Powered By Blogger

الخميس، 5 فبراير 2015

شمولية الأزمة وتمددها

شمولية الأزمة وتمددها

.1.قتل منذر الكساسبة حرقا   وضع  الأمور في نصابها. لا يهمُّ داعش إن إستاء ملك الأردن أو إستاء آخرون، فلها مخططها تنمّيه كلما سنحت فرصة، وتتابعه بغض النظر عن الثمن.  ونجحت حتى الآن كما لم ينجح غيرها من متولّي السلطة في سوريا والعراق، حيث دولتها اليوم .  إسلام خليفة الدولة الإسلامية،  مثل إسلام أبو مسلم الخراساني ، الشاب الوضيع المنشأ، الفارسي المولد، الذي كانت له اليد الطولى في إنشاء الدولة العباسية فكان صاحب الدعوة  وواليها
 نجح أبو مسلم، ومن ثم قتله من عيّنه واستعان به،  بعد أن قام بما أوكل إليه من مهام وأدّى الغرض من تفويضه. كان شرسا وقاتلا من أعلى طراز.  وهكذا هو ابو بكر البغدادي والي ومرشد وخليفة وقاتل ، ضميره في أحسن الأحوال مُستَتِر،  وما "إن وضع العمامة" ، عمامة الحجاج بن يوسف الثقفي ، والي العراقين ومؤسس الدولة الأموية  ،حتى  بَان مقصدُه، لافتا النظر إلى المدى الذي يذهب إليه في قتاله،  مؤكدا ذلك بقتلٍ بشع وشنيع ومستفِزّ لطيار أردني  قام بما عُهد إليه من رؤسائه العسكريين في الأردن
2.هل هذا العمل فاتحة لإحياء الخلايا النائمة للدولة الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية؟ أطرح السؤال لأن في الأردن جماعات سلفية قوية ، وبالأخص في جنوبه والعاصمة عمّان،  قد يُستمالوا لفتح جبهة جديدة هناك. الأردن في وضع مالي صعب والبطالة فيه عالية والحكم لا يتمتع بشعبية تستطيع منع مثل هذا الخرق. هل نرى محاولة ما ، قريبة،  يستطيع داعش من خلالها قَلقَلة الأوضاع؟ سؤال يستأهل الردّ فهو واقعي،  ولنا في سيناء مثلٌ حيٌ حيث سرايا القدس أعلنت رسمياً مبايعتها  وولاءها لداعش منذ أيام؟
3.ولا تغيب عن بالنا ما تسري من معلومات/شائعات عن ما يحصل اليوم في واشنطن من تلاقي ، ولو مستورٌ وبَعيد بعض الشيء عن الإعلام بين ممثلين لجماعة الإخوان المسلمين ورسميين من وزارة الخارجية الأميركية. الوفد ضم عددا مُهِما من كبار الأعضاء في الجماعة والذين هم خارج مصر اليوم. اسماؤهم معروفة ومنشورة في بعض الصحف اللبنانية
هم قدموا بدعوة من "المركز الدراسي للإسلام والديموقراطية" ومركزه  واشنطن، وهو الذي نظم الزيارة واستضافها. هدف وسبب الزيارة المعلن "توليد معارضة جديدة للرئيس السيسي". وبهذا الصدد رأى الباحث في صحيفة الواشنطن بوست، باتريك بول،" أن هذا الإجتماع يعني أن وزارة خارجية الرئيس أوباما، لا تعترف بالرفض الواسع للجماعة، وهذه إهانة لحلفائنا الذين يخوضون كفاحا وجوديا ضدهم."؟
المؤتمر عقد في في النادي الوطني للصحافة في العاصمة واشنطن يوم 27/1/2015 والسؤال الذي لا بدَّ أن يَرِد ، هو مدى الدعم الأميركي لهذه الجماعة ، وهي مدعومة من حليفين لأميركا ، تركيا وقطر، وما هو الهدف من كل ذلك. نفهم أن يكون لأي بلد حليفا في بلد آخر، أما ان يكون له حليفين متنازعين متحاربين كالاخوان والدولة الحالية ، فهو عَصِيٌّ على الفهم. ويترك السؤال بلا جواب ويفتح الباب واسعا في التحليل والتأويل والشك في المصداقية وما ينتج عنه من إستنتاج
هذا على صعيد السلفية السُنية ، وأمّا على المقلب الآخر، الفارسي الشيعي،  فالوضع لا يزال يأخذ أبعادا جديدة، يوما بعد يوم
 واليوم..
.1.أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أنه  سمحَ  للشباب الإيراني، أن يذهبوا إلى العراق وسوريا ولبنان ليقاتلوا إلى جانب حلفائهم ، وعلى الأثر، وخلال ساعات ، أعلن قائد الحرس الوطني أنه أصدر الأمر لمن يلزم بالإستعداد لمشاركة كتائب من الحرس الوطني في القتال مع الحلفاء في البلاد التي حددها المرشد
2.جاء هذا الإعلان وكأنه تأييد لما أعلنه السيد حسن نصرالله ، الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي تمدد في سوريا والعراق وحارب ويحارب هناك كفيلق من فيالق الحرس الوطني الإيراني، والذي في أعقاب "عقابه" لإسرائيل على غارتها  في الجولان السوري والتي قُتل للحزب فيها ستة من كوادره ، أن "قواعد القتال تغيرت بعد هاتين الإغارتين  وأصبحت كافة الحدود والوسائل والأماكن مفتوحة ". هكذا وبدون إذن من أحد إعتبر الحدود السورية الإسرائيلية واللبنانية الإسرائيلية حدودا واحدة، والحزب وإيران كيان واحد.
3.إيران أعلنت بهذا رسميا ، على لسان الحزب والمرشد إحتلالهما للعراق وسوريا ولبنان. ولا ننسى اليمن الذي أصبح من الولايات الفارسية بعد أن إحتله الحوثيون الشيعة
الحرب السنية الشيعية لم تبدأ بعد. كل فئة تتمركز وتتوسع بانتظار التلاقي على ساحة ما ، نأمل أن لا تكون ساحة قتال مفتوحة
وننتظر أن يطَيِّب أحد بخاطر شعوبنا العربية وخاطرنا إذا أمكن وقبل أن ننفجر ونساوي بين داعش وإدارة أوباما
سِنان 5/2/2015


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق