Powered By Blogger

الأربعاء، 25 فبراير 2015

مسؤوليات البيدق


مسؤوليات البَيدق

البيدق، راعي شؤون العالم، الذي نَصَّب نفسه قائداً للكون فنَصَبَ على كل من فيه، رئيس أميركا ، باراك أوباما. لا تهمه من أمور الدنيا إلا أن يجد نصرا يُكتب له في تاريخ بلاده فلا يكون مروره فيها مرورا ظرفيا  دون طعم ولا رائحة ولا ما يحزنون

والبيدق في "قاموس المعاني" هو طائِرٌ مِن الكَوَاسِرِ فِي حَجْمِ الصَّقْرِ ، لا يَصِيدُ إِلاَّ العَصَافِيرَ . وصف لا بد وأن ينطبق على من نذكر، وليت الزمن يعود ليأتي مكانه من فيه بعض الشجاعة ليقود العالم. ولكن التاريخ لا يرحم ولا عودة فيه إلى ماضٍ يغاير ما تَمَّ وحدث

قبل أن "يظهر" أوباما في سماء هذا العالم ، كان في الشرق الأوسط دولٌ وشعوبُ وحكامٌ من أرذل من أتى عليها، حلفاء هذا القائد الأوحد، وما إن مر زمن الإستقرار القصير حتى إنهارت كل الدول ولم نعد على علم لا بحدودها أو من يحكمها وأين شعوبها وقد إنتشرت قصراً في شعاب الدنيا، يموت بعضها بالذبح والرِقِّ المستجد ، وبعضها جوعا وعطشا بلا دواء ولا غطاء ولا ما يستترون به

حكام بعضها قَوِيَ بدعم إسلامي متطرف ، لكنه معروف ومعروف قادته بالإسم والعنوان ورقم الهاتف. بعضهم على إتصال بقائد الدنيا وبعض مموليهم باتصال دائم معه. ولا يَرِفُّ له جفن عندما يقول بأنه يدرس الخطوات التي سيمشيها

لإنه قائد العالم نعاتبه لأن له من الصلاحيات ما لم يمارسه قائد في دول العالم ، اللهم  إلا إذا إستثنينا الخليفة في الدولة الإسلامية والمرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وطموح الإثنين واحد والضمير الذي يحركهما واحد وتمويل أعمالهم وأعمال من يدور في فلكهما معروف بالدولار والسنت ، مصدره وكيف يُنفق وما وتأثيره الساحق الماحق على العالم المتفتِّت في الشرق العربي خصوصا.  لكن، أين مسؤوليات هذا القائد وهو لا يحرك ساكنا ويجد الأعذار لسكوته

ماذا ينتظر ممن أعطي له "مجد" إدارة العالم ليتحرَّك، أم أن إستمرار نمط العيش كما هو مخطط له يستمر؟ بالأمس ذبحت داعش 21 قبطيا فقط لأنهم مسيحيون، واليوم إصطادوا مائة أشوري في شمال سوريا ومصيرهم لا يحتاج لكثير من حك الدماغ، والأسد يرمي براميله المتفجرة على عامة الناس من أهله. وإيران تمنح اليمن ما سبق الفضل ومنحته لسوريا والعراق .وأصبحت هذه الدولة التي يفاوضها القائد الأوحد أوباما سيدة المنطقة وحاملة مفاتيح التجارة في دنيا العرب، مفتاح باب المبدب متحكما في البحر الأحمر ومفتاح مضيق هرمز المدخل والمخرج الوحيد للخليج  العربي ، حيث منابع النفط.

لم يبق للعالم إلاّ أن يستسلم أو يحاكي ما يقوم به الإرهابيون كي يجد أذنا تُصغي وعقل يعمل وحلولاً تستنبط فتُخفف من الظلم السائد والمتحكم في الرقاب بعد أن يئس ، ونَسي من يعاني ذكر الكرامة التي إفتقدها
سِنان 25/2/2015






الثلاثاء، 24 فبراير 2015

الغباء وراثي أم مُكتسب؟

 

الغباء وراثي أم مُكتسب؟


 نشرت الواشنطن بوست مقالا بقلم فريد هَيات،  في عددها ليوم الأحد 22 شباط الجاري، وفي صفحتها الأولى بعنوان : "هل يستطيع أوباما بيع صفقة إيران محَلِّيا"  معَدِّدا  الوعود التي أطلقها على مَرِّ الأحداث الجسام في السنوات القليلة الماضية ، وفي معرض تطمينه للعالم ولأميركا بأنه أصاب فيما قرَّر

ومنها سحب الجيوش من العراق والتأثير الإيجابي لهذا الفعل وما يتركه من إستقرار ، والتدخل العسكري في ليبيا وإيجابيته على شعب ليبيا واستقرار البلد، ورؤية الأسد خارج سوريا وخارج المعادلة فيها، وعدم رغبته في مشاهدة القبور الجماعية والقتل المدمر بالبراميل المتفجرة التي تركت سوريا بما لا يقل عن 200،000 قتيل وملايين المهجرين ، وحرصه، أي حرص أوباما ، على مقاومة شرور الإرهاب في اليمن والصومال وغيرهما،  مما يجلب الإستقرار  إلى البلدان التي قصد في وعوده، واليمن والصومال مثلان نأمل أن لا يُحتذيا ، ووعد بترك إيران بلا قنابل ذرية، وهو الآن على وشك خذلان المنطقة والعالم بقرار هو وشيك ونأمل أن لا يتحقق

والآن وليحقق كل ما وعد به،  يقبل ببشار حاكما ولو مؤقتا؟ في سوريا، والعراق واليمن والصومال بأمان من الأعداء ، وسمح لإيران بإحتلال البلدان التي ذكر ووعد أن ترتاح فإذا بها اليوم ترتاح في عالم الأبدية، أو تكاد

 أخفق بكل ما قام به ونكثَ بكل وعد أطلقه وأدخل البلاد والعباد في ظلامية أين منها قرون الإنحلال والظلامية والعبودية التي جلبها لنا نظيره هولاك

كلمة "الإستقرار" كلمة مفتاح لكل ما يتفوّه به أوباما ؛ وليتنا نجد للكلمة مكانا في المنطقة التي هو يستسهل القرار بمستقبلها وحاضرها ويتركها ثكلى تنعى من بناها. الكلمة أصبح التلفُّظ بها مكان للإستهزاء .وقد تَغَيَّر معناها ويستعملها من لا يجد بديلا عنها لضعف في معرفة مفردات لغوية بديلة

ما نسمع باستمرار يؤكد أن نمط التفكيرعند هذا الشخص لم يتغير. هذا غباء في التفكير ينتج عنه ضرر لا يوصف لكبره وتأثيره المأساوي الطويل الأمد على أكثر من مائة مليون إنسان عربي لا ذنب له إلا أن حكامه فاسدين وصاحب القرار غباؤه جينيٌّ وتراثي وغير مُكتسب، لأنه أّمَّ أحسن المدارس وعاشر مَن غباؤه قليل. البيئة التي إحتضنته لا غباء فيها ، فمن  أين إكتسب هذه الصفة

قال الإمام الشافعي، طيب الله ثراه
عمَّ الفساد جميع الناس ويحَهُم يا ليتَ شعريَ ماذا بعد ينتظر
إن وعدُوا أخلفوا أو حدثوا كذبوا أو عھدوا غدروا أو خاصموا فجروا
أو ائتمنتھم خانوا فكن رجلاً منھم على حذر ، قد ينفع الحذر
ولم تنته القصة فالعالم موعود بإيقاف مساعي إيران لإنتاج سلاح نووي تقوى به وتبسط نفوذها على الأقل في البلدان التي تَنتهك اليوم لتصبح دولة عظمى تتحكم بالنفط ومنابعه كما تتحكم بطرق التجارة في باب المندب كما في المنفذ الوحيد للخليج العربي
ما هو موقف الكونغرس الأميركي وموقف إسرائيل،  وما تعتقد، على لسان قائدها نتنياهو، أن  يهددها من شرور ما أنزل الله بها من سلطان، فقد تنتهج طريقا عسكريا يطيح بما تبقى في المنطفة التي يهتم بها غباء أوباما.  وللشيطان، على رأي نتنياهو أيضا،  في عقل أوباما مكان  . أو أنه يقتصر على الغباء في بنية الدماغ الذي يختزنه؟
سِنان 23/2/2015

السبت، 21 فبراير 2015

نظرية المؤامرة والقاعدة

  

نظرية المؤامرة والقاعدة 

الولايات المتحدة أنفقت الكثير من المال لتحجيم أو إجتثاث أو إضعاف القاعدة فكان للطائرات دور وللقوى الضاربة أدوار وقتلت في إحدى طلعاتها زعيمها وقائدها ومنشئها أسامة بن لادن السعودي الذي حارب الإتحاد السوفياتي في أفغانستان لإلحاد السوفيات ثم استدار لمحاربة من أهَّلَه وهيأه للبروز في الميدان
 وكانت كلفة العملية التي قضت على بن لادن عالية، يقولون أنها  قاربت النصف بليون دولار، أو هكذا أوحت اميركا. وواكبت عملية  قتله همروجة إعلامية لم يرى مثلها أحد ، فكان لأوباما النصيب الأكبر من الظهور والفوز الإعلامي وكأنه عنترة العبسي أو المهلهل بن رليعة في حرب البسوس ،   وشاهد الناس جميعا العملية من أولها لآخرها حية على التلفاز
أقول ما أقول لأتساءل عما إذا كان القصد حينئذٍ قتل بن لادن زعيم القاعدة ورأسها المدبِّر، والذي كان يموت مريضا ولم يكن بحاجة إلى مساعدة، أو كان القصد إبراز مشهد القتل والفوز ببطولة ما ؟
أم بالفعل كان القصد ما أعلن وتكرر إعلانه وأن الهدف كان ولا يزال،  القاعدة واجتثاثها.  فإذا كان القصد إنهاء القاعدة فالسؤال الذي يرد ولا جواب عليه  ،  لماذا ندعم اليوم القاعدة ونحفِّزها وننشيء لها بيئة حاضنة؟
السؤال بتفصيله ،  هو لماذا ندعم اليوم القاعدة في اليمن بترك الناس، على الأقل السنة منهم، في ضعف تتوالى فصوله،  وخسارات متوالية يلحقها بهم الزيديون الشيعة الممولين من إيران والمدعومين منها بالسلاح والخبرة العسكرية ، وغغَضَّ النظر دوليا عنهم وعن إرتكاباتهم؟
السنة الشافعية في اليمن وبالأخص في جنوبه حيث للقاعدة قواعد،  يعانون من مآسٍ تتوالى فصولها ؟ لم نسمع من أوباما تعليقا على ما يجري، وهو يعلم علم اليقين بأن البشر بشر وأن سنة اليمن  لا مفرّ لهم من دعم القاعدة  كبديل إجتنابا للأسوأ وهو طغيان الشيعة عليهم وحكم إيران لهم،  وهو الحكم الذي بعرفه الجميع بما فيهم أهل اليمن ورأوه وشهدوه في العراق وفي سوريا وقليلا في لبنان
الحروب القائمة والتي لم تقعد ولا يظهر أنها ستقعد هي مذهبية إسلامية بين سُنة وشيعة . هكذا هو الوضع في العراق وفي سوريا وفي البحرين وشرق السعودية ، وهناك همهمات أصبحت أكثر من هامسة في الكويت ولبنان والحبل على الجرار
داعش بنت القاعدة وقد تمددت حتى بلغت ليبيا وقامت وتقوم بكل ما يلفت إليها، إما لأنها واثقة بأن حربا جدية لن تُشن عليها، أو لأن الخوف من بديلاتها يجعل منها أقل شرا على السنة
النُصرة كذلك من رحم القاعدة ولدت،  والميليشيات في سيناء أعلنت ولاءها لداعش. وسؤال لا بد وأن يطرح نفسه، هل داعش وغيرها بالفعل إنشقت عن القاعدة أم أن مخططات تُنفَّذ للتوسع تحت مسميات وأساليب مختلفة تجعل من محاربتها أمرا يستعصي على مفكري الدولة العظمى، أو التي كانت كذلك؟
هل من جواب ؟  او حتى محاولة إجابة على ما يقلق أهل المشرق العربي والعرب في الشمال الإفريقي؟ أم أن الخطة المؤامرة ستأخذنا إلى الأسوأ؟
لا نتكهن ولكن صبرنا ينفُذ،  والناس تكفر بما يصاغ لها ويُنَفَّذ ، وبالدنيا التي لا توفّر لها حتى بعض الكرامة ، وبالقادرين الذين ثبت أن قدراتهم لا تتعدى مصالحهم ، كبيرة كانت هذه المصالح أو صغيرة
سِنان 20/2/2015



الاثنين، 16 فبراير 2015

إجتثاث الأقليات بحقد دفين مُستثار

إجتثاث الأقليات بحقد دفين مُستثار



داعش "ذَبَحَ" 21 قبطياً مصريا في ليبيا: عنوان يحتل بعض صدور يوميات في العالم العربي والحد الأقصى لردّة الفعل حداد تعلنه الدولة المصرية.

في العراق هُجِّر آلاف المسيحيين وذبح منهم ما تيسّر دون ذكر الأعداد؛ العدد لم يعد ذو أهمية تستحق الذكر. هو خبرٌ ويمُرّ ‘ لا أكثر ولا أقل. ولن نذكر ما سمع الجميع ورأى عن أقليات أخرى أصابها ما أصابهم وأكثر، فالهدف هو "تنقية بلاد الإسلام الجديد المستحدث"  والضارب في مفاهيمه في السحيق  من الأزمان يوم كان العقل لا يعمل والضمير مُغَيَّب والدين يُنحت في الضمائر المتحجرة صخورها،  ولا يجد من يردع خروجه عن الطريق السوي لجهل التابعين له ورعاية مصالح الحاكمين وتأمين ديمومة حكمهم بإلغاء قدرة المحكومين على التفكير.

وها نحن الآن نشهد صحوة ذلك المتحجر من الدين يؤيده مستفيدون لا نعرف إن لم يكن بعضهم من دين آخر، مصالحه تستدعي رجوع المسلم إلى ما تعلم في زمن الإنحطاط الذي ضرب العرب والمسلمين منهم مرات عدة نشهد اليوم أحدها وأحَطُّها.
داعش تتبارى مع غيرها والسبق لا يزال لها وتنتشر وينتشر شرُّها ، فهو في العراق وبلاد الشام واليمن وليبيا ومصر يلاقي من القبول ما يسمح له بالإنتشار. وغيره له مفاهيم أخرى ، وبالتقية هو أذكى من داعش. يخطط وينفذ بالتقسيط ما تنفذه داعش بفظاظة مؤذية للعين والأذن وحتى للضمير النائم عندنا وعند بلاد ودول وأمم أخرى ترعى ما يجري بهدوء وذكاء . هي تحقق أهاف مصالحها ولا تذبح إذ أن في الساحة من يحمل السكين ويؤجِّرها فتستأجر. هكذا وبكل بساطة.

أيصِح القول بأن القضاء على هذا النوع الممجوج من السياسة المذهبية يستدعي حلفا من ستين دولة؟ بعضهم يقول من أربعين دولة! الحروب العالمية الأولى والثانية والتي خاضتها كل الدول وقضى فيها عشرات الملايين من البشر وتهجر مثلهم وتهدم كل شيء فيها ولم تتعدى مدتها الأربع سنوات.

أهكذا تستباح عقول البشر بعد أن إستبيحت ساحات القتال في أماكن حدّد مداها وهدفها ومسيرتها؟ في اليمن وليبيا لا مسيحيون ولا أقليات تلفت النظر. ولفت الناس إلى بعض ما يجري ضرورة للمخططين. إذا أضفنا المسيحيين إلى دافعي ثمن ما يجري فإننا نضيف أوروبا وأميركا وغيرهما إلى المهتمين بالموضوع إياه ويكبر معه حجم المهتمين وتتعدد إنتماءاتهم وتكبر حصة المنتفعين من الهَوَس المستحدث والمؤيّد والممول والمدَرّب وبأشكال مختلفة ليس أهمها ولا أقَلُّها تنشيط تجارة السلاح وما ينتج عنها من منافع.

الفكرة لم تتغير. إن ترتيب الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى، كما هو الآن لا يلائم المخططين ، والسعي هو لتغيير خارطة المنطقة ومواقع القوى فيها وربما إعادة توزيع الحصص فيها وربما أكثر مما لا نستطيع أن نتكهَّن بما يرمي إليه ولا بمضمونه. ما نعرف أن المنطقة على كفّ عفريت والعفاريت معروفة أسماؤهم وألقابهم وما يسعون إليه.

التاريخ لن ينساهم ، والتاريخ لا يرحم من لا يستحق الرحمة. هولاكو، ونيرون وهتلر والطاعون وآفات مصر القديمة تتساوى في عين من يرعى البشر ونأمل أن تلقى ما لاقى من سبقهم في الرذائل.

سِنان 16/2/2015


 


 


 


 

السبت، 14 فبراير 2015

ماذا في مخطط أوباما



ماذا في مخطط أوباما


هل من الجنون أن نكتب عن الجريمة التي ترتكب الآن بحق ملايين من البشر في المنطقة المتعارف عليها ببلدان " الشرق الأوسط" والتي شاءت الجريمة ومن يرتكبها أن تشمل في هذه الأيام شرق أفريقيا وشمالها، ليتم تنفيذ ما يشاء من خطط وقرر وباشر وهو الآن في معرض تنفيذ ما تبقى؟

مئات الآلاف هُجِّروا ، يعيشون اليوم من "قلة الموت" على هامش الحياة في خِيَمٍ ، في مضارب، في بُقعٍ سميت مخيمات هي في الواقع أكياس بلاستيكية يعيش تحتها أو يلتف بها من خذلته بلاده والحكام فيها والعالم الداعم "لديمقراطية" أجرائِه فيها ، والمتغَني بدعمه للثائرين ، أولئك الثوار الذين صدّقوا أو لم يصدقوا، لا يهُمّ،  أن هناك من يدعمهم، ولا خيار عندهم إلا أن يعترضوا ويحاربوا. وهذا أقصى ما هم قادرون عليه.

أما مئات آلاف القتلى فقد فاتنا ذكرهم ، ولا يذكرهم أحد من حكام قتلوهم وحلفاء مدّوا الحكام بأسلحة القتل. منسيون هم لأن النسيان مفيد لكل من ذكرنا. يُستحضرون ، أو تُستحضر ذكراهم، كلما دعت الحاجة أو تقلّصت قيمة الحجج التي يتداولون فيصبحون مرة أخرى حُجة  ومادة في حرب قضوا فيها فيموتوا مرتين.

الجريمة واضحة المعالم. المنطقة يعاد رسمها.  من معالمها تمدد معلن من الذين يتمددون ومن المخططين. الدولة الإسلامية في إيران تحكم حيث تتواجد كثافة شيعية مناسبة، ولا نقول أكثرية، وبذلك هي تحكم العراق من بغداد إلى حدوددها مع الكويت والمملكة العربية السعودية والأردن ؛ وتحكم اليمن حيث الزيديين إنضموا إلى الشيعة الإثني عشرية الإيرانية. يحكمون من حدود السعودية شمالا وشرقا إلى البحر الأحمر غربا حيث الحديدة ومينائها الكبير الأهمية، وجنوبا تَحُدُّ اليمن الجنوبي  السني الشافعي والذي كان دولة مستقلة حتى تدخل مصر جمال عبد الناصر عام 1962. وطبعا يتحكمون بمضيق باب المندب،  الممر الوحيد جنوبا للبحر الأحمر.

أما سوريا ولبنان فهما يخضعان للولِيّ الفقيه في إيران لتفكك الحكم فيهما وكثرة الآراء المتدافعة المُّدعية الحفاظ عليهما، وكل فريق يختلف عن الآخر بما يساوي أن لم يتفوق على الخلاف السني الشيعي، علما أن هذا الأخير عامل ظاهر وربما هو أكبرها وأفعلها.

 لن يطول بالحكام الجدد المقام فيها لحساسية مكوناتها المختلفة والمتضاربة غالبا. لكن، وهذه ال "لكن" لا يمكن أن نغمُطها حقها من القوة، فالوضع القائم لا يستطيع، وربما لا يريد، أن يُبعد الشر المتمثل بالإستعمار الإيراني الجديد ، عن "أخذ راحته" والإستفادة من "مؤقت" إحتلاله ليتمِّم ما هو يخطط له في المنطقة.

وهل نضيف إلى ما أوردنا أن نتَخَيَل ما هو دافع أوباما لتشجيع ما يجري، إن لم يكن هو المخطط الذي يستسيغ، من دعم لإيران بشكل واضح لكل من يرى ويسمع ، للحصول على مبتغاها؟ هل هو فخٌّ للسعودية كي تُخَفِّف من غلوائها وتقبل بما يرسم لها؟ هل البترول المنتج  داخل الولايات المتحدة والكافي لحاجاتها ، بحاجة إلى حماية لا توفرها السعودية لها؟ هل هو فخ لإيران كالفخ الذي نُصب لجمال عبد الناصر في حربه في اليمن وأدى في ما أدى إليه من ضعف في حرب 1967 وما أنتج؟

هل لإسرائيل مصلحة ما ، توسعية في بلاد فلسطين أو ما تبقى منها ، أم توسُعات أخرى لا تسعفنا خبرتنا لمعرفة كنهها لم تؤمن لها ؟

طبعا لا نستبعد أن تكون أهداف المخطط أقل مما نتفَكّر وقد تكون أهداف نابوليونية شخصية لا يراد منها إلا رسم صورة المُخطِّط المعروف وكأنه من كبار المُنجزين الذين يتركون في صفحات التاريخ بصمات بيِّنات والثمن لا يهم ويدفعه الغير ممن لا يدفعون ضريبة المواطنة في البلد الذي تبناه؟


سِنان15/2/2015










الخميس، 12 فبراير 2015

مستقبلنا في يد روحاني وأوباما

مستقبلنا في يد روحاني وأوباما

في ذكرى الثورة الإسلامية في إيران، وأمام حشدٍ كبير في طهران، رأى الرئيس روحاني أن دور إيران ضروري لمكافحة الإرهاب من أجل "تأمين وبسط الإستقرار والسلام في الشرق الأوسط". وأضاف "رأيتم أن الدولة التي ساعدت شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن ، لمواجهة المجموعات الإرهابية، وهي جمهورية إيران الإسلامية".؟
وقال أيضا في خطابه أمام حشود كبيرة لحضور العرض التقليدي في ذكرى ثورة الخميني والذي إنتهى في ساحة"أزادي"/(الحرية) "ليس للعالم طريق غير الإتفاق مع إيران". وقد تميز الحفل بشعارات  ولافتات كبيرة  تدعو "الموت لأميركا".؟
بكل وضوح وبكلام مفتوح على المقبول والمرذول وبفمٍ ملآن ، إعتبر الرئيس المعتدل المصلح المنفتح على سياسات ليس للشمولية فيها مكان ، وكأن  لا علم لإيران  ولا له أيضا حتى بوجودها  ، وأن دعمه لشيعة العراق ، ونظام الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن يستند فقط إلى العدل ومحاربة الإرهاب وتخليص الشعوب من حكامها المانعين عليها حرية القول والفعل والعقيدة والعمل، واستبدالهم بالصالحين من الحكام ، الراعين للشعوب بديمقراطية عالية المقام ، الرافضين لكل ما يمنع حرية الفكر وحرية التعبير وإن برأس الحربة واللحى المدلاّة والثوب القصير والحجاب والنقاب والسكين القاطع للرقاب بيد أولئك الذين ينتدبهم الروحانيون الأشاوس لحماية من لا يؤمن بما يُفتي به الروحاني ومن يدور في فلكه،  شيعةً كانوا أم من أهل السُنّة
الآراء التي أعلنها روحاني في ذكرى الثورة المذهبية في إيران ، والتي تتكرر مذهبيا هذه الأيام،  وبالأخص من ذكر في خطابه ،  أي العراق وسوريا ولبنان واليمن والحبل على الجرّار، وكل هذه البلدان ألتي نخرتها المذهبية ورحَّلت عنها كل مظاهر التمدن بأبسط مظاهره، وتغَيَّر تكوين كل منها  بسبب خراب بيوت بعضها وهجرة سكانها وتهديم ما تبقى منها واستمرا "التحرير" الذي به ينادي السيد الروحاني كي لا يبقى حجر على حجر ولا يعود ينفع حتى تغيير المسار من حالٍ يائسة إلى ما هو أقل من يأس وإن لم يرقَ الى الأقل مما يطمئن
هذا الزعيم الإيراني المتحرر هو من سيوقع الإتفاقات مع رئيس الولايات المتحدة تحت شعارات نووية وسلمية وكأن باقي العالم يُصفق لهما بما لا يستحق إلا الإزدراء. هل تقبل أميركا أن يوقع رئيسها على ما يخدمه شخصيا واضعا الدنيا ، وأميركا جزء منها، في عالم إنتهى وتاريخ لا محل له في حياتنا دُفن منذ 1400 عام؟
مستقبلنا مرهون بلقاء يضم روحاني وأوباما والويل لنا وللعرب والعالم مما يمكن أن ينتج عنه مثل هذا اللقاء
سِنان 12/2/2015

الجمعة، 6 فبراير 2015

ثقافة الفساد وتَرّسُّخ المذهبية


ثقافة الفساد وتَرّسُّخ المذهبية

الفساد وثقافته تترسخان في أرجاء بلاد العرب من شرقها إلى غربها، من محيطها إلى خليجها ، ومن لم تطاله أعلى درجاتها فمن غير المؤكد أنه يقدر أن يبني سدودا وحواجزا تمنعها من أن  تتسرّب وتستشري بسرعة وكفاءة كي تتناغم وما الآخرون عليه.  والفساد لا يقتصر على المنافع المادية التي تتوفر لمن يمارسه، فهذا  أدنى مراتب الفساد ، أما أعلاها فالتكسُّب عن طريق الإستزلام والخيانة
أما المذهبية فهي ، ويا للعجب ، تتماهى والفساد. هي ذريعة لا تضاهيها عِلّة. هي كابوسٌ يَحُطُّ علينا وكأن الله غاضب علينا ويعاقبنا بما لم نكن ، في كوابيسنا ، نتحسَّب له
الله أعطانا العقل لنتعلم والضمير لنكون صالحين والدين لنعرف حدودنا ونتصرّف وكأننا بشر. وكل ما حبانا الله به من نعمِه تركناه جانبا ولجأنا  إلى شيطان من أخبث الأنواع وأحطّها لنعبده. لبسنا العمائم وأتقنَّا الكلام ولساننا يأخذ راحته وببلاغة العاهرات نتكلم  عن العفة والكرامة ، ومن مارس خطيئة أقدر ممن لم يعرفها،  على إعلان براءته منها
لماذا هذا الحكي يملأءه وصف واقع  مرير وعندي الجواب
في الأمس القريب قتلت داعش طياراً  أردنيا بحرقه داخل قفص وهو حيّ.  صوّرته داعش ووزعته ، فأوضحت بصراحة ودون خشية وخجل من أحد أنها هي كذلك وربما تنوي تحسين ممارستها وأسلوبها بما هو أبشع. حادثة أقل وصف لها أنها بربرية شنيعة وبشاعتها لا يضاهيها إلا من قام بها
وقامت الدنيا ولم تقعُد. كل من عليها إستبشع ما جرى وأعلن  أسفه .كل علَّق على الحادثة بأسلوبه. البعض إستبشع الحرق أسلوبا للقتل والبعض الآخر وجد فيها مناسبة تعبير تنقل كلامه كل وسائل الإعلام. البعض إستبشع ما جرى بكلام صدر من فمه وآخرون ممن وقتهم لا يسمح، أعلنت مكاتبهم الإعلامية أسفها
حتى بشار الأسد دان الحرق أسلوبا للقتل مذكِّرا الدنيا ضرورة مكافحة الإرهاب ودعى الأردن لمعاونته في مسعاه لمكافحته ، والكل يعلم ، وحتى هو أيضا يعلم،   أن له يد في إطلاق داعش
بعد الثالث من هذا الشهر بثلاثة أيام ، يوم أعلنت داعش عن قتل معاذ الكساسبة قام الأسد ومنظومته بالإغارة بستين طلعة جوية على مناطق مختلفة من سوريا ضاربا إياها بالصواريخ والبراميل المتفجرة الممنوحة له من الروسيا وإيران، دولتا إحقاق الحق وإزهاق الباطل –أو العكس،  منعما على ما يقارب المائة شخص مدني سوري يعيشون في ريف دمشق وريف حلب وغيرهما من المدن والقرى بالقتل،   وما يزيد على المايتن جريح لا يُنقلوا إلى مشفى لأن الأسد ،محارب الإرهاب،  هدمه قبل أيام
البراميل المتفجرة والصواريخ تقتل بما تطال وتيَسّر . تحويل إنسان إلى أشلاء ،  أو الحرق  أو إزالة الزائد من أعضاء الجسم ، كاليد والرجل والأنف وما تيسّر لا يتماهى وأساليب داعش. هو فقط ينافسها. لم يسارع أحد ممن بالأمس سارع إلى نعي معاذ وإبدى الأسف عليه ذكر ما جرى في الشام وحلب وحمص وحماة
في سوريا أصبح الفتل عاديا ويتحول يوما بعد يوم إلى مُتوَقع ومقبول وإلا فماذا  بربّكم سبب سكوت أميركا والروسيا وأوروبا والعرب من خليج إلى محيط ،عما يجري من جرائم متمادية في سوريا
الأردن سارع وأرسل طائراته إلى سوريا لتقصف وسيرسلها مجددا إلى أن ينسى الناس ما جرى وتعود "حليمة إلى عادتها القديمة" وتسترخي وتستريح وتعلن أنها قامت بواجبها وقامت بأخذ الثأر لمعاذ وعائلته وبلدة عيّ وأهل الكرك والقبائل والعشائر التي لها مضارب هناك. وهنا أخاف، كما أعلنت بالأمس، من إستدراج للأردن إلى ساحة قتال مع داعش أو مثيلاتها ويدفع الثمن عشائر وقبائل الأردن وناسها ، مستثنيا من ذلك حكامها ولهم في الفساد يد طولى
أين أميركا والتي أصبحت تعلن عن حربها ضد داعش فقط؟ الأسد ، لا يُحبه أوباما أو هكذا يقول، ولكن وقته لم يأت بعد فالدول القادرة بحاجة إليه. ويبقى الأسد وداعش والنصره وحزب الله الإيراني ، وتُمحى، إن تمكنوا ، سوريا عن الخريطة
المتنبي ، وقد قُتل من ما يزيد على الألف عام ، قال ما لا يقوله "رجالات" هذا الزمان ، معاتبا:؟
     ولم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شيَئاً  ... كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَام
ومتعجبا:؟
عجبْتُ لمَنْ لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ...  وَيَنْبُو نَبْوَةَ القَضِمِ الكَهَام

سِنان 6/2/2015




الخميس، 5 فبراير 2015

شمولية الأزمة وتمددها

شمولية الأزمة وتمددها

.1.قتل منذر الكساسبة حرقا   وضع  الأمور في نصابها. لا يهمُّ داعش إن إستاء ملك الأردن أو إستاء آخرون، فلها مخططها تنمّيه كلما سنحت فرصة، وتتابعه بغض النظر عن الثمن.  ونجحت حتى الآن كما لم ينجح غيرها من متولّي السلطة في سوريا والعراق، حيث دولتها اليوم .  إسلام خليفة الدولة الإسلامية،  مثل إسلام أبو مسلم الخراساني ، الشاب الوضيع المنشأ، الفارسي المولد، الذي كانت له اليد الطولى في إنشاء الدولة العباسية فكان صاحب الدعوة  وواليها
 نجح أبو مسلم، ومن ثم قتله من عيّنه واستعان به،  بعد أن قام بما أوكل إليه من مهام وأدّى الغرض من تفويضه. كان شرسا وقاتلا من أعلى طراز.  وهكذا هو ابو بكر البغدادي والي ومرشد وخليفة وقاتل ، ضميره في أحسن الأحوال مُستَتِر،  وما "إن وضع العمامة" ، عمامة الحجاج بن يوسف الثقفي ، والي العراقين ومؤسس الدولة الأموية  ،حتى  بَان مقصدُه، لافتا النظر إلى المدى الذي يذهب إليه في قتاله،  مؤكدا ذلك بقتلٍ بشع وشنيع ومستفِزّ لطيار أردني  قام بما عُهد إليه من رؤسائه العسكريين في الأردن
2.هل هذا العمل فاتحة لإحياء الخلايا النائمة للدولة الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية؟ أطرح السؤال لأن في الأردن جماعات سلفية قوية ، وبالأخص في جنوبه والعاصمة عمّان،  قد يُستمالوا لفتح جبهة جديدة هناك. الأردن في وضع مالي صعب والبطالة فيه عالية والحكم لا يتمتع بشعبية تستطيع منع مثل هذا الخرق. هل نرى محاولة ما ، قريبة،  يستطيع داعش من خلالها قَلقَلة الأوضاع؟ سؤال يستأهل الردّ فهو واقعي،  ولنا في سيناء مثلٌ حيٌ حيث سرايا القدس أعلنت رسمياً مبايعتها  وولاءها لداعش منذ أيام؟
3.ولا تغيب عن بالنا ما تسري من معلومات/شائعات عن ما يحصل اليوم في واشنطن من تلاقي ، ولو مستورٌ وبَعيد بعض الشيء عن الإعلام بين ممثلين لجماعة الإخوان المسلمين ورسميين من وزارة الخارجية الأميركية. الوفد ضم عددا مُهِما من كبار الأعضاء في الجماعة والذين هم خارج مصر اليوم. اسماؤهم معروفة ومنشورة في بعض الصحف اللبنانية
هم قدموا بدعوة من "المركز الدراسي للإسلام والديموقراطية" ومركزه  واشنطن، وهو الذي نظم الزيارة واستضافها. هدف وسبب الزيارة المعلن "توليد معارضة جديدة للرئيس السيسي". وبهذا الصدد رأى الباحث في صحيفة الواشنطن بوست، باتريك بول،" أن هذا الإجتماع يعني أن وزارة خارجية الرئيس أوباما، لا تعترف بالرفض الواسع للجماعة، وهذه إهانة لحلفائنا الذين يخوضون كفاحا وجوديا ضدهم."؟
المؤتمر عقد في في النادي الوطني للصحافة في العاصمة واشنطن يوم 27/1/2015 والسؤال الذي لا بدَّ أن يَرِد ، هو مدى الدعم الأميركي لهذه الجماعة ، وهي مدعومة من حليفين لأميركا ، تركيا وقطر، وما هو الهدف من كل ذلك. نفهم أن يكون لأي بلد حليفا في بلد آخر، أما ان يكون له حليفين متنازعين متحاربين كالاخوان والدولة الحالية ، فهو عَصِيٌّ على الفهم. ويترك السؤال بلا جواب ويفتح الباب واسعا في التحليل والتأويل والشك في المصداقية وما ينتج عنه من إستنتاج
هذا على صعيد السلفية السُنية ، وأمّا على المقلب الآخر، الفارسي الشيعي،  فالوضع لا يزال يأخذ أبعادا جديدة، يوما بعد يوم
 واليوم..
.1.أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أنه  سمحَ  للشباب الإيراني، أن يذهبوا إلى العراق وسوريا ولبنان ليقاتلوا إلى جانب حلفائهم ، وعلى الأثر، وخلال ساعات ، أعلن قائد الحرس الوطني أنه أصدر الأمر لمن يلزم بالإستعداد لمشاركة كتائب من الحرس الوطني في القتال مع الحلفاء في البلاد التي حددها المرشد
2.جاء هذا الإعلان وكأنه تأييد لما أعلنه السيد حسن نصرالله ، الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي تمدد في سوريا والعراق وحارب ويحارب هناك كفيلق من فيالق الحرس الوطني الإيراني، والذي في أعقاب "عقابه" لإسرائيل على غارتها  في الجولان السوري والتي قُتل للحزب فيها ستة من كوادره ، أن "قواعد القتال تغيرت بعد هاتين الإغارتين  وأصبحت كافة الحدود والوسائل والأماكن مفتوحة ". هكذا وبدون إذن من أحد إعتبر الحدود السورية الإسرائيلية واللبنانية الإسرائيلية حدودا واحدة، والحزب وإيران كيان واحد.
3.إيران أعلنت بهذا رسميا ، على لسان الحزب والمرشد إحتلالهما للعراق وسوريا ولبنان. ولا ننسى اليمن الذي أصبح من الولايات الفارسية بعد أن إحتله الحوثيون الشيعة
الحرب السنية الشيعية لم تبدأ بعد. كل فئة تتمركز وتتوسع بانتظار التلاقي على ساحة ما ، نأمل أن لا تكون ساحة قتال مفتوحة
وننتظر أن يطَيِّب أحد بخاطر شعوبنا العربية وخاطرنا إذا أمكن وقبل أن ننفجر ونساوي بين داعش وإدارة أوباما
سِنان 5/2/2015


  

الأربعاء، 4 فبراير 2015

ما الجديد شرقَ المتوسط


ما الجديد شرقَ المتوسط

لا يحق لنا أن نتشاءم لأن في ذلك أقرار بأن الحكام الصغار المنضوين تحت رايات لا دخل لها بإصلاح ذات البين،  والإحتراب بين ناس البلد الواحد،  قد أدّوا واجبهم في تخريب ما بناه من سبقنا من سلفٍ فيهم شيء من الوطنية واحترام الذات،  وربحوا في مساع إبتدعها أصحاب الرايات الصفراء، لا مصلحة فيها  للبنان أوسوريا أوالعراق بل فيها هدم وقتل وتهجير إستحى المغول من التباهي أو التغني بها
سوريا الأسد، أي الجزء من سوريا الذي تحتله إيران وحزب الله، قام طيرانه بشنِّ(2000) ألفي غارة خلال الشهر المنصرم أي كانون الثاني 2015 ،  إستهدفت كلها معظم المحافظات السورية وقتلت من المدنيين ما تيسّر ولم يخطر على بال حكامها الثلاثة أو أي واحد منهم أن يغِير ولو مرة واحدة، ولو للتعمية الإعلامية،  على الإرهاب الذي يدّعون محاربته
ومفاوضات النووي جارية على أحسن ما يرام. تغُض أميركا النظر عن إستيلاء إيران على أكثر من نصف مساحة العراق وعلى أجزاء من سوريا واسعة ،واليمن السعيد الذي أوشك على السقوط كليا بيد إيران ، ولا نذكر لبنان والذي أحواله معروفة وإيران تقرر الحرب والسلم فيه وتمنع وتسمح عندما يحلو لها إنتخاب رئيس له، البلد المثال في العيش المشترك الذي  قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني أنه، "رسالة" لا وطن فقط.
ومصر تعيش هواجس القلق من توسع داعش فيها ومشاركتها للإخوان في محاربة دولة السيسي وارسلت جيشين إلى سيناء لمحاربة الذراع الإرهابي المتواجد في شمالها. المثير في هذا الخبر  أن الإتفاقات المصرية الإسرائيلية تمنع مصر من إدخال عسكرها إلى سيناء ، وهنا دخلت الجيوش المصرية مما يعني أن مصر وإسرائيل على وفاق يغَيّر من الواقع الذي ساد لعقود
هل غيَّرت مصر من سياستها في قضية فلسطين؛ هل حصارها لغزة يفيد بأن طرفي النزاع هم اليوم طرفان متفاهمان؟ هل وضع المقاومة في غزة، سرايا عزالدين القسّام، على لائحة الإرهاب جزء من مخطط؟
هل تغيّر أميركا ، أو غيَّرت، من سياستها في الشرق الأوسط فاستبدلت حلفاءها التقليديين بالدولة الفارسية؟ السؤال لا يطرحه الناس بل يتساءلون عما إذا  أصبح الإستبدال واقعا وعما إذا تبدلّت سياسةأميركا وأعلن رئيسها إنضمامه إلى مِحور الممانعة الفارسي النكهة والتخطيط مُستَغنيا عن العرب والعروبة وحاجزا لنفسه خانة في التاريخ تظهر مدى تعلُّقه بالديمقراطية ومرونته في الإنتقال من موقع إلى موقع ومن حالٍ إلى حال؟
لنا حقُّ السؤال ولكن لن يكون هناك من مُجيب. لا حق للشعوب في معرفة مصيرها إذ أن هذه المعرفة محصورة في العرّافين. وبعض الحكام يظن، وبعض الظن إثمٌ،  أنهم يعرفون
سِنان في 3/2/2015