Powered By Blogger

السبت، 26 يوليو 2014

داعش واسرائيل

الشرق الأوسط الجديد المفتت المقسم الممذهب العرقي السيء الذكر الذي كتبنا عنه في مقالاتنا السابقة  والذي لا تزال ترتسم  حوله علامات إستفهام فهو لم يتحقق بعد وربما لا يتحقق بشكله الظاهرالمحكي عنه من الفرقاء المختلفين والذين لكل واحد منهم زاوية يفهم من خلالها شكله ومضمونه ويلحظ من خلاله  مصالحه وكيفية الإستفادة من وضع متغير لم تتضح حدوده ولا فحواه وهل يمكن" دفشه" باتجاه مفيد لهم.

كل فريق من العاملين في حقل تخريب الشرق يكشف عن وجهه وتظهر حقيقته بوضوح اكبر عندما ينجح في ضرب جذوره في الارض ويطمئن الى قوته ودعم مصادرها له.

على كل لم يأت  هذا المخطط حتى الاّن إلاّ بالسلبيات. سلبيات جاءنا بعضها من القوى المذهبية والعرقية ومن يدعمها داعش وأدوات إيران في العراق وسوريا ولبنان ولهم اجندتهم  و إسرائيل وداعميها الحاليين المعروفين ولهم أجندتهم . الفريقان يختلفان في الأهداف يتفقان  في الأسلوب. وهنا تصح مرة أخرى مقارنة داعش وإسرائيل وما أنجزاه أو يخططون له ومقاربة ما هو ظاهر اليوم.

اسرائيل لم تنتظر موافقة أحد فهي طهرت فلسطين المحتلة من المسيحيين بأسلوبها المباشر الفج و كانت نتائجه واضحة وإحصاءاتها تدل على مدى نحاحها في ترحيل المسيحيين من أرضهم ،الأرض التي يقدسون.

جاء دين براون الأميركي الى بيروت عام 1976 وزارنا بعيدد بدء الحرب الأهلية والتي استمرت طويلا وعرض علينا نقل ومن ثم ترحيل المسيحيين الى بلاد ارتضت استقبالهم  واستضافتهم ومنها اميركا وكندا وأوستراليا وقبله قال السيء الذكر هنري كسنجر ان على المسيحيين توقع الكثير من المفاجعات وعليهم أن يجدوا حلا لهم خارج الشرق الاوسط. دين بروان لم يناور فهو قال أنه سيترك بيروت صباح اليوم التالي إذا لم يوافق المسيحيون على الرحيل ولم يوافقوا فترك بيروت.

جريدة لوموند الفرنسية رأت أن "مسيحيي العراق خسروا كل شيء باستثناء حياتهم (حياة المحظوظين منهم) وعليهم أن يشكروا الله لانهم لا يزالون أحياءا." ربما قالته على سبيل التهكم ولكنها قالته.  

وإسرائيل التي قبلت وقف قتال ليوم واحد في غزة  للملة الجثث ونقل الجرحى، بادرت قبيل وقف النار الى ضرب غزة بشدة اكبر وواصلت احراق المدينة وهي تريد أن تترك من الدمار المزلزل في جسدها ليشبع شغفها ورعشتها  بهرق الدماء، دماء الذين  جار عليهم الزمن فكانوا صدفة جيرانها. واسرائيل تريد كما يقول المثل الدارج  تغطية "السموات بالقبوات" وتغطية ما خسرت ماديا ومعنويا وبالأخص سمعتها التي تأثرت بشكل نافرسلبي داخليا وخارجيا.

وحماس ومقاتلوها في حيص بيص بين مطرقتين، اميركا ومصر الذين يسعيان لوقف الحرب لأسبابهم. وقطر وتركيا اللذين لا يؤيدانه، وايران وحزب الله اللذين يدعمان استمرار الحرب بعد أن قاما بتدريب محاربي حماس وتمويله لها واللذين لا يبخلان عليها اطلاقا لكن ظروف اليوم تمنعهم. هذا ما قاله الأمين العام لحزب الله يوم القدس أمس.

والمقلب الاّخرحيث الإسلام الجديد يربح ويخسر ولكنه يستمر والأقليات تدفع ثمن ربحهم وأيضا خساراتهم. الاسلام الجديد يسقط في امتحان ادارة الدولة  فهو لا يعرف كيف يحكم وعلى كل هو غير مؤهل للحكم إذ ان  تربيته وتعليمه وثقافته لا تشمل أو تؤكد اهمية التعرّف الى اصول الحكم وادارة شؤون الناس. الإخوان المسلمون  خسروا في كل تاريخهم ما ربحوه شعبيا وانتخابا  وبعد توليهم الحكم. ومثل حكمهم في مصر مثل صارخ على افتقار قدراتهم في تدبر شؤون الحكم وادارته.

داعش لا تترك فقهاّ الا واستعملته لتثبت حرصها على التقيد بالشريعة الإسلامية، الشريعة كما تفسرها هي ولا نعرف عن فقيه عندهم يرعى شؤونهم الدينية و يدلهم الى الطريق الصواب. يطبقون ما شرّعه ابن تيمية والقيم الجوزي فقيهان سلفيان عاشا قبل قرون وعلى ما يظهر ان داعش تجاوزت هذا الفقه الى ما هو اكثر تعديا على الناس وحقوقهم وأقاموا الحد على كل ما لا يتناسب والعقيدة التي بها  يؤمنون.

الختان للنساء ممن بلغت أعمارهم الحادية عشرة ولم تتعدى السادسة والأربعين. والحجاب الشرعي الذي يغطي الرأس والجسم حتى أخمص القدمين ومنع التبرج حتى تحت الحجاب،  اجهزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجوب دورياتها الطرقات والمتاجر والمدارس وغيرها لتتأكد من انصياع الناس للتعليمات والأوامر.

هدم وتدمير المقامات الدينية والكنائس وغيرها واّخرها مقام النبي يونس في الموصل. والنبي يونس هو الذي لفظه الحوت على شاطيء دجلة عند الموصل. لماذا؟ الدين الحنيف لا يمنعها ولنا في القراّن  الكريم والأحاديث من الشواهد الكثير.

نشرت الدولة الإسلامية مؤخرا على موقعها  في تويتر ما حرفيته:
" الحمد لله، تم اصطياد وقتل 75 من الهاربين النصيريين من الفرقة 17 الى قرية ابو شارب وتم قطع رؤوسهم."

والنصيريين هم العلويين. أي ان القتل يستهدف الاّن شرائح اخرى غير المسيحيين ويتمدد الى مذاهب وربما شيع أخرى..
إلى اين يسير العرب والمسلمون والجو غائم يحجب الرؤيا والبصر عن العيون والأذهان والضمير، الضمير المستتر الغائب عنا لعقود؟؟
العرب والمسلمون والغرب بما فيه الروسيا وما تضم واسرائيل وشغفها بالإعتداء ودول العرب ودول المسلمين وأثريائهم وعلمائهم والمثقفين منهم أين اختفوا ولماذا هذا الخوف ، الخوف الذي  يشلهم ، يشل قواهم وما هم عليه عادة قادرون. أيجوز ان تترك الساحة لمن يجول فيها اليوم من المرتزقة العابثين المستأجرين . لماذا لا تتقاعدوا وتعلنوا فشلكم وتتركوا الساحة لمن يستطيع ان يقول  ويجول ويصول؟
سؤال نطرحه كل يوم ولا من مجيب.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق