مرَّ أو إستقر بها ، وقد إمَّحى وزالت آثاره، وهم يفكرون بمستقبل ما هم ينوون عمله.

الإنقسامات التي شجعوها والدول التي أفرغوها من مضامينها أكان إسمها "العراق" وقد فتتَّوه عن سوء نية وقصد، أم سوريا التي لم تعد موجودة إلا على خارطة لا روح لها، أم إيران التي أبرزوها وساعدوها لتكمل ما قاموا به ويوصلونا  إلى حيث لا نعرف ولكنهم يعرفون. ويتبجحون ويجمعون المجالس ويشحعون إصدار قرارات لا ينوون أصلا تنفيذها وينامون على حرير معرفتهم بأن "الحمار ماشي" وما عليهم إلا إنتظار إكمال الطريق الذي رسموه.

قرارات فلسطين والمآسي التي يعيشها شعبها، واليمن وما يفتعلون فيها ، وسوريا التي أنهكوها وربما أنهوها ، والعراق مهد الحضارات كلها وقد جعلوا منه مشكلة مذهبية وأخرى إثنية وأفرغوه من بقايا أهم الحضارات التي إستقرت فيه  ولا جفن يرجف ولا ضمير يراجع.

لا نقول ولا ندعي أن حضارات هذا الزمن سيئة وقد مرَّ في بلادنا من الحضارات ما يشبهها ، فالمغول زارونا والصليبيون زارونا والأتراك زارونا أيضا ولا نزال نرى ونسمع عن ونعيش في ظل حضارات ليتها لم ترينا وجهها كي لا نقارن ونرى بوضوح سوء طالعنا اليوم.

آخر من زارنا قبل محنة اليوم، بريطانيا يوم كانت عظمى، قسَّمت الديار وشرذمتها ومنحت اليهود أرضا ليست لهم ووعدت من ساندها في حربها ولم تفِ بأي وعد، وعرقوب مَثَلها، أو هي سبقته بمنخار ،  قال الأشجعي
وَعَدْتَ وَكَانَ الْخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً        مَوَاعِيدَ   عُرْقُوبٍ   أَخَاهُ    بِيَثْرِبِ

وكان لكعب بن زهير قول في عرقوب بقصيدة مدح فيها النبي:

كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا  مَثَلاً        وَمَا   مَوَاعِيدُهَ   إِلاَّ    الْأَبَاطِيلُ
و قيل أيضاً: 
الْيَأْسُ أَيْسَرُ مِنْ مِيعَادِ عُرْقُوبِ
ونحن في حالة اليائس من فك الحصار العرقوبي الدولي علينا. إطلاق سراحنا لا يأتي لهم بمنفعة وليس علينا إلا أن ننفض ، نحن، عنا الطوق وننهي الحصار ونحيل غيرة دول العالم علينا إلى التقاعد.
 أركان / آخر نوار 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق