Powered By Blogger

السبت، 14 فبراير 2015

ماذا في مخطط أوباما



ماذا في مخطط أوباما


هل من الجنون أن نكتب عن الجريمة التي ترتكب الآن بحق ملايين من البشر في المنطقة المتعارف عليها ببلدان " الشرق الأوسط" والتي شاءت الجريمة ومن يرتكبها أن تشمل في هذه الأيام شرق أفريقيا وشمالها، ليتم تنفيذ ما يشاء من خطط وقرر وباشر وهو الآن في معرض تنفيذ ما تبقى؟

مئات الآلاف هُجِّروا ، يعيشون اليوم من "قلة الموت" على هامش الحياة في خِيَمٍ ، في مضارب، في بُقعٍ سميت مخيمات هي في الواقع أكياس بلاستيكية يعيش تحتها أو يلتف بها من خذلته بلاده والحكام فيها والعالم الداعم "لديمقراطية" أجرائِه فيها ، والمتغَني بدعمه للثائرين ، أولئك الثوار الذين صدّقوا أو لم يصدقوا، لا يهُمّ،  أن هناك من يدعمهم، ولا خيار عندهم إلا أن يعترضوا ويحاربوا. وهذا أقصى ما هم قادرون عليه.

أما مئات آلاف القتلى فقد فاتنا ذكرهم ، ولا يذكرهم أحد من حكام قتلوهم وحلفاء مدّوا الحكام بأسلحة القتل. منسيون هم لأن النسيان مفيد لكل من ذكرنا. يُستحضرون ، أو تُستحضر ذكراهم، كلما دعت الحاجة أو تقلّصت قيمة الحجج التي يتداولون فيصبحون مرة أخرى حُجة  ومادة في حرب قضوا فيها فيموتوا مرتين.

الجريمة واضحة المعالم. المنطقة يعاد رسمها.  من معالمها تمدد معلن من الذين يتمددون ومن المخططين. الدولة الإسلامية في إيران تحكم حيث تتواجد كثافة شيعية مناسبة، ولا نقول أكثرية، وبذلك هي تحكم العراق من بغداد إلى حدوددها مع الكويت والمملكة العربية السعودية والأردن ؛ وتحكم اليمن حيث الزيديين إنضموا إلى الشيعة الإثني عشرية الإيرانية. يحكمون من حدود السعودية شمالا وشرقا إلى البحر الأحمر غربا حيث الحديدة ومينائها الكبير الأهمية، وجنوبا تَحُدُّ اليمن الجنوبي  السني الشافعي والذي كان دولة مستقلة حتى تدخل مصر جمال عبد الناصر عام 1962. وطبعا يتحكمون بمضيق باب المندب،  الممر الوحيد جنوبا للبحر الأحمر.

أما سوريا ولبنان فهما يخضعان للولِيّ الفقيه في إيران لتفكك الحكم فيهما وكثرة الآراء المتدافعة المُّدعية الحفاظ عليهما، وكل فريق يختلف عن الآخر بما يساوي أن لم يتفوق على الخلاف السني الشيعي، علما أن هذا الأخير عامل ظاهر وربما هو أكبرها وأفعلها.

 لن يطول بالحكام الجدد المقام فيها لحساسية مكوناتها المختلفة والمتضاربة غالبا. لكن، وهذه ال "لكن" لا يمكن أن نغمُطها حقها من القوة، فالوضع القائم لا يستطيع، وربما لا يريد، أن يُبعد الشر المتمثل بالإستعمار الإيراني الجديد ، عن "أخذ راحته" والإستفادة من "مؤقت" إحتلاله ليتمِّم ما هو يخطط له في المنطقة.

وهل نضيف إلى ما أوردنا أن نتَخَيَل ما هو دافع أوباما لتشجيع ما يجري، إن لم يكن هو المخطط الذي يستسيغ، من دعم لإيران بشكل واضح لكل من يرى ويسمع ، للحصول على مبتغاها؟ هل هو فخٌّ للسعودية كي تُخَفِّف من غلوائها وتقبل بما يرسم لها؟ هل البترول المنتج  داخل الولايات المتحدة والكافي لحاجاتها ، بحاجة إلى حماية لا توفرها السعودية لها؟ هل هو فخ لإيران كالفخ الذي نُصب لجمال عبد الناصر في حربه في اليمن وأدى في ما أدى إليه من ضعف في حرب 1967 وما أنتج؟

هل لإسرائيل مصلحة ما ، توسعية في بلاد فلسطين أو ما تبقى منها ، أم توسُعات أخرى لا تسعفنا خبرتنا لمعرفة كنهها لم تؤمن لها ؟

طبعا لا نستبعد أن تكون أهداف المخطط أقل مما نتفَكّر وقد تكون أهداف نابوليونية شخصية لا يراد منها إلا رسم صورة المُخطِّط المعروف وكأنه من كبار المُنجزين الذين يتركون في صفحات التاريخ بصمات بيِّنات والثمن لا يهم ويدفعه الغير ممن لا يدفعون ضريبة المواطنة في البلد الذي تبناه؟


سِنان15/2/2015










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق