Powered By Blogger

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

لغة الديبلوماسية ترَدَّت


اليومان الأخيران بَشَّرانا بانحدار جديد شديد في اللغة التي يخاطب الكبار بها الناس . لغة ينقصها الإحترام لمن إختارهم فأتى بهم ليرشدهم ويشق لهم طريقا يرفع من شأنهم ويضمن مستقبل أولادهم  ويسهر على رخائهم وعلى الأقل مصالحهم الحيوية.  والجميع ممن إختاروا أخطأوا في خيارهم بدليل ما نرى ونسمع مما جرى على ألسنة المختارين من كلام مهين بحقهم وبحق  الجنس البشري. يظنون أنهم  بمراكز تبوأوها "خير من ركب المطايا"  وهم وبصدقٍ و بالمنطق والعقل وعِبر التاريخ "خير من ركب رأسه" وغامر بأهله وبلده وأدخله طريقا لا أمان فيه ولا ضمان لمن يعيش فيه. هؤلاء حكام الدنيا الذين يهمهم فقط  إستمرار سطواتهم ووحدانية قرارهم لا يختلفون فيه عن بشار أو الخامنئي أو أبو بكر البغدادي او المخلوع صالح أو نتنياهو أو سَمِّ من شئت دون أن ترتقي  في التسمية إلى من لا ذنب له ولا يدور في فلك من سمَّيناهم. ما الفارق بينهم إلا من إرتضى الناس تصديقه وكان وعلى كل حال لوسائل الإعلام وأدواته اليد الطولى في رسمه في أذهان الناس على أنه يُبطن خيرا مما يُظهر

وهكذا تعمل الديمقراطية الغربية ولكن وبالوهلة الأولى كيف نُفَسِّر ونفهم تماهيها وحكم الفرد المُسمَّى في دارج اللغة "دكتاتورا"  وهما فكران متباعدان بُعد الجنة عن النار عندما تتجانس مخرجاتهما وتطابق أعمالهما وإن تنازعا في الشكل حربا أو كلاما وهذا كله من تحصيل حاصل أعمال الضمير الغائب عند المدرستين والعقل المفقود والمتحجِّر الذي فاته الزمن ولن يتغير. وبالأمس كتبنا عن "الفوضى الخلآّقة" وهي أصبحت مفهوما غريبا لا معنى له إذ عندما كانت الفوضى هذه فلسفة مميزة مقصورة إستعمالها على أرباب القرار في الغرب فهي وفجأة أصبحت كباقي النظريات التي إنتشرت وصارت مبدئا من مباديء العمل السياسي في جميع المدارس الفلسفية على كثرتها وقلة قيمتها

تأتي الأخبار تباعا عن أعمال تقوم بها دول "ديمقراطية"  لإحقاق الحق "وإزهاق الباطل" ونعحب ونتعجَّب. المحكمة الإسرائيلية التي نظرت في جرم قتل وإحراق فتى فلسطيني في مدينة الخليل من مستوطن يهودي، قررت عدم تجريمه وأطلقته حرّا يتابع أعماله الديمقراطية تحت غطاءٍ قضائي لدولة تُعتَبَر دوليا أنها "الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الأوسط، ولمَ لا ومثيلاتها يضربن شعبا كاملا في سوريا تعداده يزيد عن العشرين مليونا صباح مساء وكلما "عَنَّ" لها أن تقتل وتُشَرِّد وتُهَجِّر وتحتج عندما تصيبها شظية منهم أو دفعة من المُهَجَّرين الهاربين تأتي إليهم طلبا في ملاذ آمن ولو مؤقت علهم ينجوا من جنون الديمقراطيات في بلادهم

وتتَّسع ساحات الربيع وإن لم يعد عربيا صرفا، فأهل الأهواز العرب في جنوب إيران مُضطهدون والآن بشائر ثورة ب تغلي ومؤتمرات تُعقد في دول الغرب التي يظهر أن لا مانع لديها من ثورة أخرى تُحَجِّم الإمبراطورية الفارسية التي سعت لفرض وجودها على جيرانها وهي الآن تطلب "السترة" بعد أن تعبت وأتاها من موسكو من يزاحمها في سوريا ومن أميركا والسعودية من يحاربها في اليمن وحتى لبنان ضَعُف وجودها فيه بعد أن إستأثرت بالحكم طويلا ولم تفشل في تركيب مجموعة تناهضها واسمها في البلد أصبح دون ما هدفت إليه من رفعة وشأن وذلك بواسطة من أنشأت ومولت وجهزت وأسمت ب"حزب الله" وكأنه سبحانه وتعالى يحتاج إلى من يرفع من شأنه ويدافع عنه تجاه أعداءٍ إخترعوهم وأتهموهم بأنهم من أنصار إسرائيل والشيطان الأكبر، أي كل من لا يخضع للإبتزاز ولا يخاف السلاح

الأيام القادمة ستأتينا بالأخبار وتعلمنا بما لا نعلم. وعلى قول طرفة في معلقته:؟

 ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.....ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له......بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
30/11/2015
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق