Powered By Blogger

الخميس، 7 مايو 2015

التكليف الشرعي وشروطه


التكليف الشرعي وشروطه


التكليف الشرعي،  يصدر بالضرورة عن مرجعية دينية يكون منها حصرا وفقط من حاز شروطها. والتكليف مفهوم شيعي معناه رجوع المسلمين الشيعة إلى من بلغ رتبة الاجتهاد والأعلمية في استنباط الأحكام الشرعية. ومن أصبح مؤهلاً لمنصب الإفتاء وأصدر آرائه في الأحكام الفقهية يعبّر عنه بـ (المرجع الديني) أو (آية الله العظمى ، ويرجع الشيعة إلى المراجع أو مراجع التقليد لمعرفة الأحكام الفقهية

 والمرجع هو طالب علوم دينية درس في الحوزات العلمية (النجف وقم غالباً) وقضى سنيناً في الدراسات العليا حتى حاز على رتبة الاجتهاد وأصبح مؤهلاً للإفتاء.  وعندها يبلغ سن الرشد الديني ويُفتي ويُكَلِّف ويكون إفتاؤه وتكليفه مستوفياٍ للشروط الدينية والأخلاقية والمنطقية. هذا مبدأ في التكليف وأسلوب لا يخرج عنه مجتهد

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيل﴾تشير هذه الآية الشريفة إلى الأشخاص الواجب إطاعتهم، وهم بالدرجة الأولى النبي الأكرم ، ومن يجب أن تتبعهم وهم العلماء الجامعون للشرائط . والإمتثال للتكليف لا يخرج عن عنوان طاعة الله تعالى، ولا يخضع لمزاج الأشخاص والأفراد ورؤيتهم الخاصة للأمور، وإلا فإن نظام القيادة في الإسلام يختل

في هذه الأيام العجاف ، التكليف الشرعي، عبارة يستعملها معممٌ  لا تنطبق عليه هذه الشروط  ويسعى ويبرر ما يقوم  أو ينوي القيام به من أعمال وأفعال لا يقبلها االناس ولا الشرع ولا الدين ولا الأخلاق. في التكليف، هناك من يُكلف ومن يُكلف، ولم يذكر التاريخ من كلَّف نفسه وألزم ناسه بالمشي وراءه لتحقيق غايات لا تنسجم ومصالحهم أو مصالح الأمة التي أفتى لها

يظهر أمامنا أمين عام حزب الله يكلف الناس بالتعبئة والإنضمام إلى صفوف مقاتلين في بلد ليس له وخدمة لنظام يعرف أنه لا يستحق الموت في سبيله، ولا هو حائز على شرعية وطنية في بلد قد ينتهي به الأمر إلى دمار . هو لا يمثل شعب البلد الذي سيدفع الثمن بل هو يعرف أنه لا يحوز على أكثرية ينطق بإسمها بل يعتدى على دولة يُفترض أنه من مواطنيها لصالح دولة غريبة عنه مذهبا ودينا ولغة ومصلحة

ومن الحزب نفسه نستمع إلى معممين آخرين  يقلدونه قولاً وإفتاءا وتكليفا "والطاسة ضايعة" وهؤلاء المعممون لا يرعوون ويعجبهم رفع الأصابع والتهديد والوعيد ، ونحن لم نرَ في الدين ما يسمح لهم بالكلام لأن شروط التكليف كما وردت في كتبهم لا تنطبق على أيٍّ  منهم

لبنان الآن على كفِّ عفريت لا نريد أن نشير بالبنان إليه ولا تسميته، فالعفريت يعرفهم وهم يعرفونه وكلاهما مرتاح إلى واقع الحال والرفقة والصُحبة

التكليف "للجهاد " في حروب مستعرة في سوريا والعراق واليمن ، ونخشى أن تشمل لبنان أيضا، وطبعا نحن لا نعرف ماهية "المكاسب" التي تنتظرنا ولكن هم المُفتون يعرفون ولا يهمهم ما يتأتى عن إستعمالهم للتكليف الذي يليه تكليف والفتاوى تليها فتاوى ، والمساكين الذين يقبلون التكليف إيمانا أو بأجر يدفعون الأثمان دما وثُكلا ويُتما ولا يعلمون إن كان موئلهم الجنة فلا ينتفعون لا في ا|لأرض ولا في الآخرة، وهم مظلومون

أكتب ولم أكن أنوي أن أدخل ميدانا أنا غريب عنه ولكن الأمور تتردى ، يُسرعها معممون واجبهم خدمة الناس ورعاية مصالحهم وحمايتهم ونُصحهم وتصويب مسيرتهم ، لا أن يكونوا عملاء لمن لا يريدون الخير لهم وللشعب الذي يداريهم ويُنشئهم ويرعاهم إلى أن يبلغوا عمر العمل فيعيثوا فيهم وفي أرضهم فسادا موصوفا

أبو جوهر الأصبهاني 7/5/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق