Powered By Blogger

السبت، 16 مايو 2015

كامب ديفيد وما لم يحقق

كامب ديفيد وما لم يحقق

هل حققت قمة "كامب ديفيد" طموحات دول الخليج أو حتى طموحات أوباما؟ واقع الحال أن دول الخلج حضرت القمة بتردد واضح ومعرفة مسبقة بعدم جدواها وهي في بعض وجوهها محاولة أوباما إغلاق باب واسع من الشكاوى وتحميله مسؤولية ما جرى ويجري في الشرق الأوسط.
سوريالية هذه القمة . كأنها من ثنايا وبطون قصص وأحاديث وردت في الألف ليلة وليلة مثل""علاء الدين والمصباح السحري"، "علي بابا والأربعون لصاً"، و "رحلات السندباد البحري السبع". قمة لم يحضرها كل رؤساء الدول المشاركة، بعضهم إعتذر لأسباب "مُقنعة" وأحد ملوكها كان مشغولا بحضور عرض خيول رعته ملكة بريطانيا مفاجئا الكل بأولوياته، ولم يكن مُخطئا في قراره بل كان واقعيا ومعلنا عن موقفه.
الكل يعرف، وتأكد ذلك بعد البيان الذي صدر عن البيت الأبيض يشرح ما تمَّ الإتفاق عليه وهو قليل "لا يسمن ولا يغني من جوع". أوباما وعد دول الخليج، والتزامه وعوده السابقة لا تُبشِّر بالخير، "أن أميركا ملتزمة العمل  معهم إن هم تعرضوا لهجوم خارجي لردع هذه الهجمات والدفاع عن سيادتهم". الجميل في هذا الوعد أنه ينتظر أن تبادر إيران بالهجوم على إحدى دول الخليج لتتحرك أميركا وتدافع عنها ، إذ لا محل في سياستها  الحالية لإستباق الفاجعة فلا  يحصل هجوم ولا تتدخل أميركا ، وأميركا هي اليوم حاملة مفاتيح "منع " الإعتداء. المعتدي الوحيد الشاهر سلاحه، الطامح قولا وفعلا ، جهارا نهارا، باني الإمبراطوريات على أرض تلك الدول التي يَعِد أوباما الدفاع عنها إمباطورية الوالي الفقيه الحالّ محل كسرى في طموحاته.
وإذا ما كانت نية أوباما صادقة ولم يتردد في المبادرة قارنا ولو لِمَرَّة القول بالفعل، فلماذا لا يبدأ الآن في العراق الذي كان لأميركا القول الفصل في تدميره وتسليمه للدولة الطامحة لضمه أو ضم بغداد منها وجنوبا إلى حدود دولة الكويت، وكانت بادرت وتوسعت فضمت سوريا إليها.  ولقد وصف أوباما وضعها "المُعَقَّد وضعها ولا حلّ قريبا لها"، والتي "لم نقصفها سابقا لأن الأسد تخلص من أسلحته الكيماوية".
بيد أوباما بصفته الرسمية رئيسا لأكبر وأقوى دولة في العالم وربما في التاريخ أن يحُدَّ من طموحات إيران ويتروى في تتبع هدفه بإنجاز يضعه في مصاف الكبار من دولته، لأنه لن يتمكن من ذلك ويمتنع عن مساعدة الدولة الفارسية في توسيع إمبراطوريتها والتي سبق الفضل واحتلت اليمن . ولها أيضا في لبنان ما لها من نفوذ وقدرة على الحركة، تدرب الجيوش فيها ، تؤهلهم، تأخذ اأولادهم من حضن أمهاتهم، ترسلهم  إلى ساحات القتال قبل أن ينضجوا  ويموت منهم من يموت، لا بأس ما دامت الأهداف تتحقق. أوباما يغض الطرف عن كل ذلك لأنه لا يريد أن يرى أو يسمع أمرا يتناقض مع أحلامه الشخصية.
فشل أوباما، برأينا المتواضع، في إنجاح قمة دعى إليها في "كامب ديفيد" فعاد من حضر الإجتماع بخُفي حنين، كما فشل في إيجاد مساحة تقارب بين أهل فلسطين ودولة نتنياهو، فسلم للأخير مفاتيح القدس ليبني حولها مستوطنات تزيل عنها كليا ما هو ليس يهودي. أهذا كل ما يملك أوباما من طاقة؟ وهل يجوز أن نستشهد بالتميمي يوم قال: 
ما كلف الله نفسًا فوق طاقتها *** ولا تجود يد إلاّ بما تجد
المنطقة تتأزّم والحروب تترى والدول تتفكك وتُقّسَّم وتُهَدَّم، يُهَجَّر أهلها داخل البلاد وخارجها ويبقى الطغاة من حجار شطرنج أبدع الفرس في لعبها، يديرون شؤونها وينعمون بما ينهبون مما تبقى من خيراتها ؛أوباما لا يرى ولا يسمع ولا يعرف أن من وعدهم بالأمس الدفاع عن سيادتهم  هم بالفعل مهددون اليوم، فالأعداء على الحدود يعلنون بالفم الملآن عن طموحاتهم ومنها إحتلال الجزيرة العربية بأكملها حماية للأماكن المقدسة فيها والتي هم أحق بتولي حمايتها. عندهم والي فقيه أحق من أي مسلم في مداراة وحماية مكة والمدينة ولا مانع إن ضم ذلك مورد سياحة لا مثيل له أو إحتياطات نفط يعدون بالمحافظة عليها.
مؤسف أن لا نرى حرجا فيما نكتب لأن من يحكم العالم لا يرجع إلى ضمير ربما فقده منذ أن بلينا بيوم مولده.
سؤالنا ؟ متى يبادر أوباما فيُعمل الضمير والقدرة معا فيمنع الشر ويساند الخير والغنم له والغرم عليه.
 أبو جوهر الأصبهاني 16/5/2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق