Powered By Blogger

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

إرث الإمبراطورية العثماني

  
الحرب الأولى أنهت الدولة العلية العثمانية، أو هكذا نتوهم وإن صح الكلام  وحصرنا نهاية الدولة باستبدال العثمانيين بغيرهم.  وغيرهم وبالتحديد من ورثهم من دول وسلالات وجماعات وجدت في التغيير منفذا لتولي ما شغر من ولايات ووظائف  وأخرى وجدت منفذا لبث أفكار لم نكن تهيأنا لها . فمن حلّ محل من، جدول طويل لا يتسع هذا المقال له

 أما وقد عاش العرب في ظل نظام طائفي وإداري وسياسي وإجتماعي عثماني تطور قليلا على مدى القرون الخمسة التي حكم أثناءها وأدار ورسّخ مفاهيما قبلناها ، وإن على مضض، وقد نخرت هذه القيم العقول ورسخت في الاذهان ، أذهان من عاشها ، والبعض لا يزال يعيشها . أما الدول فلم تخرج عن الطاعة وبقيت على ولائها لمفاهيم وقيم اّل عثمان

المقصود إننا لم نستطع الا بحدود ضيقة قبول المستجد في هذا العالم. أي أننا لا زلنا في جذور عقولنا نعيش قيم الدولة العلية واساليب ادارتها للشأن العام ولم نستفد من الثورات الفكرية والتطورات الاجتماعية وحتى العلمية منها الا بقدر ضئيل فبقي كل شيء على ما كان وبقيت حياتنا مرتبطة بقيم عفى عليها الزمن

 النفط وما أنتج 
من المؤثرات السلبية التي شهدنا تدفق النفط والثروة التي انتجها الى جيوب من لم يع قيمتها ولا عرف كيف يستفيد منها وأين يوظفها واستعان بمن حل محل من مضى من تركات الزمان فدله على طريق احبها، لبت غروره كما لبت حاجات حواسه ولم يقصر بأي منها فأنفق المال الذي هو حق الناس على الملذات على اشكالها. ولم يكن حتى مهيئا لمعرفة الخير من الشر وانتج لنا في بقاع العالم الكبير ريحا نتنة وسمعة أين منها رائحتنا

أنتج أيضا طبقة من المتزلفين لا نزال نعاني من وجودها وصلفها ومقاربتها للامور وبالأخص تلك التي تتعلق بالشان العام والفساد الذي اديرت به. بعض المتزلفين بدأ حياته نظيفا والبعض مر بجامعات منحته شهاداتها فتميز وسنحت له فرصة العمل الشريف ولكن التزلف كان أقرب منالا  فمارسه بكفاءة المحترف وعاش كما اشتهى واراد ربما لأن الصفاء لم يكن في جينته ولم يكن يراد له غير ما اختار ومارس. حماية الفساد لم تكن مفاجئة إذ ان الفاسد الحامي والفاسد المحمي يكوّنان شراكة تحمي موقعهما الإجتماعي والمالي والسياسي وأشهرت القوانين على رقاب الفاسدين الصغار. ومبدأ الفساد الساري المفعول معروف وممارس بأن "السرقة الصغير تودي بمرتكبها الى السجن أما السرقة الكبيرة فتفتح له أبواب الثروة والجاه والزعامة

طبقة فاسدة  حكمت المنطقة في كافة دولها دون إستثناء منذ خمسينات القرن الماضي ولا تزال، هي أو بديلها. او ليس من العجب أن نتساءل عن سبب مقاربة  الغرب والشرق والحلف وكل منتفع اتى او على وشك ان يظهر ، مقاربته لشأننا وتوسعه في انتهاك حقوقنا واستهانته بقدراتنا واحترامنا لذاتنا واهلنا والأمة التي انتجتنا

أو لسنا كلنا بصمتنا أو عملنا مشاركون في مأساة عدم مواجهتنا للفساد والمفسدين.؟ محاربة الفساد مكلفة جدا ولسنا على استعداد لدفع الثمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق