Powered By Blogger

السبت، 21 فبراير 2015

نظرية المؤامرة والقاعدة

  

نظرية المؤامرة والقاعدة 

الولايات المتحدة أنفقت الكثير من المال لتحجيم أو إجتثاث أو إضعاف القاعدة فكان للطائرات دور وللقوى الضاربة أدوار وقتلت في إحدى طلعاتها زعيمها وقائدها ومنشئها أسامة بن لادن السعودي الذي حارب الإتحاد السوفياتي في أفغانستان لإلحاد السوفيات ثم استدار لمحاربة من أهَّلَه وهيأه للبروز في الميدان
 وكانت كلفة العملية التي قضت على بن لادن عالية، يقولون أنها  قاربت النصف بليون دولار، أو هكذا أوحت اميركا. وواكبت عملية  قتله همروجة إعلامية لم يرى مثلها أحد ، فكان لأوباما النصيب الأكبر من الظهور والفوز الإعلامي وكأنه عنترة العبسي أو المهلهل بن رليعة في حرب البسوس ،   وشاهد الناس جميعا العملية من أولها لآخرها حية على التلفاز
أقول ما أقول لأتساءل عما إذا كان القصد حينئذٍ قتل بن لادن زعيم القاعدة ورأسها المدبِّر، والذي كان يموت مريضا ولم يكن بحاجة إلى مساعدة، أو كان القصد إبراز مشهد القتل والفوز ببطولة ما ؟
أم بالفعل كان القصد ما أعلن وتكرر إعلانه وأن الهدف كان ولا يزال،  القاعدة واجتثاثها.  فإذا كان القصد إنهاء القاعدة فالسؤال الذي يرد ولا جواب عليه  ،  لماذا ندعم اليوم القاعدة ونحفِّزها وننشيء لها بيئة حاضنة؟
السؤال بتفصيله ،  هو لماذا ندعم اليوم القاعدة في اليمن بترك الناس، على الأقل السنة منهم، في ضعف تتوالى فصوله،  وخسارات متوالية يلحقها بهم الزيديون الشيعة الممولين من إيران والمدعومين منها بالسلاح والخبرة العسكرية ، وغغَضَّ النظر دوليا عنهم وعن إرتكاباتهم؟
السنة الشافعية في اليمن وبالأخص في جنوبه حيث للقاعدة قواعد،  يعانون من مآسٍ تتوالى فصولها ؟ لم نسمع من أوباما تعليقا على ما يجري، وهو يعلم علم اليقين بأن البشر بشر وأن سنة اليمن  لا مفرّ لهم من دعم القاعدة  كبديل إجتنابا للأسوأ وهو طغيان الشيعة عليهم وحكم إيران لهم،  وهو الحكم الذي بعرفه الجميع بما فيهم أهل اليمن ورأوه وشهدوه في العراق وفي سوريا وقليلا في لبنان
الحروب القائمة والتي لم تقعد ولا يظهر أنها ستقعد هي مذهبية إسلامية بين سُنة وشيعة . هكذا هو الوضع في العراق وفي سوريا وفي البحرين وشرق السعودية ، وهناك همهمات أصبحت أكثر من هامسة في الكويت ولبنان والحبل على الجرار
داعش بنت القاعدة وقد تمددت حتى بلغت ليبيا وقامت وتقوم بكل ما يلفت إليها، إما لأنها واثقة بأن حربا جدية لن تُشن عليها، أو لأن الخوف من بديلاتها يجعل منها أقل شرا على السنة
النُصرة كذلك من رحم القاعدة ولدت،  والميليشيات في سيناء أعلنت ولاءها لداعش. وسؤال لا بد وأن يطرح نفسه، هل داعش وغيرها بالفعل إنشقت عن القاعدة أم أن مخططات تُنفَّذ للتوسع تحت مسميات وأساليب مختلفة تجعل من محاربتها أمرا يستعصي على مفكري الدولة العظمى، أو التي كانت كذلك؟
هل من جواب ؟  او حتى محاولة إجابة على ما يقلق أهل المشرق العربي والعرب في الشمال الإفريقي؟ أم أن الخطة المؤامرة ستأخذنا إلى الأسوأ؟
لا نتكهن ولكن صبرنا ينفُذ،  والناس تكفر بما يصاغ لها ويُنَفَّذ ، وبالدنيا التي لا توفّر لها حتى بعض الكرامة ، وبالقادرين الذين ثبت أن قدراتهم لا تتعدى مصالحهم ، كبيرة كانت هذه المصالح أو صغيرة
سِنان 20/2/2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق