Powered By Blogger

الثلاثاء، 12 مايو 2015

القذى في عين والخشبة في عين

القذى في عين والخشبة في عين

يظهر أن خبرة أوباما ومعرفته بتاريخ وعادات وتقاليد شعوب الشرق الأوسط ينقصها الكثير. ركاكة تعبيراته وسلوكياته وهو العالم  بكل شيء، يقول لحكام دول الخليج  أن مشاكلهم  تنبع من الداخل ومن عدم رضى الشعوب عليهم  . وارتأى ، أعان الله  البشرية عليه وعلى من يوافقه الرأي ، على كثرة هفواته،  بأن  يعلم من دعى إلى كامب ديفيد من ملوك وأمراء ومشايخ، بما توصًّل إليه من رؤى وحكم ونصائح لا بد وأن تستخلص منها
 ونحن لا نعلم ولا غيرنا إدّعى أنه يعلم، من أين أتته هذه المعلومة ولماذا قذفها في وجوه مدعويه قبل وصولهم وقبيل إلتئام الإجتماع الرئاسي لحكامها السبع والإستماع إليه في كامب ديفيد. فتقززت النفوس وتغيرت الموازين وتردد الحكام في حضور الإجتماع وفوجيء أوباما، على لسان الناطق باسمه، بهذا التغير
الناطق بإسم الرئاسة في واشنطن يستغرب كيف أن خمسة من رؤساء الدول المدعوة للإجتماع أنابوا عنهم من يمثلهم وأنهم لن يحضروا الإجتماع شخصيا؛ إرتأوا أن لا يسمعوا ما قرر أوباما أن "يُبلغهم" ، وذلك وبالتأكيد ، رغبة منهم في إبقاء العلاقة مع الولايات المتحدة على حالها
هو أعلمهم بمشكلتهم وترك الأمر لهم لحلها بعد أن ضمَّن كلامه ما قصد أو لم يقصد،  أمورا ثلاثة:  أولها أن لا خطر يأتي من إيران ولا من سواها ، وإن كل ما يحدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان هو أمر داخلي. ناتج عن رضى الشعوب أو قرفهم من حكامهم.  والثاني أن حبه لإيران نهائي وقطعي ولم يبق  لإعلانه إلا مراسم شكلية ستأتي في الأسابيع االقليلة القادمة. والثالث أن إيران النووية لم تعد نووية بعد أن وافقت على تغيير نمط عملها في التخصيب وما شاكله ، تماما كسوريا الأسد التي سلمت كامل سلاحها الكيماوي، ويظهرأنه صدَّق ما قاله الأسد كما يصدق اليوم وعود روحاني  . أوباما يدرس الآن صحة ما يشاع وينشر بان الأسد اليوم يستعمل الغازات السامة سلاحا "دفاعيا" ضد كل داعش
وطبعا ما ينطبق على دول الخليج لا ينطبق على إيران، فشعبها على رأيه مرتاح والخطر على إيران خارجي ولم يبق لإستتباب الأمن وإرساء السلام في الشرق إلا أن ينظر حكام الخليج في أمورهم الداخلية ويُخَلِّصوا الدنيا من إستفزازاتهم لشعوبهم وهكذا يزول الغم ويأتي الفرج، كما أتى ليبيا وسوريا والعراق ومؤخرا اليمن الذي قيل انه كان في تاريخه سعيدا
نيات أوباما، على ما يقال حسنة ولكن تاريخه في النيات لا ينقصها إلا الإداء الصادق وهذا لم يحصل. وعد في خطبتيه  الشهيرتين في القاهرة وأنقرة بالكثير وتراجع ، على ما عوَّدنا، فلم يترك للمصداقية مكانا ولا حيزا يرجع سامعوه إليه.  مراده، دخول التاريخ كرجل سلام بعقد إتفاق مع إيران يتعلق بالنووي والذي لن يتحقق، أعني رجوع إيران عن طموحاتها النووية، وقعت أم لم توقع ، بعد أن فشل كليا في تحقيق أي أمر آخر يضعه في مصاف رؤساء أميركا الكبار
قرر أوباما أن إيران حسنة النية وصادقة في أقوالها وتستسحق أن تكافأ مقابل تخليها عن النووي بمئات بلايين الدولارات المحجوبة عنها مؤقتا فتسترد الروح وتنتفخ ميزانية إرساء الإمبراطورية الفارسية على كامل المنطقة وتعود الأمور إلى نصابها القانوني والعادي ويتمدد نفوذ الوالي الفقيه على الدنيا قضما وممارسة فيها التقية أسلوب عمل لا يفقهه  أوباما  ولن يفهمه إلا بعد فوات الأوان
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: يبصر احدكم القذى في عين اخيه وينسى الجذع في عينه
وورد في إنجيل متى: لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها

أبو جوهر الأصبهاني 12/5/2015
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق