Powered By Blogger

الاثنين، 16 فبراير 2015

إجتثاث الأقليات بحقد دفين مُستثار

إجتثاث الأقليات بحقد دفين مُستثار



داعش "ذَبَحَ" 21 قبطياً مصريا في ليبيا: عنوان يحتل بعض صدور يوميات في العالم العربي والحد الأقصى لردّة الفعل حداد تعلنه الدولة المصرية.

في العراق هُجِّر آلاف المسيحيين وذبح منهم ما تيسّر دون ذكر الأعداد؛ العدد لم يعد ذو أهمية تستحق الذكر. هو خبرٌ ويمُرّ ‘ لا أكثر ولا أقل. ولن نذكر ما سمع الجميع ورأى عن أقليات أخرى أصابها ما أصابهم وأكثر، فالهدف هو "تنقية بلاد الإسلام الجديد المستحدث"  والضارب في مفاهيمه في السحيق  من الأزمان يوم كان العقل لا يعمل والضمير مُغَيَّب والدين يُنحت في الضمائر المتحجرة صخورها،  ولا يجد من يردع خروجه عن الطريق السوي لجهل التابعين له ورعاية مصالح الحاكمين وتأمين ديمومة حكمهم بإلغاء قدرة المحكومين على التفكير.

وها نحن الآن نشهد صحوة ذلك المتحجر من الدين يؤيده مستفيدون لا نعرف إن لم يكن بعضهم من دين آخر، مصالحه تستدعي رجوع المسلم إلى ما تعلم في زمن الإنحطاط الذي ضرب العرب والمسلمين منهم مرات عدة نشهد اليوم أحدها وأحَطُّها.
داعش تتبارى مع غيرها والسبق لا يزال لها وتنتشر وينتشر شرُّها ، فهو في العراق وبلاد الشام واليمن وليبيا ومصر يلاقي من القبول ما يسمح له بالإنتشار. وغيره له مفاهيم أخرى ، وبالتقية هو أذكى من داعش. يخطط وينفذ بالتقسيط ما تنفذه داعش بفظاظة مؤذية للعين والأذن وحتى للضمير النائم عندنا وعند بلاد ودول وأمم أخرى ترعى ما يجري بهدوء وذكاء . هي تحقق أهاف مصالحها ولا تذبح إذ أن في الساحة من يحمل السكين ويؤجِّرها فتستأجر. هكذا وبكل بساطة.

أيصِح القول بأن القضاء على هذا النوع الممجوج من السياسة المذهبية يستدعي حلفا من ستين دولة؟ بعضهم يقول من أربعين دولة! الحروب العالمية الأولى والثانية والتي خاضتها كل الدول وقضى فيها عشرات الملايين من البشر وتهجر مثلهم وتهدم كل شيء فيها ولم تتعدى مدتها الأربع سنوات.

أهكذا تستباح عقول البشر بعد أن إستبيحت ساحات القتال في أماكن حدّد مداها وهدفها ومسيرتها؟ في اليمن وليبيا لا مسيحيون ولا أقليات تلفت النظر. ولفت الناس إلى بعض ما يجري ضرورة للمخططين. إذا أضفنا المسيحيين إلى دافعي ثمن ما يجري فإننا نضيف أوروبا وأميركا وغيرهما إلى المهتمين بالموضوع إياه ويكبر معه حجم المهتمين وتتعدد إنتماءاتهم وتكبر حصة المنتفعين من الهَوَس المستحدث والمؤيّد والممول والمدَرّب وبأشكال مختلفة ليس أهمها ولا أقَلُّها تنشيط تجارة السلاح وما ينتج عنها من منافع.

الفكرة لم تتغير. إن ترتيب الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى، كما هو الآن لا يلائم المخططين ، والسعي هو لتغيير خارطة المنطقة ومواقع القوى فيها وربما إعادة توزيع الحصص فيها وربما أكثر مما لا نستطيع أن نتكهَّن بما يرمي إليه ولا بمضمونه. ما نعرف أن المنطقة على كفّ عفريت والعفاريت معروفة أسماؤهم وألقابهم وما يسعون إليه.

التاريخ لن ينساهم ، والتاريخ لا يرحم من لا يستحق الرحمة. هولاكو، ونيرون وهتلر والطاعون وآفات مصر القديمة تتساوى في عين من يرعى البشر ونأمل أن تلقى ما لاقى من سبقهم في الرذائل.

سِنان 16/2/2015


 


 


 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق