Powered By Blogger

الجمعة، 6 فبراير 2015

ثقافة الفساد وتَرّسُّخ المذهبية


ثقافة الفساد وتَرّسُّخ المذهبية

الفساد وثقافته تترسخان في أرجاء بلاد العرب من شرقها إلى غربها، من محيطها إلى خليجها ، ومن لم تطاله أعلى درجاتها فمن غير المؤكد أنه يقدر أن يبني سدودا وحواجزا تمنعها من أن  تتسرّب وتستشري بسرعة وكفاءة كي تتناغم وما الآخرون عليه.  والفساد لا يقتصر على المنافع المادية التي تتوفر لمن يمارسه، فهذا  أدنى مراتب الفساد ، أما أعلاها فالتكسُّب عن طريق الإستزلام والخيانة
أما المذهبية فهي ، ويا للعجب ، تتماهى والفساد. هي ذريعة لا تضاهيها عِلّة. هي كابوسٌ يَحُطُّ علينا وكأن الله غاضب علينا ويعاقبنا بما لم نكن ، في كوابيسنا ، نتحسَّب له
الله أعطانا العقل لنتعلم والضمير لنكون صالحين والدين لنعرف حدودنا ونتصرّف وكأننا بشر. وكل ما حبانا الله به من نعمِه تركناه جانبا ولجأنا  إلى شيطان من أخبث الأنواع وأحطّها لنعبده. لبسنا العمائم وأتقنَّا الكلام ولساننا يأخذ راحته وببلاغة العاهرات نتكلم  عن العفة والكرامة ، ومن مارس خطيئة أقدر ممن لم يعرفها،  على إعلان براءته منها
لماذا هذا الحكي يملأءه وصف واقع  مرير وعندي الجواب
في الأمس القريب قتلت داعش طياراً  أردنيا بحرقه داخل قفص وهو حيّ.  صوّرته داعش ووزعته ، فأوضحت بصراحة ودون خشية وخجل من أحد أنها هي كذلك وربما تنوي تحسين ممارستها وأسلوبها بما هو أبشع. حادثة أقل وصف لها أنها بربرية شنيعة وبشاعتها لا يضاهيها إلا من قام بها
وقامت الدنيا ولم تقعُد. كل من عليها إستبشع ما جرى وأعلن  أسفه .كل علَّق على الحادثة بأسلوبه. البعض إستبشع الحرق أسلوبا للقتل والبعض الآخر وجد فيها مناسبة تعبير تنقل كلامه كل وسائل الإعلام. البعض إستبشع ما جرى بكلام صدر من فمه وآخرون ممن وقتهم لا يسمح، أعلنت مكاتبهم الإعلامية أسفها
حتى بشار الأسد دان الحرق أسلوبا للقتل مذكِّرا الدنيا ضرورة مكافحة الإرهاب ودعى الأردن لمعاونته في مسعاه لمكافحته ، والكل يعلم ، وحتى هو أيضا يعلم،   أن له يد في إطلاق داعش
بعد الثالث من هذا الشهر بثلاثة أيام ، يوم أعلنت داعش عن قتل معاذ الكساسبة قام الأسد ومنظومته بالإغارة بستين طلعة جوية على مناطق مختلفة من سوريا ضاربا إياها بالصواريخ والبراميل المتفجرة الممنوحة له من الروسيا وإيران، دولتا إحقاق الحق وإزهاق الباطل –أو العكس،  منعما على ما يقارب المائة شخص مدني سوري يعيشون في ريف دمشق وريف حلب وغيرهما من المدن والقرى بالقتل،   وما يزيد على المايتن جريح لا يُنقلوا إلى مشفى لأن الأسد ،محارب الإرهاب،  هدمه قبل أيام
البراميل المتفجرة والصواريخ تقتل بما تطال وتيَسّر . تحويل إنسان إلى أشلاء ،  أو الحرق  أو إزالة الزائد من أعضاء الجسم ، كاليد والرجل والأنف وما تيسّر لا يتماهى وأساليب داعش. هو فقط ينافسها. لم يسارع أحد ممن بالأمس سارع إلى نعي معاذ وإبدى الأسف عليه ذكر ما جرى في الشام وحلب وحمص وحماة
في سوريا أصبح الفتل عاديا ويتحول يوما بعد يوم إلى مُتوَقع ومقبول وإلا فماذا  بربّكم سبب سكوت أميركا والروسيا وأوروبا والعرب من خليج إلى محيط ،عما يجري من جرائم متمادية في سوريا
الأردن سارع وأرسل طائراته إلى سوريا لتقصف وسيرسلها مجددا إلى أن ينسى الناس ما جرى وتعود "حليمة إلى عادتها القديمة" وتسترخي وتستريح وتعلن أنها قامت بواجبها وقامت بأخذ الثأر لمعاذ وعائلته وبلدة عيّ وأهل الكرك والقبائل والعشائر التي لها مضارب هناك. وهنا أخاف، كما أعلنت بالأمس، من إستدراج للأردن إلى ساحة قتال مع داعش أو مثيلاتها ويدفع الثمن عشائر وقبائل الأردن وناسها ، مستثنيا من ذلك حكامها ولهم في الفساد يد طولى
أين أميركا والتي أصبحت تعلن عن حربها ضد داعش فقط؟ الأسد ، لا يُحبه أوباما أو هكذا يقول، ولكن وقته لم يأت بعد فالدول القادرة بحاجة إليه. ويبقى الأسد وداعش والنصره وحزب الله الإيراني ، وتُمحى، إن تمكنوا ، سوريا عن الخريطة
المتنبي ، وقد قُتل من ما يزيد على الألف عام ، قال ما لا يقوله "رجالات" هذا الزمان ، معاتبا:؟
     ولم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شيَئاً  ... كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَام
ومتعجبا:؟
عجبْتُ لمَنْ لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ...  وَيَنْبُو نَبْوَةَ القَضِمِ الكَهَام

سِنان 6/2/2015




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق