Powered By Blogger

الأحد، 29 مارس 2015

الحرب المذهبية تنمو وتتجذَّر


الحرب المذهبية تنمو وتتجذَّر

يلفت كل مهتم أن الحرب القائمة في اليمن فرقاؤها إثنان :دول عربية وباكستان وتركيا ، وإيران وحلفاؤها والمنضوون تحت لوائها والحوثيين. فريق كله سني والآخر كله شيعي، هذ إذا إستثنينا المرتزقة الذين يؤيدون اليوم ويعارضون غدا، حسب مخاطر المغامرة والمردود المؤكد والمنشود.
ما يلفت المتابع أن الجامعة العربية أخذت من المواقف الجريئة والضرورية ما كان غائبا على مدى طويل، وطبعا بدفعٍ واضحٍ وحازمٍ من المملكة العربية السعودية يؤشر وينبىء لحزمه تَغيُّرا كبيرا ومفاجئا وسريعا في العقلية السائدة على المستوى الأعلى في المملكة. الملك فيصل بن عبد العزيز أخذ موقفا في سبعينيات القرن الماضي، فمنع النفط عن العالم لستة أشهر ، دفع ثمنه من حياته. ورأينا هرولة عربية لمواكبة هذا الموقف الذي وجد بين الشعوب قبولاً وأعطاهم فرصة لإعادة الإعتبار إلى أشخاصهم.
وفي البيان النهائي للجامعة العربية إنشاء جيش يحمي أعضائه وتوالت ردود الفعل الإيرانية على مستوياتها المختلفة ، بداية برئيسها والولي الفقيه فيها  مرورا بكبار سياسييها ولكن الأهم والذي مضمونه ملفت للنظر ما قاله الأمين العام لحزب الله وتاتي كغيرها من التصريحات لا تدل إلاَّ على البلبلة والضياع في تفسير أو هضم ما لم يكن متوقعا من العرب أن يخطوه. ناموا على الحرير، حرير التعالي في الكلام  والسير في ما إعتبروه انتصارات إلاهية تتتالى  في العراق وسوريا واليمن رغم الأثمان الكبيرة المدفوعة بالبشر والحجر.
ربما إعتمدت إيران وأخذت عن عنترة  أنه " إذا حمي وطيس المعركة كان يضرب الضعيف ضربة قاصمة يخاف لها القوي الشجاع فيهرب"، فضرب كل من َضَعُف أو من كان ضعيفا ، مُقتنعا بالنظرية العنترية،  ولكنها لم تتحقق ولم يهرب الشجعان. فوجئوا ،فتبلبلت أفكارهم وما كان لهم إلاَّ أن "يعبئوا" وقتهم بالكلام فلم يُقّصِّروا وتباينت أحاديثهم وتطلعاتهم  وحل الكابوس محل الحلم وزادت البلبلة والله مع الصابرين "إن صَيروا".
البلبة في اليمن بالكاد بدأت وعلي عبدالله صالح  "هدد" بالويل والثبور ولم يسترح قبل أن يصَرِّح ، وخلال ساعات، بضرورة "الحوار" بدل الحرب مما قد يعني الإنشقاق عن الحوثي . أما الحوثي القائد الذي إلتزمته فارس وقيادتها فهو "إستطعم" بالحكم الذي بدأ يحلم بأنه له، والآن يهدد ويتوعد ولكنه بانتظار صعب عمَّا تقرر إيران بشأنه وهي الآن بمعرض تفاوض على النووي وهل تبيعه ولمن أم تحتفظ به وبأي شرط؟  كل هذا والحرب دائرة والطيران يزور مواقعهم دون تأخُّر وكلما "طار" موقع "قام" غيره ينتظر ، والصبر كما قلنا صعب على من لا خيار له إلاَّه.
طبعا ، الجيران ينظرون إلى ما يحدث في بلادنا ويضحكون في "عُبِّهم" وأيضا بوقاحة إعتادوها ، يضحكون في العلن.   الجيران الضاحكون هم إسرائيل التي "رعتها أميركا" والآن العرب يرعونها والفرس أيضا. وما دامت الحروب لها أسباب لاتزول فهم في أحسن حال وأهدأ بال ويتمنون إستمرار الخلاف المذهبي في بلاد كانوا يخشونها والآن وقد تغيرت الحال فلهم فرصة تتاح ونأمل أن يستغلوها فيستريحوا ويريحوا.
البلبلة الأكبر تجتاح الموالين للفرس، أحزابا وفيالقا وأفرادا وأكثرهم لا يعرف عن مستقبله ما يريحه فهم كلهم في "حيص بيص" يرفعون الصوت مع أسيادهم ولكن الخفوت فيه هو سيد الموقف ، ولا يبقى في ميدان الصوت العالي إلا من هو منهم ويظن أنه يعرف إلى أين تؤول الأمور  ، ولا يمكن بالخيال الظن بأنه مرتاح البال .
سِنان 29/3/2015






الجمعة، 27 مارس 2015

هل دقَّت الساعة


هل دقَّت الساعة

أخبار اليوم تفاجيء الكل. السعودية قررت وتدخَّلت في اليمن. إعتدنا وحتى قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس ، على الإستنكار الكلامي  بدل الفعل الحازم. وها نحن نرى أن الوضع تغَيَّر والسعودية أقدمت وأقدم معها آخرون كانوا ينتظرون أن يلحقوا بقيادة جريئة وحازمة وقادرة فكان  للسعودية فرصة لم تتردد في إغتنامها.  الخطوة هذه تعطينا أملاً فقدناه على عقود وها هو الأمل يتجسَّد بقرار لم تتوقعه شعوبنا ولا إيران ومن يدور بفلكها.

إيران لا تستطيع السكوت فسمعتها وصورتها تهتَزّ وفقدانها الهالة التي طورتها على عقود السكوت العربي قد يفرض عليها إنزواءً لم تعتده رغم عقوبات فُرضت عليها وتكاد أن تخنقها. وهناك مكاسب حققتها في بلدان عربية كثيرة ولا تستطيع أن تخسر أيا منها، فأية خسارة في أي بلد يجُرُّ خسارات أخرى وبالأخص بسبب وجود تبعيات إنضوت تحت عبائتها خوفا منها لا إيمانا بها وبقناعاتها وسياساتها وتصرفاتها .

الوضع في الشرق الأوسط  هو الأول من نوعه والتكهنات تختلف بإختلاف المُنَظِّر وانتمائه،  ولكن كل التحليلات تؤشر إلى تفاقم المآزق وارتفاع منسوب التهيؤ لما قد يكون الأفضل أو الأسوأ  وليس بينهما مساحة لغير التوقُعين. للبعض ، حصيلة ما يجري سيكون بمثابة الإنتصار أو الفشل والربح أو الخسارة وأعتقد أن البعض ممن نعني يتهيأون لإحدى الفرضيتين، فإن ربحوا بقوا وإن خسروت هاجروا أو هربوا أو قُبض عليهم ودفعوا الثمن الذي لم يكن في الحسبان.

وبدأت ردَّات الفعل تظهر عندهم بوضوح وإن لم تكن، على ما ظهر، محددة الأهداف. بعض كبارهم ، ومنهم وزير خارجيتهم كان في تعليقه حازمامنددا لمن يريد أن يفهمه كذلك ودبلوماسيا  متأنيا لمن يريد أن يفس كلامه كذلك. وكما نسمع عن رسائل بعث من الرئيس  روحاني إلى أوباما معارضا ما أقدمت عليه المملكة وكلام نافر صدر عن رئيس لجنة الأمن في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي وكل من هو مستنكر ممن كان متضررا من إعاقة التوسع الفارسي ومنعه من أخذ مداه ،  وأيضا من قرار صدر عن مجلس الجامعة العربية يؤكد أنه لن يُسمح بعد الآن لأي كان  التعدي على أيٍّ من أعضائه.

وهذا كان  محض كلام من يومين فقط لا يأخذه عاقل بالحسبان وأصبح اليوم يُحسب له ألف حساب.  ويحضرني قول الشاعر الجاهلي "مسفر بن مهلهل الينبغي".: ويعزونه أيضا  إلى الامام الشافعي، وفي هذه الحالة معناه ذو صلة لافتة:
ما بين طرفة عين وإنتفاضتها   يغير الله من حال إلى حال

وإشاعات تتوالى عن  إنشقاقات داخل إيران واختلاف في الرأي بين المرشد الأعلى والحرس الثوري من ناحية وجماعة روحاني  من ناحية مختلفة.  فالأول. وقائده اليوم هو الفريق محمد علي جعفري ، فيما قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخامنئي هو فعليا   القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية التي تشمل إضافة إلى الحرس الثوري، جميع أركان الجيش الإيراني.

أما روحاني وجماعته فهم يريدون بالفعل التخلص من مخرجات العقوبات الإقتصادية وما نشأ عنها من تردٍ على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي وإعطاء أولية الإنفاق المالي من الموارد الضامرة بسبب التوسع العسكري وتحقيق أحلام إعادة الإمبراطورية الفارسية إلى ماضٍ لم تعد فيه. ولا ننسى أن حرية الإنفاق والتي هي اليوم من مهام الحرس الثوري، أكان ذلك ينسجم مع القوانين أم لا،  يفسح بالمجال أيضا إلى فساد من يديرها

وبعد "عاصفة الحزم" وقبل أن توافق أميركا على مساندة الجيش العراقي في معركة إسترداد تكريت ، والجيش يضم الحشد الشبي الشيعي، إنسحب هذا الحشد من المعركة. وكانت أميركا أبدت تحفظا وإمتعاضا من سلوكياته متهمة إياه بإساءات خطيرة إرتكبها وبالأخص ضد السنة من سكان المناطق التي يجري تحريرها من قبضة الدولة الإسلامية. لماذا إنسحبت؟ سؤال جوابه قد يفيد.

التمدد الشيعي وصل إلى منتهى  قدرة إيران المادية والعسكرية وبالتنالي ورغم ما يُنتظر أن تهدد إيران والأحزاب والمجموعات التي تدور في فلكها به، فإنها لم تعد قادرة على تمدد إيضافي أو حتى المحافظة على ما سبق واحتلته. أيضا الشعوب العربية  أعطيت زخما جديدا كان ينقصها على عقود من الزمن ، زمن الغياب العربي والذي إنقضى وحلّ محله الأمل ، مجددا منذ يومين فقط، منذ عاصفة الحزم.


سِنان 27/3/2015

الثلاثاء، 24 مارس 2015

"في الصيف ضيّعتِ اللبن"


"في الصيف ضيّعتِ اللبن"
  
في الصيف ضيّعتِ اللبن ، مَثَلٌ عربي شهير يضرب لمن ضيّع الفرصة ، وفوّت الغنيمة ، وترك المجال الرحب الواسع ، ولم يكن له من ذكاء عقله ومن شرف نفسه ومن قوة عمله ما يجعله محصلا لمكاسب دنياه ومدخرا لمآثر آخرته

ذكرناه لأن هذه الأيام مليئة بمن تنطبق عليهم الأمثال في "ضياع اللبن" ونأخذ أميركة أوباما، وعربان هذه الأيام الذين لم يبادروا فتركوا للغير الفعل واكتفوا من الغنيمة بالإياب وباتوا يشعرون بالويلات لما جلبوا على أنفسهم وقرروا، هكذا أعلنت أميركا، "إستدراك " الأمور وإعادة التقييم لتفكِّر لاحقا بخطط ترسمها للإستدراك. أما العربان فلم "يضيعوا اللبن" لأنهم لم يفكروا أو لم يعرفوا بأن اللبن قد يضيع، لم يعرفوا بوجوده أصلاً، فلم يقوموا بعملٍ يستدعي الإستدراك

لا نملك من المعرفة بخفايا الأمور ما يؤهِّلُنا للحكم على أفعال أيٍّ من اللاعبين الكبار أو الصغار الفاعلين إذ " لم يبقَ بأيدينا إلا بقية دمع في مآقينا" ، قالها العارف بأحوال الدنيا المتشائم الدائم ، رهين المحبسين ، الشاعر الكبير أبو العلاء المعرِّي الذي عانى الأمرين في حياته وبعد مماته بقرون ، الأيام التي نعيشها ، فقد  دُمِّرنا ما أردنا أن نكرِّمه به، على قلته،  آثارا ومدفن أقيمت له في معرة النعمان، بلدته حيث عاش وأجاد في شعره وفلسفته

دولتان لا نجد ما يجمعنا بهما ولا نُصَلِّي لنجاح مصلحتهما لأن مصالحهما كلها تقتضي إقتطاع بعضا مما نملك من سيادة وكرامة ونفوذ وأموال أتى النفط بأكثرها وعرق الجبين له بعض الشكر، وكل ما أتى بعرق الجبين إضمحلّ أو ضَمُرَ بفعل من حكَمنا ومن يسعى إلى حكمنا . الدولة الفارسية وإسرائيل يفعلان ويعملان ويربحان بلا منافسة تستحق الذكر. لا تهمهما آراء ومواقف الدولة الكبرى لصغر من يحكمها قدرة وعقلاً وضميرا

الفُرس ونووياتهم تسمح لهم بطلب تواجد وزير خارجية مفاوضهم متى ما أرادوا  وأين أرادوا. يطلبونه ويأتي وحال وصوله يؤجلون العمل معه بسبب وفاة إمرأة جليلة المقام عندهم، فيسافروا إلى إيران ويقعدون يضعة أيام ويرجعون والوزير حاضر ناضر لا شغل له إلا مداراة حاجاتهم. هم من الخبرة في التفاوض التي  إكتسبوها على مدى قرون في بزارات مدنهم، طهران وشيراز وقم وغيرها،   وكيري حديث المعرفة بأساليبها يهرول ، كما إعتاد لمماهاة رئيسه في الهرولة نزولا على درج أو صعودا على آخر وربما لا يدرك بأن ما يطلب إليه مقصود ومدروس وتبقى تصرفات وأفعال رجال الدولة  هذه َتشِي بعقلية أثبتت فشلها

أما إسرائيل ، فحالها يختلف قليلا عن زميلتها الفارسية، فهي تفعل ما تريد. تُهجِّر أهل الضفة وربما قريبا أهل نكبة 1948 ولا تنتظر موافقة سيد البيت الأبيض. تصادر أراضٍ لا تملكها ، تبني عليها مستعمرات لمن تستقدم ، يهودها يحمل السلاح، مدنيا كان أو عسكريا، وله حق إستعماله كيفما شاء وارتأى شرط أن يكون المفعول به عربيا.  تتوسع لأنها تريد أن تكون كل فلسطين سايكس بيكو لها ولا تهتم بما يقال لها في مركز قرار أميركا. هذا هدف حيوي لن تتخلى عنه ولكنها لا تنسى ولا يغيب عنها أن يكون لها موقع مهم "يؤخذ بخاطره" في كل الشرق العرب

سؤال يفرض نفسه، هل أن أهل فارس وأهل إسرائيل على وفاق بينهما يغض الطرف عنه الساكن في البيت الأبيض، أم هو آخر العارفين؟ والأجدر سؤال ما إذا كان كل ما يحدث هو تخطيط مشترك للفرس واليهود يحققونه تباعاً بحرفة وذكاء مستور عنا ومخفي عن من يهمه الأمر؟. وأكثر ما يتوارد إلى الخاطر ويثير الإحباط ، هو ما إذا كانت أميركا ثالثة الأثافي في الحلف الجهنمي هذا، إذ أنه إذا صح هذا الشك فإنه يفسر الكثير إن لم يُفسِّر كل شيء

مشكلتي أنني صرت عندما أكتب أعتمد أسلوب "النَقِّ والنكد" فأشتكي، ولما لا أجد من أشتكي إليه لا أرى مناصا من الرجوع إلى شاعر قديم متشائم أو بطلٍ عربي قديم يشكو، فأشكو معه

الدنيا بحاجة لغير أوباما وبشار والحوثي وأبو بكر البغدادي وأمراء وملوك في غير محلهم ، ونتنياهو والمرشد الوالي وفيالقه الفرسية والعربية وغيرهم ممن أصبحوا "وجه السُحَارة". نريد رجالاً  "منا وفينا" يؤتمنون ، تفوَض لهم أمورنا، يحكمون بحكمة وبعدل ولا تهمهم المناصب التي يموت الناس لأجلها كي يبقى سرور الطغاة والفاسدين  قائما وتبقى "السحَّارة" بوجهها الحالي المغشوش دوماً

سِنان 25/3/2015

الاثنين، 23 مارس 2015

أما آن لهذا الفارس أن يترجل (2)


أما آن لهذا الفارس أن يترجل (2)


في الأمس كتبنا وسردنا ما عانت منه أسماء بنت أبي بكر مع الحجاج بن يوسف الثقفي وصلبِه لإبنها أمير المؤمنين عبدالله بن الزبير ، خامس خمسة من كبار صحابة رسول الله، من الذين امتنعوا عن البيعة بولاية العهد ليزيد بن معاوية، فأرسل عليه جيشا عرمرما يقوده الحجاج وقام الأخير بضرب مكة بالمنجنيق ودخلها وقتل إبن الزبير وعلقه مصلوبا على باب مكة خدمة لرعاته الأمويين وطلبا لرضاهم.

وتحدثنا عما يجري في بلادنا وهي البلاد التي جرت بها الأحداث التي روينا بالأمس وقاربناها وتاريخ ماضينا البعيد فوجدنا تماثلا وكأن الزمن لم يمر وكأننا لا نزال تحت حكم الحجاج المعروف بقدرته، إن لم نقل رغبته بضرب رأس من أراد بالسيف مذنبا كان أم بريئا ما دام لا يمتثل بما هو يقرر. وتحدثنا عن الفرس، وعرب العراق وسوريا واليمن وما دهاهم ومن آزرهم ومررنا بسبب المقال مرور الكرام بفلسطين المصلوبة منذ قرن من الزمن.

المقارنة والمقاربة وتوضيح ظروفهما تقودنا لفهم عقل مريض رأينا مفاعيل تحكُّمه وربما إستنتجنا أن العقل العربي لم يخرج من عقاله ولا يزال يُشرِّع بالسيف والتعالي واعتبار البشر مواشي ، معرفة طموحاتهم وآمالهم لا تجوز ولا يسمح لهم بإعلانها ولنا في سوريا مثل وفي العراق مثلٌ وفي ليبيا أمثال.

 نستبدل العرب المقصِّرين في كل أمر وبالأخص في فلسطين،  باليهود الذين لم يُقَصِّروا في إذلال عرب فلسطين ، ونحكي قصصا لا تُصدق. إنغماس العرب في حروبهم المذهبية واعتمادهم على الخارج ، يقوم نيابة عنهم بإدارة الأزمات ولكن لحسابه ومصلحته وعلى طريقته وهواه ، تركوا لليهود الحرية الكاملة في إدارة شأن عرب مستعمراتهم في الضفة والقطاع وتركوا لهم أن ينشئوا السجن الكبير المعروف بالقطاع ( وكل سكانه موصومين بالإرهاب ) والضفة المقطعة الأوصال، الممنوع على أهلها التنقل من بلدة إلى أخرى إلا بإذن أو شبه إذن يصدره جندي قاعد على حاجزٍ ما ، ويحصلون أموال العرب ويحولونه لمنظمتهم  أو يمتنعون عن ذلك دون سؤال ودون إنتظار جواب. تنقطع الأموال عنهم وتنقطع أنفاسهم، فلا رواتب تدفع ولا ديون تُسدد وهكذا يتحول الإنتباه من السياسة، على عقم متابعتها، إلى رغيف الخبز وصراخ المحتاجين.

كل يوم تصدر إسرائيل، إداراتها أو محاكمها ، قرارت مصادرة لأراضي الناس لتنشيء عليها مستوطنات- مستعمرات يسكنها من يُستورد من مشردي يهود العالم ويضيقون الخناق على من سُلبت  أرضه أو صودرت  علّ وعسى أن يرى في الرحيل حلاًّ لتشرده. وعرب ال48 يهدَّدون يوما بعد يوم بأن وجودهم غير مرغوب فيه ويستحسن أن يرحلوا برضاهم وقبل أن يأتي وقت ترحيلهم كما جرى سنة النكبة 1948.

ونتانياهو يُصرح أن حلّ الدولتين لن يأت وهو يدير البلاد ثم ينقض ما قال قبل ساعات، ليس لأنه غيّر موقفا له بل لأن السياسة الآنية تقتضي ذلك.

المؤسف أن اميركا، ورغم الخلافات الظاهرية مؤخرا بين نتنياهو وأوباما تدعم وتستمر في الدعم ولا يغَيِّر من دعمها أي تصرفٍ خاطيء من إسرائيل. فهي الإبن المدلل ولا حدود لما تقدمه لها ولو كان ذلك تشريد من تبقى في الضفة والقطاع وحتى عرب ال48 . طبعا موضوع اللاجئين في ديار العرب الأخرى والآن هم يهجرون ثانية ولا ذكر لهم ولا لمآسيهم ولا لحاجاتهم في الإنتقال ،  ولا حتى يريدون أن يعرفوا  من أين وإلى أين يهجَّرون.

المصلوب لم يحن أوان "ترجُّله"،  ونعتقد بأنه لن يحدث في ظروف حياتنا اليوم،  ولم يحدث منذ زوال الدولة العلية  العثمانية وحتى يومنا هذا. يحين وقت الإهتمام بهم يوم يبدأ عرب هذا الزمان بإحترام ذاتهم وعقلهم وبلدانهم وشعوبهم،  ويقودونهم كالرجال لا إمَّعات تسيِّرهم مصالحهم ومصالح رعاتهم في غرب الدنيا ومشارقها.

 نطلب الكثير والطاقم الموجود ليس من طينة الرجال الأبطال لأن ماضيهم وخلفياتهم وثقافاتهم والرفاهية التي أتتهم مع ظهور  النفط لا تنتج إلا هذا النوع من القادة. تبديلهم ببشر مخلص واعٍ مطلع على شؤون الدنيا ويعرف من أين تؤكل الكتف كفيل بتغيير النمط والنتيجة.
مصلوبنا قد لا ينتظر وقد يكون له السبق في التحرر من العروبة كما هي،  ومن الإسلام كما هو ، ومن الرعاة في الغرب والشرق على حدٍّ سواء.


سِنان 22/3/2015

الأحد، 22 مارس 2015

أما آن لهذا الفارس أن يترجّل


أما آن لهذا الفارس أن يترجّل

دخل الحجاج بن يوسف الثقفي على أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، فقال كيف رأيتني صنعت بعدو الله ،قال ذلك بعد أن ضرب الكعبة بالمنجنيق وقتل إبنها  أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي، وإليه يشير "بعدو الله" ، وصلبه على باب مكة لأيام طوال. ذهبت إلى حيث صُلب  لتزوره وقالت حينها  "أما آن لهذا الفارس أن يترجّل" ،  أجابت الحجاج   "رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك".

 واسترسلت فقالت للحجاج: بلغني أنك تقول لولدي يا ابن ذات النطاقين،  أنا والله ذات النطاقين . أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم وطعام أبي بكر من الدواب،  وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه. سماها النبي كذلك لأنها  لما أراد الهجرة،  هيأت له السفرة واحتاجت إلى ما تشدّها  به فشقت خمارها نصفين شدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا لها، أي لبسته. ثم قالت له :حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم،  حدثنا  أن في ثقيف كذابا ومبيرا (مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس) فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. قيل فقام عنها ولم يراجعها بعد ذلك.

أسرد هذه الرواية وهي في صلب ثقافتنا والعادات والتقاليد كما هي قصة عن بداية الإسلام ومعناها لا يحتاج لشرح أو تحليل أو تأويل أو إجتهاد أو تفسير . إنها من تاريخنا جيدا كان ام نقيضه. آخُذُها مدخلاً لقضية صُلِبَت على باب كل مُقَدَّس عندنا وعلى منبر كل مسجد جامع وهيكل كل كنيسة وداخل كل ضمير وصميم كل دين.

 نسيها العربان وهَزَّ كيانها كل من عمل فيها أو عليها، دولاً  ومنظمات وهيئات،  هجّروا أهلها وشرَّدوهم ونالوا حتى من كراماتهم ، ولم يأتي ويحين  زمن "ترجُّلهم " من الصليب الذي لا يزال بعض العالم يَدُقُّ المسامير فيه لإبقائه حيًّ وعلى حاله ليصعب نزعه. لا أفاجيء أحدا إذا قلت أن فلسطين هي المصلوبة ، جلاّدوها مشغولون على تثبيتها  وتفتيت كيان كل من قد يكون سببا ولو فرضيا في "ترجُّل"  المصلوب. لن أطيل ولكن لا بد من مراجعة ولو قصيرة للمصلوب وأحواله والمستقبل الذي يُرسم له. الرجوع إلى الماضي غير ذي فائدة لأن الكل يعرف كيف تَمَّ الصلب والخلاف الوحيد بين الناس هو إذا ما كان الصَلب عادل أم أنه كان عمل  نهت عنه كل الأديان والكتب السماوية والقوانين الدولية ، أم أن كل تلك لا تنطبق على هذا المصلوب لأن في كل عدلٍ إزدواجية، أردنا أم أبينا.

المسألة ليست رأيا  نعطيه بل عملا يوميا وسياسة مقبولة من الدول الديمقراطية الراقية والقوية والفاعلة وحدها في الميدان  والتي لا تجد فيما جرى ظلما في حق بأحد بل تستمر في الصلب والمعاقبة  وتدافع عن عملها ولا ترى ما يمنع القول جهارا نهارا أن المصلوب فاقد الشرعية ، داعشي الهوى غير مرغوب فيه والأحسن إستئصاله لأنه إرهابي أو قَد يصير به المصير إلى الإرهاب. هكذا وبكل بساطة يرون الأمور ويحكمون على أهل البلد والشعب المصلوب منذ ما يقارب القرن من الزمن.

المذهبية سيدة المواقف كلها. في العراق شيعة وسنة يتناحرون ويتقاتلون وفي اليمن زيديون وشافعية كذلك أما في سوريا فشيعة الخارج والعلويون متضامنون ويحاربون من السنة ما كان موجوداً وما إستُحدث، أما في لبنان فالوضع مُعقَّد فالشيعة تحارب السنة وضمَّت إليها بالإغراء بعضا من المسيحيين اللذين زعيمهم متهالك على المناصب و"النهاب والسبايا" فاستغلّوه.  أما في فلسطين فيهود حاربوا ولم يَكُفُّوا عن حربهم ضد سُنة البلاد ومسيحييها .

ودخلت على هذه المشكلة شيعة الأئمة الصفوية الفارسية إلى شيعة العرب فأعطتهم مالا وزخما عسكريا  ونصرتهم على "أعدائهم" وحلَّت محلهم في القرار والحكم . العمامة وما يماثلها عند الآخرين رمزٌ عتيق أُعيد إحياؤه دلالة القوة واساليب الحكم المستجدة ، فأعادت صياغة مفاهيم كثُر تردادها فأصبح للعدل معنى مستجد يحدده أبو بكر البغدادي أو الولي الفقيه وللحَدِّ سوطٌ وسكين بدل جزاءٍ تقرره محكمة أنيط بها إصدار الأحكام ، وهكذا دواليك فقد تخربطت الأوضاع ولم يعد من السهل متابعة آلية أو سرعة تدهور مستويات العيش عدلاً أو أكلاً أو طبابة.

والأبشع والأحطّ هو أن يكون من "مواشي" هذه الطفرة العقلية في الحكم والعدل ومفاهيم سبق وسمعنا عنها ولم تتحقق، الغرب المتمثل بأوباما وكيري ومن لف لفهما وفهم عليهما واقتنع أو أُلزم على ذلك، "بمغطس" مثل ما نشاهد اليوم فيهيؤوا للفرس طريقا لأحلام لم تغب عنهم، ودعموهم ولا يزالون وباعوهم العرب بوثيقة وإتفاق تنفيذه، برأينا، غير مضمون،  فقط لأن الضمير غاب أو، لا نعرف إن كان له وجود في السابق الغابر، وقتضت المنافع وبالأخص الشخصية منها أن يمشوا في هذا الطريق فمشوا كغيرهم من مواشي "النعيمة".


سِنان 22/3/2015

الخميس، 19 مارس 2015

الشرق الجديد والمهازل الملازمة له


الشرق الجديد والمهازل الملازمة له

المهزلة إنتهت ووصلت إلى حيث أُريد لها أن تصل و"عِدة الشغل" قامت بواجباتها كلها وأصوات أوباما وكيري وروحاني والأسد ونتانياهو تثبِت ذلك، فرحة بما أُنجز ومتطلعة إلى مستقبل بدأ كما أرادوا وخططوا وإن شابه من الكلام ما سبق الفضل وعرفنا أنه إستند إلى "التقية" بمفاهيمها المختلفة،  وإن كان بعض المذكورين "ممغوص" من "جَرِّه" إلى حيث هو الآن بسبب إستمرار تردده ونكوله بعهود لا علاقة لها بالتقية.

إسرائيل كشفت عن وجهها وقالت ما نوَت أن تُعلن، هي ومن رعى أحلامها  ومنذ نشأتها،  بأن لا مكان للعرب في فلسطين ولا قُدس لهم ولا دولة ولم نسمع من المذكورين أعلاه  أيّ إعتراض.

 وإيران الروحاني كما واليها الفقيه، لا فرق على ما ظهر،  حَسَرت القناع عن وجهها المُنَقَّب وأعلنت أنها إميراطورية تملك وتحكم على هواها بلاداً من بلاد العرب وأيضا لم نسمع من الإعتراضات ما يشفي الغليل أو حتى يصل إلى الأذن فيُسمع.

وكيري وأوباما أعملا "عِدة شغلهما" وناورا وأعلنا ورجعا عن إعلاناتهم وقالا ما لا يقصدان ولا حتى هما يُصَدِّقان، قولاً ممجوجا مضِرّا يحيي آمال الشعوب ثم يضرب بهم إلى الأرض بقوة وقساوة  محبطة بما يُتَّضح أنهما ينويان، وهو في واقعه عكس الوعود والعهود التي قطعوها وقالوا أنهم يلتزكون بها، ولنا في تاريخنا معهم ما لا يمكن نكرانه. وعود للحسين بمراسلات مكتوبة، عرفت بمراسلات مكماهون – حسين، نقضوها بسايكس بيكو ووعد بلفور، والإنتدابات الفرنسية والبريطانية، حماية لمصالحهم ومنها إن لم يكن أهمها ما أعطى نتنياهو هذه الأيام القدرة على قول ما قال. كل الوعود تمت أو خُطط لها قبل أن يكذبوا بإعطاء وعودهم للشريف حسين.

أما أوباما فحدِّث ولا حرج. رجلٌ، همه كما قلنا مرارا وتكرارا فيما كتبنا أن ينجز صفقة تُذكر له في التاريخ. ظهرُه رخو وضميره غائب ولا قرار له ، متردد لا علاقة له بما يُستَحسن من صفات.

الخلاصة، أميركا وإسرائيل والإمبراطورية الفارسية يديروا هذا الشرق ويتمتعوا بما فيه ، لا يهمهم حتى مستقبل هذا العيش الرغد وما قد ينتج عن "ربيع" آخر يعيد الكرة إلى المربع الأول لنبدأ من جديد، قتل ونهب وتشريد يريح "الممغوص" في كفنه عندما يحين الحين وتأتي الساعة.

سِنان 19/3/2015



الأربعاء، 18 مارس 2015

الثرثرة في السياسة

  

الثرثرة في السياسة


وكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا... وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ... وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا... وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
عمرو بن كلثوم  أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملحمية والحماسية وساد قومه في الخامسة عشرة من عمره. معلقته ترفع من مركزه وقيمته كإنسان وكملك لأنه قام بما قام به دون أن يهدف إلى كسب ودون تكَلُّف،  بل ترك "النهاب والسبايا" لغيره يتلهى بها ويستفيد واكتفى هو " بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا".
سيد العالم غصبا عنه ، باراك حسين أوباما، لم يسُد على قومه بعد ، رغم أنه تجاوز الخامسة عشرة من عمره، يؤوب بعقدٍ نووي مشكوك في فائدته ، وشهادة حسن سلوك من الدولة الفارسية بعد أن أعطاها من مالِ غيره، سوريا واليمن والعراق والنووي،  مقابل أن يُسَجِّل له تاريخ أميركا أنه نجح في أحد مساعيه،  تاركا  لخلفِه إرثا  لا يَحُلُّه  بشر ولا يحمله حجَر.  يتركه مع مخرجات حكمه االفاشل في العالم وخارج بلده زارعا له أسباب ومسبقا فشله أو هكذا يريد.
سؤال يطرح نفسه على الناس المشتَّتة أفكارهم لأنهم يسمعون منه ، وممن ولاّه حق الكلام،  القرار ونقيضه والخبر وعكسه، فلا يعرف السامعون ما يريد أو يقصد، اللهم إذا كانت هذه الإدارة هادفة وهي من الذكاء بحيث تخطّط لبقاء الأمور ضائعة يتناوشها الناس ويتناولونها  ويتقاتلون على معناها وفهم ما تسعى إليه إلى أن يأتي الفرج ويأخذ هو الموقف المختار ويعلنه على الناس بحضور شهود عدول.
في حديثه وإعلانه عن الأسد والتعاون أو التفاوض معه،  أعطى الضوء الأخضر وفتح الباب لكل شارد وارد للتعالي في خطابه ولم يبق مُعَمَّمٌ إلا وأدلى بدلوه وصال وجال، ونبَّه وتوعَّد  فقال "أنه على 14 آذار أن تشكر حزب الله لأنه يبقيهم على قيد الحياة السياسية." هذا ما قاله رئيس المجلس السياسي للحزب بعد يوم واحد من تصريح كيري معلنا "ضرورة" التفاوض مع الأسد، التصريح  الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بعد.  و14 آذار هنا تعني وتشير وتدل بوضوح تام إلى  كل من لا يسير بهُدى الحزب ويلتزم سياسته.
واليوم عَجَّت وسائل الإعلام بتصحيح! فوزارة الخارجية الأميركية قالت وأكدت أن الأسد، ذلك الذي يقتل شعب سوريا بكل الوسائل ويخترع مع رعاته أسلحة أكثر فتكا فَيَجِّد في عمله ويقتل أكثر كي يدخل موسوعة غينيس في القتل والتهجير والهدم والسبي وينافس الدولة الإسلامية المعروفة بداعش ، دون أن يشتبك معها . هو تخَصّصَ في قتل شعبه فقط، تقول الخارجية "أنه لن يكون "أبداً" في المفاوضات في سوريا".
الثرثرة  جديدة على عالم الديبلوماسية،  بَزَّت الإدارة الأميركية الحالية في إستعمالها كل من سبقها أو عاصرها . هي ترمي الكلام على عواهنه  يصيب ويخطيء ويثير البلبلة ويضرب صورة الدولة في خاصرتها وقد أصبحت سمعتها لا تتعدى، على الأقل في شرقنا، سمعة عيدي أمين أو بشار الأسد وربما الوالي الفقيه الجالس سعيدا في قم ، ودون تفكير ولا تنسيق وباقي المتحدثين بإسمها الحاملين أختامها الواثقين بما يعلنون ، القادرين على اللف والدوران وتغيير المعاني وتصحيحها كلما دقَّ الكوز بالجرة وسُمع صوت من طالب تصحيح.
حلفاء أوباما كلهم ودون إستثناء من غير اللابسين مثلنا ثيابا يلبسها  المدنيون. هم متعممون يلبسون الأسود من الثياب الفضفاضة التي تعطيهم ما ليس عندهم من هيبة مصطنعة ويرخون اللحى ويحفّون الشارب ويستعملون كل هذا مذهبيا.  يحكمون بإسم الدين كما هم يفسرونه وبالتالي فالناس تسير وراءهم لأنهم آتين من عند الله.
داعش كباقي المذهبيين لها ما لهم من مناحي القوة، يحكمون بإسم الدين ويهدمون التاريخ وشواهده ويقتلون بالسكين من ليس من تَبَعِهم والناس تتراكض للإنضمام إليهم خوفا من المعممين الآخرين.
بالله عليكم يا قادة العالم، ما الفارق بين الخليفة البغدادي وآية الله الخامنئي؟ الأول إقتطع دولة له ولأنصاره من سوريا والعراق والثاني يقتطع دولا من العراق وسوريا واليمن ويسعى جادًّا لإقتطاع ما يستطيع من لبنان؟ لماذا يكون الخامنئي حليفك ؟ أليس أعماله والبغدادي تتشابهان وربما تتكاملان ونحن لا نعرف وأنتم لا تعرفون؟
في السابق من الأيام كان كبير القوم أينما كان لا "يُعلن" قبل أن يفكر ويستشير ويدرس مخرجات ما سيقول، أما اليوم وبالأخص عند كيري وأوباما فكلام الليل يمحوه النهار، أو هكذا يأملون.
سِنان 18/03/2015


الثلاثاء، 17 مارس 2015

ليس للصبر حدود

ليس للصبر حدود


في الذكرى الرابعة للثورة الشعبية في سوريا تفَوَّه كيري كلاما صدم العاقل والأهوج والبين بين من الناس أجمعين، أصدقاؤه وأعداؤه والذين لم يسمعوا به، وهم قِلَّة يحالفها حظ  عارم قوامه أن كيري إسم بلا مُسَمَّى ، إحتل عناوين الأخبار فعرفوا أنه، ومع الأسف موجود. هذا واقعٌ لا يمكن نكرانه وقد أعلنه ورفع رايتة بشار الأسد عاليا بعد أن عممَّت وسائل الإعلام أهمية الحوار معه ، ما دفعه إلى أن يأخذ "بوزا" يظهره وكأنه لا يعرف كيري ولا يأبه لما يقوله في السياسة ولا في غيرها.

أهل البلد المنكوب بمن أوصله إلى الدمار والهلاك ومنكوب بمن له الحول والطول ويشُدُّ على يد من لا يأبه بما يقول ويفعل، بعد أن لم يترك المتفوه المذكور سانحة إلا واستغلَّها ليؤكد للناكب والمنكوب وللمتفرّج والمُتَفَرَّج عليه أنه ضعيفٌ متردِدٌ وأيضا بلا ضمير.

قلنا بأن صاحب الحول والطول ولا نصفه "بمن له القدر والقيمة" ، خذل العرب مرة بعد مرّة ، زَيَّن لهم مقاصده وتركهم يحلمون بالأيام القادمة وما ستأتي به لهم من عدل في قضاياهم ثم سحبت "البساط" من تحتهم وتركتهم يترنّحون تحت مفاجئات ما أنزل الله بها من سلطان.

ألم نَقُل، وقال كثيرون ممن نعرف ، وبآرائهم نثق ، ولم نستمع جيدا إليهم ، بأن "الكلام لا جمرك عليه" والثقة بمن يَعِد ليس بمحله وإن أصحاب المصالح لا يحترمون الوعود ولا يأبهون بما تصفهم الناس. هم يأتون ديمقراطيا ويذهبون كذلك ويأتي غيرهم ليكمل الطريق وقد ينحرف عن سياسة من سبقه أو يسير بها عن قناعة أو مصلحة، ولكن الشعوب تستمر في خطئها وتنتظر الأحسن من سياسة لم يسمح تاريخنا لنا حتى بالحلم بها.

معارك شتى تدور في أنحاء بلاد العرب من محيطها إلى خليجها وكلها تسير بنمط واحد ، مفاده أن السُنَة والشيعة لا يتعايشان ولا يمكن أن يتعايشا. وقد سبق الفضل وافترقا منذ 1400 سنة أو يزيد، واختلفا بالسياسة على من له أولوية الخلافة ولم يتفقا، وقامت حروب بينهما خفَّت حدَتها  عندما قوي أحد الفريقين وحكم ، أو إستَمرّت عندما وجد أحدهما طريقا للنزاع على السلطة. لكن الأنكى أن الحروب والإختلافات أدَّت إلى خلاف يتعلق بصلب العقيدة وأصبح سببا مذهبيا للنزاع يظهر أو يظهره من أراد وسمحت له الظروف أن لا حلَّ يبدو في الافق. مثلا معركة تكريت توقفت لسبب مذهبي وإلى أن يجري إتفاق ما فالمعركة تبقى على حالها من الجمود.

كل ما يجري في كل ساحات القتال هذه الأيام سببه مذهبي لا يستفيد منه إلا من "أيقظه الفتنة".  الشعوب، بغض النظر عن مذاهبها وعقائدها ، لا تستفيد ولا مصلحة لها بما يجري. المستفيد هو الحاكم ورجل الدين الذي يخطب في أماكن العبادة مستغيثا بالناس كي تحزم أمرها وتلتحق بفيالق أعدها المستفيدون من إستمرار المواجهات. ولا يغيب عن بالنا المستفيد الأكبر من الحال وهو يجلس سعيدا في بيته ومركز عمله، لا يستعجل حَلاًّ ولا تهمه "مصائب قوم عند قوم منافع" ، فهو المنتفع الأكبر كيفما آلت إليه الأمور، لايهمه التهجير والسبي والقتل والدمار لأن كل ذلك يفتح له أبوابا "للرزق الحلال".

نحن لا نقدِر أكثر من أن نلعن ونشتم ونحتَجُّ ونصيغ شعرا نشكو به إلى الله ما حلّ بنا وقد نسترحمه وقد يغيب ذلك عنا.

سِنان 17/3/2015



الاثنين، 16 مارس 2015

ضميرٌ، إعادة تأهيله ضرورة


ضميرٌ،  إعادة تأهيله ضرورة


لا كلام بعد كلام كيري المحبط للآمال ، المسفر عن وجه بشاعة لا تقلُّ عن بشاعة خُلق من تفوَّه به،  وكنا نأمل أن لا يصدر مثل هذا الكلام عن مدعٍ للديمقراطية كنا نُصَدِّقه.  هو، أي كيري،  مثل رئيسه المدعي المتردد المخيب للآمال والذي يبيع للدولة الفارسية مشروع نووي أحد أثمانه إبقاء الأسد في منزلة الرؤساء ، وإن إستحق، على قول متكرر لأوباما  أن يكون قي السجن وقد قتل ما يزيد عن ثلاثماية ألف  إنسان سوري وهجرعشرة ملايين فلم يُبقي في  البلد إلا من لم تمكنه إمكاناته وقطاع الطرق من الهروب إلى حيث هناك فرصة حياة من حكم تدعمه إدارة أوباما.
يظهر  أن كل من كتب عن أوباما كان مُقصِّرا لأن أحداً لم يكن ليصدِّق أن إدارة أميركا يمكن أن تنحدر إلى هذا المستوى من الصدقية المتردية. إعلان كيري أن الولايات المتحدة ستتفاوض مع بشار الأسد لحل المشكلة السورية لا يتماهى ولا حتى يقترب مما كان أوباما يقوله كل يوم خلال أربعة أعوام طوال، وكان كيري يردد كل يوم ما يقوله سيده ويؤكده بأن الأسد مجرم لا مكان له في سوريا يسودها الأمن والإستقرار.
خيبوا آمال البشر من المحيط إلى الخليج في فترة زمنية لم تتعدَ الخمس سنين ، فترة حكم أوباما الآتي إلينا من الشعب  أو هكذا اساء ظننا إلينا. جاء بعد "خراب البصرة" والتي تركها خلفه قاعا صفصفاً، بلا جيش بعد أن حَلَّه، وبلا إدارة مدنية بعد أن بعثرها.
كان مجيء أوباما وما خاطب العرب به بعد إنتخابه وبالأخص في خطابه الشهير  في القاهرة،  أحيى  به آمالا سبق وكنا إعتبرنا أنها في نزاعٍ أخير. ولم يمض من الأيام الكثيرة حتى  عرفنا أن خطاب القاهرة لم يكن إلاَ واجهة لوجه يقول كلاما ويقصد أمرا آخر.
خابت الآمال في كل شيء وبدون إستثناء لأن الناس لم تر قضية واحدة صدق فيها قوله وابتداءً من القضية الفلسطينية التي تردَّت أحوال أهلها فيها ، إلى حيث إستعمل أوباما حق الفيتو مانعا الإعتراف الدولي فيها، عبورا بالعراق المُدَمَّر المعطى مُنحة للدولة الفارسية أو بثمن زهيد لا يتعدى تنويها من إيران بقدراته في السياسة الخارجية.
والأسد الذي أُنزل عن رفّ خزنه إلى من قرر أوباما مفاوضته لحل المشكلة السورية. ولا نذكر داعش وأخواتها بعد أن عدنا لنفاوض مع من سَبَّب نشوئها ومن كانت له اليد الطولى في تركها "تأخذ أنفاسها"  وتحتل وتدمّر ، يساعدها في ذلك المتفاوضان الجدد.
أما اليمن والتي عشنا حربها يوما بعد يوم ورأيناها تنحدر إلى أصبحت إحدى مستعمرات الدولة الفارسية ، ولم نسمع من أوباما أو كيري أو حتى من جين بيساكي التي تحكي أكثر مما يحكي الهاربون من سياسة أوباما وكيري في سوريا والعراق وفلسطين واليمن’ ولا ندخل الآن في هرب الأقليات المسيحية والأزيدية وغيرها لأنها، على ما يظهر، لا تقتضي أو تستأهل حتى التنويه بها وبما تعني للشرق الذي أعطى أوباما دين أجداده أوالمذهب الذي إنتمى إليه وهو يقول بأنه يعيش بموجبه.
معنى الكلام أن الضمير العالمي بحاجة إلى إعادة تأهيل أو ، أقلُّه شراء بديل صالح يحلُّ محلّه من بازارات طهران أو الأفضل وبموافقة الوالي الفقيه، ما تختزنه بازارات قُم.
سِنان 16/3/2015




السبت، 14 مارس 2015

كلُّنا مواشي



كلُّنا مواشي

في أوائل خمسينات القرن الماضي أخبرني صديق زميلٌ من ضيعة أردنية شمالية إسمها " النعيمة" أنَّ دائرة الزراعة أبرقت لكل النواحي في الأردن تطلب إعلامها "بعدد المواشي " في القرى التابعة لها. ولما كان "فك الحرف" يستعصي على عامة الناس فقد أرسل مدير الناحية البرقية لإمام مسجدها يطلب منه أن يقرأها له كي يُحَضِّر إجابته. وبعد الدراسة والتأنّي في صياغة الإجابة، أخبر إمام المسجد مدير الناحية أن الدولة تريد معرفة عدد المواشي، أي عدد الماشين مع الدولة.
وكان بين الإمام ومدير المدرسة في تلك الناحية عداءٌ، فقد حضَّر الإجابة ليرسلها مدير الناحية إلى دائرة الزراعة في عاصمة الشمال، إربد، وفيها أن "جميع أهل الضيعة مواشي إلا معلم المدرسة". وكانت فرصة له "ليستَدّ " من عدوه واغتنمها.
تذكرت هذه القصة النكتة، هكذا كنت أعتبرها، إلى أن تطورت الأمور وتقدمت البلاد وتعولمت الدنيا وَزَمَّت  وأصبحت الكرة الأرضية ضيعة واحدة فيها على ما يظهر مواشي تماما كمواشي الضيعة الشمالية الأردنية. لا أبالغ والأمثال أكثر من أن تُعَدُّ وتحصى بفارق أن "فك الحرف" لم يعد مشكلة فالدكتوراهات من أهم الجامعات مُنِحت لجميع أنواع "المواشي" الذين إما هم مستأجرون وإما "لهم عداء مع مدير مدرسة ما" وحديثهم وآرائهم وإنتمائاتهم لا تدل إلا على ما ذلك.
يخبرنا من له القدر والقيمة، والسلطة والقدرة، أن بلاد الشرق "دودها من عودها"  فيها من المشاكل ما أنزل الله بها من سلطان و"نحن" نحاول المساعدة فنُقَدِّم المشورة للبعض ونُسَلِّح البعض الآخر، كلٌّ حسب حاجته فلا "تظبُط" لأن الجميع لا يريد لنا أن ننجح. نكتة؟ لا والله إنها واقع الحال ونذكر أمثالاً على ذلك. اليمن السعيد، يقولون " مُفَكك قبائليا ومناطقيا ومذهبيا ويتحاربون دون سبب معروف". "القاعدة" في جنوبه نحاربها من زمان ونحتاج لسنين طويلة لِنُحَجِّمها، وكنا نظن خلافا لذلك أنها ستزول بزوال راعيها وإمامها ورئيسها أسامة أفندي بن لادن. لاحقناه و"صرفنا" ما تيسر من مال وجهد وقتلناه ودفنّاه في بحر العرب وهو لا يزال هناك ولكن "القاعدة" ماشية كمواشي الضيعة في شمال بلاد أشراف مكة وسلالة رسولها.
وفي سوريا ، هو أيضا يخبرنا، إنتظرنا إلى أن إكتملت الصورة وعرفنا من يقاتل من فوجدنا أن الأمور معقدة كما هي في اليمن. في شمالها وشرقها أنشأت "داعش" دولة لها وتمددت في شمال العراق ووسطه واحتلت من سوريا نصفها ومن العراق ما يقرب من النصف. ولا يزال العلويون بمعاونة الروسيا ، وهي حليفة صاحب المنطق الذي يدفعنا لهذا التوضيح كتابة، والدولة الإمبراطورية الفارسية الصفوية الساسانية الإثني عشرية بقيادة مرشدها الوالي الفقيه تساعدها أيضا ولو كان ذلك فقط عسكريا بفيالق حزب الله وفيلق القدس ، أيضا حليفة صاحب المنطق إياه، تفاوضه و"تفاصٍله" على نووي مقابل أراضي تمتد من العراق وسوريا ولبنان إلى اليمن السعيد وغيره يُجَرُّ إلى نفس الهاوية.

يقولون وقد "إكتملت الصورة" ،  "إحترت من أين أبوسك يا قرعة". وهم ، أي "من لهم القدر والقيمة"،  يرسلون الطائرات لترمي ما تحمل من المُخَلَّفات فقط على "داعش" وبمحبة وإعتذار. أما الآخرون على الساحة السورية فلهم حرية الحركة ورمي "البراميل" المتفجرة حيث يشاؤون إلى أن "تُحَجَّم داعش" ويسمح الوقت بالتحوُّل من أولية إلى أُخرى.

عندما عُيِّن الحجاج بن يوسف الثقفي واليا على العراقين ومركزه البصرة، فوحدهما وأصبح العراقان عراق واحد. ومع تطور الأوضاع ومرور الزمن فإذا بالعراق الواحد ينقسم إلى ثلاثة . عراق البصرة الشيعي أصبح ملكا للإمبراطورية الفارسية تُحكم من عاصمة الفرس بغداد، والعراق الشمالي كردي سُني يحكم من أربيل وهو مستقِلٌّ عن باقي العراق ، وعراق الوسط والذي لم ترسم حدوده بعد والمحتل الآن من داعش ، على قائمة الإنتظار.
المشكل اليوم في رأينا، وقد بدأت أماراته تطُل، أن مملكة البحرين تسير في الإتجاه إياه ونأمل أن يَكُفُّ الحليف يده عنها فلا يساعدها كما ساعد الآخرين وقبل أن يساعد في "فرطها".
الكلام أعلاه ليس من بنات تفكيري بل إستقيته فقط مما أسمع ويُروى عن قائد العالم أو منه مباشرة ، المدعو باراك حسين أوباما،  والذي لا مانع ضميري عنده أن تخرب الدنيا إذا ساعده خراب العالم على إعلان إنجاز له يرتضيه. والمشكل الأكبر هو المسيرة التي إرتضتها شعوب وقيادات من مواشي إمام الجامع في النعيمة،  لا "تفك الحرف" و تفتقد الضمير.
 سِنان 14/3/2015



الثلاثاء، 10 مارس 2015

أين العرب من إمبراطورية فارس


أين العرب من إمبراطورية فارس

علي يونسي، مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية للشؤون الدينية والأقليات ،  وخلال منتدى" الهوية الإيرانية" في طهران، الذي إنعقد يوم الأحد 8 مارس/آذار الجاري ،أعلن بأن إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد، وأنقل ما قال حرفياً: "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا علينا أن نقاتل معا أو نتحد". وقال يونسي موضحا ومكملا ما أعلن : "إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت سابقا وعاصمتها بغداد، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما كانت عبر التاريخ".

الإعلان تنقصه الديبلوماسية ويطغى الغرور عليه وتبان فيه علامات الفوقية والتعالي على الآخرين ومخاطبتهم بلهجة الآمر الناهي المسيطر الحاكم بأمره، ذو القدرة اللامتناهية تقترب أوحتى توازي وتقترن بالسلطة الإلاهية ،  ذهنية الدولة الصفوية والوالي الفقيه فيها سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.

والسؤال، لمَ لا، والإمبراطورية المذكورة تُحكِم السيطرة على العراق بحكومته وبرلمانه وأكثر جيشه وتُقاد المعارك تحت رايتها وبقيادة جنرالاتها، وبالأخص منها ما كان في المناطق السنية كتكريت، بلد صدام حسين، وكأن الهدف فيها هدفان: أولهما الإنتقام من سُنَّة تكريت وثانيهما، إن صدقت النية، إخراج الدولة الإسلامية من الأنبار.

وفي سوريا هي الآمر الناهي المسيطر الحاكم على ما لم تحتلُّه داعش، وما حرره الأكراد في كوباني والجوار وما لا يزال الجيش السوري الحر يحتفظ به. والهدف "تحرير" المناطق التي هي خارج سيطرة فارس وضمها إلى دولة النظام ، الغير موجود إلا في عقلٍ غُيِّب و لم يعد موجودا في رأس بشار الأسد، الطاقية للدولة الصفوية الممثلة بحزب الله.

ولبنان لم يتمكن من إنتخاب رئيس له منذ ما يقارب السنة بسبب رفض إيران السماح بإجراء الإنتخاب، مبقية هذا الموضوع للبازار المتوقع بعد، أو في زمن توقيع الإتفاق ، الزاحف إليه روحاني من بلاد فارس وأوباما من بلاد لم يعد لها في عهده قول أو فعل. أوباما يزحف لتسجيل موقف يُحَسِّن من صورته الباهتة في تاريخ البلاد التي إنتخبته.

واليمن الذي كان سعيدا في تاريخه وانقلب عليه الزمن فأفقره وأشاع فيه الجهل وتركه لمصير لا يستحقه في أيدي سلاطين تلاهم حكام ما أنزل الله بهم من سلطان وكان ما كان ودخلت إمبراطورية آخر الزمان فشردت أهله وتناتشتها مذهبيا وقبليا ومناطقيا فإذا باليمن ينشطر شطرين: جنوبي سُنّيٌ شافعي ، للقاعدة فيه نفوذ وتحاربه بطائراتها بدون طيار دولة أوباما، وشمال شيعي زيدي لبلاد فارس فيه الحكم المطلق ، فصَّلتها له جموع الحوثيين وعبدالله علي صالح، الرئيس المخلوع سابقا الناشط اليوم، مقابل ثمن لا نعرف مبلغه حتى الآن.

ونعود ونسأل : أليس علي يونسي ، رغم قباحة لغته في إعلانه، وقباحة الصورة التي يرسمها لبلده، على حقٍّ فيما قال وأعلن؟

سِنان 10/3/2015