Powered By Blogger

الأربعاء، 27 مايو 2015

ليس في بلاد الشام خيارات مقبولة



ليس في بلاد الشام خيارات مقبولة

كل عربي في بلاد الشام خائن. هكذا وبكل بساطة وبلا تعقيد. فريقان يحكمان ولا مرَدّ لأحكامهما، لا يقبلان منطقا ولا عقلا مستقلاً ، فإما انت مع أحدهما أو أنت عدوا له. لا مكان  لك في غير هذا الموقع. الأنكى أن كل فريق تحكمه عمامة ولا يحق لغيرها الإجتهاد أو حتى إبداء الرأي. الوالي الفقيه معصوم عن الخطأ والخليفة المستجد لا يخطيء أصلا. ولكل من المرجعيتين سلاحان، سلاح الكلام بصيغة الأمر  وسلاح السيف وما إستجد من تقنيات حَدَّثت فعاليته . والدين، والأصحُّ المذهب، لا يقبل الجدل، والعمامة تميز من يرتديها. من لا يعتمر تنقصه المعرفة والحق في المشاركة في القرار. هي رمز العلم والمعرفة والولاية
آية الله العظمى الوالي الفقيه المستوفي شروط الولاية من حوزات قُم يحكم بما أتاه الله جل جلاله من حكمة ومعرفة وما فوضَّ إليه من حق  رعاية شعوب العالم وتصويب خطاها. والخليفة الذي أتته الولاية من كل حدب وصوب إيمانا بما يدعو إليه أو هربا مما يفرضه عليه خصمه من قُم , فيلقى التأييد من سنة حكمت في السابق وجاء يومها فاستبد بها من كان ذليلا أمامها
كل من العمامتين سارت بمنحى يميزها عن الآخر. فإحداها بنت على زمن طويل كوادر مخفية حينا وظاهرة أحيانا في بلدان الشرق العربي ، رعتها ومولتها ودربتها ولما دقت الساعة إستنفرتها وتمددت حيثما أتيح لها وأعلنت إمبراطوريتها الفارسية الجديدة. للعلم لم تنشأ دولة فارسية في التاريخ، عدا الصفوية التي دامت لعقدين فقط، تدين بالإسلام. والأخرى وجدت في كنف الدولة السورية التي رعتها لتحارب ثورة أهلها ، فرصة استغلتها وبكافأة لافتة. إنضم إليها من "جَثَّته" أميركا من بعث في العراق ، الجيش والمنبوذين بعد صدام، فإذا بها دولة من أكبر دول المنطقة تحاربها أحلاف دولية وهي تتمدد. والأول إستغل هذه الظاهرة ونجاح تمددها "ليدب الصوت" ليخيف السنة منها وطبعا المسيحيين وباقي المذاهب والديانات.
هذا ما قام به وكيل الوالي الفقيه في لبنان وسوريا فخَيَّر الناس في البلدين بين محاربة "داعش" أو خسارة كل شيء، من سبي للنساء وهدم الكنائس وأماكن العبادة والسير معه وتحت رعايته وقبول حجَّته وولايته. لم يلجأ إلى تقية ولم يُمَوِّه هدفه ولم يترك مجالا للشك في قصده. كان حازما وصريحا ومهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور. إما خلفي تسيرون وبما أطلب تأتمرون وإلا فلا تلوموا إلا أنفسكم. هكذا ودون مواربة. وهو كان إستعان بفئات مختلفة في بلاد ولايته، بشار العلوي في سوريا وعون المسيحي في لبنان، الأول لأنه تعهد حمايته وحارب ولا يزال يحارب من أجل بقائه في السلطة، والثاني لأنه تعهد تمويله ورعاية مصالحه ومساعدته على تحقيق طموحاته بما فيها رئاسة الجمهورية. لم يتمكن حتى الآن من الإيفاء بوعده لأي منهما ولكنه يحاول ويحاول فيمنع، مثلاً،  إلتئام مجلس النواب في بيروت لإنتخاب رئيس للجمهورية ما دام إنتخاب "زلمته" لا مضمون ولا ممكن
ساحات الحرب إتسعت ويظهر أن الوالي الفقيه تمدد أكثر مما تسمح له طاقاته وبعد مفاجئات لم يتوقعها و"عاصفة الحزم" وغيرها وما تلاها من عواصف، فإذا به يضطر إلى طلب المساعدة بالتهديد بعد فشله في الترغيب أو أساليب أخرى جربها ولم تنتج ما يريحه أو يدعم طموحاته
وهكذا فإن على كل مواطن في بلاد الشام والعراق أن يختار بين خيانة واحد أو آخر من الفريقين المتنازعين الطامحين بالحكم
أي إلتزام من أي مواطن بأحد الفريقين هو خيانة للوطن. هذه المشكلة التي يواجهها مواطنوا بلاد الشام والعراق ولا يقبل عقلي ان يكون ناسنا من ذوي الميول الخيانية
أيجوز لهذا الكاتب أن يستفيد في  مقاربته  لهذا الموضوع بالمقارنة مع وضع ذُكر في "أنساب الخيل" لافت للشبه بينه وبين ما ذكرنا عن الخيارات القليلة المتاحة أمام الناس للهروب من واقع غير مقبول ولا معقول
قال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث ، المكنى بالكلبي ، وهو مؤرخ وعالم أنساب وأخبار العرب وأيامها ووقائعها في كتابه " أنساب الخيل": قال: حدثنا الأوزاعي قال: كنا بالساحل فجيء بفحل لينزى على أمه، فأبى. فأدخلوها بيتاً، وألقوا على الباب ستراً، وجللوها بكساءٍ. قال: فلما نزا عليها وفرغ شم ريح أمه فوضع أسنانه في أصل ذكره فقطعه ومات
وهل يجوز أن يكون المتاح هو ما أتيح للحصان الفحل لا غيره
أركان 27/5/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق