Powered By Blogger

الخميس، 31 يوليو 2014

لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا .... إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا



لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا .... إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا

كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت..... وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا

فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا ...... شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا

حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ .... وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا


قالها حافظ إبراهيم، شاعر النيل قبيل الحرب الأولى وكأنه يصف ما نمر به بعد قرن من الزمان. ونتابع فنقول أن من لم يبق من الدنيا في يده إلاّ حسرته وبقية من دمع في مآقيه ، وهكذا هم أهل غزة كما أهل الموصل ، ومن يطلب مهم أن يحتضنوا سلام غيرهم لا يكون واهما أو غبيا أو يائسا مما صنعت أيديه فقط  ومتعلقا ربما بحبال الهوا كما يقال في العربي الدارج، لأنه غير قادر على فهم ما يمكن  ان يكون عليه  الثأرلما إرتكب  ولا يهم من يدفعه إنما المهم أن يدفعوه وصيغة الجمع هذه لا تدل على التلقي بالإسم إنما تدل عليه فقط بالإنتماء.

ونكتب عن الموصل وغزة لا فرق أين نبدأ.  مسيحيوا الموصل لم تبدأ مصيبتهم بالدولة الإسلامية داعش. بدأت يوم طحشت اميركا على  العراق، عراق الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل. يقال انه في سنة الإجتياح الأولى بدأت الهجرة. جاءت امريكا "الصليبية" على قول بوش لتخلص الدنيا من مجرم قاتل اسمه صدام،  فكان النصارى أول من دفع الثمن. الصليبية والمسيحية لمن لا يفهم صنوان، اسمان لمسمى واحد فخافوا وهربوا من مكان الى آخر داخل العراق ولما لم يتسع العراق لهم هاجروا. واستمر التهجير يوما بعد يوم وبالاخص بعد وصول المالكي الشيعي الى الحكم وهو من هو ربيب امريكا التي  أوصلته الى الحكم وفلّتته ليقوم مقامها في ادارة البلاد واتمام ما نوته ولم يقصرفي ذلك بتاتا والمسيحيون كانوا أحد الأهداف. واتتنا داعش فأنهت المشكلة بكليتها بوحشية هولاكو وأساليب النازية العرقية الدينية صاحبة فكرة النقاوة الجنسية.

صحيح أن الوجود المسيحي لم يكن مميزا سياسيا لكن كان هناك وجود استمر عشرون قرنا، مقيما أحيانا على زغل وأحيانا على عيش جيد مشترك مع غيرهم وفي بعض الأحيان كان متعبا وحتى مهينا ولكنه كان موجودا.  الآن لم يعد موجودا وهذه المرة الأولى التي تخلو العراق من مسيحييها.

لم يول الغرب الممثل هنا بأميركا ولا العرب المسلمون الصالحون منهم والمتزمتون ، لم يولوها لا الاهتمام ولا الإنتباه الذي تستحقه،  وربما وهذا الأسواء، لم يلحظوا ما جرى ويجري من تطهير مذهبي مورس علنا ودون حياء ونسوه لأن لهم ما يشغل بالهم غير المسؤولية التي تترتب عليهم نتيجة أعمالهم. يظنون أن الوقت بمروره سينسي الناس ما هم نسوه وضارب العصي ليس كمتلقيها.

حرام أهل غزة فهم لم يقرروا الحرب ولم يستشاروا وضربتهم اسرائيل بكل ما لديها. القنابل والعنقودية منها ايضا، ضربتهم في بيوتهم وأماكن عبادتهم وفي المدارس التي لجأوا اليها هربا من الموت . ضربوهم في المستشفيات وأثاء نقلهم بسيارات الإسعاف وعندما تعلن هدنة ويمضوا الى حيث موتاهم يلملموهم من تحت الأنقاض كي يدفنوهم  يضربوهم وبقولوا لهم بفجور المجرم اللامبالي والقوي بسلاحه وصوته العالي يردده له  مسؤولوا الدول العظمى، حقنا في الدفاع عن نفسنا مقدس، إدفعوا ثمن دفاعكم عن بؤرة الفساد التي تسموها "غزة" و يستمر ويقتل ويهدم ويظهر أن ضميره الملوث مرتاح.

أميركا قالت وما درت بمصيبتنا أنها مع اسرائيل. وزارة خارجية أميركا على لسان ماري هارف الناطقة باسمها  تقول وتؤكد انها قدمت لإسرائيل " دعما لا سابق لحجمه في تاريخنا". ونستذكر ما قدمت امريكا لها في حربا ال73 بعددها وعديدها إذ دخلت الحرب مباشرة ودون تحفظ أو تفسير وأنقظتها من حرب لم تكن على ربح فيها.

 سؤال يطرح: مشاركة اميركا في الوساطة لوقف اطلاق النار كيف تكون وهي تطالب فريقا بتسليم سلاحه والإستسلام وتمنح فريقا آخر ما أفصحت عنه ماري هارف من دعم لا مثيل له؟ 

اسرائيل طلباتها تفوق احيانا قدرة اميركا على تأمينها. زعلت على كيري لانه لم ينجح في مساعيه كما ارادت وطلبت فهاجمته هجوما مهينا شرسا علنا مالئة وسائل الإعلام في الدنيا بما تدعيه. حاول هو وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين الدفاع عنه ولم تنته المشكلة والزعل حتى اعتذر علنا وبطريقة ممجوجة وقدم الولاء لها بشكل مبالغ فيه ومهين له شخصيا. وسيرجع كيري الى حيّنا ليقوم بواجباته تجاهها ويعوض عن فشله السابق الذي استدعى التعنيف. 

من غير المفيد استذكار رفض اسرائيل لكل ما يحتاجه الفلسطينيون كمنع الإستيطان في الضفة والسماح لسكانها بالتنقل دون إذن مسبق بين قراهم ومدنهم. بين القدس ورام الله وتفصلهما كيلومترات قليلة تحتاج لأذن يسغرق الحصول عليه عدا المهانة أيام وأيام.

ونكمل الوضوع عندما نستجمع قوانا برؤيا بريق أمل ولو بالمنام.







               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق