Powered By Blogger

الاثنين، 18 مايو 2015

مفارقات


مفارقات

بكل جَدِّية ودون مواربة وبالفم الملآن تفوهَّت المصادر السورية وصرحَت  " أن القوات الخاصة الأميركية استعانت بكلاب مدربة في العملية وإن هذه الكلاب عضَّت امرأة وهو ما تطلب علاجا في المستشفى". والعملية التي تشير هذه المصادر إليها هي "هبوط قوات من الوحدة المعروفة ب "دلتا" تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من فجر السبت في طائرات هليكوبتر لتشن هجوما نادرا في سوريا وتقنص من قيادة داعش التونسي أبو سياف".؟
لا بد أن هذا التصريح الخطير تتَتطلب الموافقة وحاز على الإعجاب من أعلى المراجع السياسية والعسكرية الشامية وكان لصدوره وقع الزلازل على أميركا وجيوشها التي لا تقدر ظروف الآخرين ولا تتردد باستعمال الكلاب في حروبها ، وهي أيضا تشن الحروب تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من فجر يوم ما ، وقبل بزوغ الشمس وقبل أن يفيق المدافعون الجاهزون المدربون من سبات عميق أين منه سبات أهل الكهف فيجدون العدو وقد أصبح معهم يقاتلهم من الداخل دون أن ينذرهم. هذه هي مراجل أميركا وتكتيكاتها فاحذروها
لا نرى ما يمنع من التطرُّق إلى مواضيع أخرى وفي سياق مختلف ما دام التسلسل المنطقي أصبح من نافلة مطابخ السياسة والحرب في أيام مسؤولوها هم من العيار الذي ينتقد ويستغرب تصرف "عدو" له للجوئه إلى الكلاب يستعملها في حربه وينزل على خصومه من فوق وتحت جنح الظلام
في الأمس القريب جدا، قال الولي الفقيه من طهران أن أمن الخليج من أمن إيران وذلك ربما ردَّا على ما تناولته الألسن من أن إيران، بنظر العرب أجمعين ناقص بعض الشيعة منهم،  عدو يسعى إلى الإستئثار بحكم البلاد المجاورة لمركز حلم الإمبراطورية الفارسية
وفي يوم تلاه ، قال ملتزم بولاية الفقيه أمين عام حزب الله أن الشعب البحريني يرزح تحت حكم ظالم ومساعدته واجب أخلاقي . ولم نفهم هذا القول بعد كلام الوالي الفقيه الذي سبقه بساعات. هل هناك تناقض في الكلام واختلاف في الرأي؟  حتما لا،  ونُجِّل صاحب حزب الله عن مخالفة ما قاله سيده وعدم الإلتزام به
 هناك "قطبة" يراد لها أن تكون "مخفية" تربط قول الإثنين. الواضح أن الهدف واضح يرسمه الوالي الفقيه وينفذه كل من إلتزم الولاية وآمن بها. والتفسير الوحيد لهذا التباين هو اللجوء إلى التقية، وهي "من أصول الدِّين، ومن لوازم الاعتقاد، بل لا دين ولا إيمان لمن لا تقيَّة له"؟
ماذا يجب أن نقول عن الحشد الشعبي في العراق وتصرفاته وأفعاله التي أساسها كما مظهرها مذهبي وهل يتناقض ومظهر ما يقول الولي الفقيه الذي يرعى الحشد ويوجه خطاه ، والحشد له في سُنَّة الأنبار ما له من مآثر وهفوات وقتل وتهجير أين منها مآثر وهفوات الدواعش الآخرين على إختلاف مذاهبهم وانتمائاتهم واهدافهم وطموحاتهم
 في كلامنا هذا إختصار لمناحي تصرُفٍ كثيرة، معقّدة، تاريخ بعضها يعود إلى قرونٍ مضت وبعضها حديث لم يستقرُ على منهجٍ . تاريخ يعطيها قوة الفعل لا العقل وهي ترتاح بسبب القليل الذي تختزن من تجارب لم تُهضم بعد وتثور وتفور وتقول وتفعل أحياناً بسطحية قاتلة جدواها ليست بالضرورة مفيدة لها ولا للغير
لا يزال من براها وأقامها ومولها ودربها وأقام لها الحدود يرتع في قصور فارهة ،  فارغة من كل مضمون رعاه دين أو أقام له ضمير من مقومات جاءت في كل الكتب السماوية ، رغم حصرها من أولاء الذين هم  سبب هذا الكلام ، في كتاب واحد. ساكنوا القصور لا دين لهم ولا مبدأ ولا ضمير، كلهم يهدفون إلى غرض واحد ، عتيق لم تسبقه إليه إلا حرفة العهر والدعارة، وربما نمى الواحد في حضن الآخر. فالمعنى كما جاء في لسان العرب، هو إحتكاك الشَّيْءِ بالشّيْءِ حتّى يَنْجَرِدَ .قاله ابنُ دُرَيْدِ وأَنْشَدَ :؟
يَكَادُ المِرَاحُ الغَرْبُ يَمْسِى غُرُوضَهَا .... وقَدْ جَرَّدَ الأَكْتَافَ وَمْسُ الحَوَارِكِ
ألم تحتك حوارك المنافع المموَّهة بالدعارة المعلنة لتصبح حرفة واحدة بمُسَمَيين؟

أركان 18/5/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق