Powered By Blogger

الأحد، 30 نوفمبر 2014

الفرق بين الأمم والمنظمات مَخفيٌّ

الفرق بين الأمم والمنظمات مَخفيٌّ

المنظمات الإرهابية في بلاد العرب يتجاوز عددها الستين وكلها ما شاء الله إسلامية وكلها إذا ما إطلعنا على الأهداف التي أُنشئت من أجلها ، نجد أنها كلها  تعمل على تشريع خاص جديد علينا لمذهب من المذاهب، تشريعات  غابت لقرون وعادت إلينا مغبونة ثائرة على الغبن الذي لحق بها ووجدت من يسعفها فيرفع راياتها ويسُلُّ سيفها إقناعا للناس بصحة سلفية معتقداتها
كلها تدعو إلى رفع راية الإسلام والتبشير به ودعوة الناس إلى الصلاة وراء أئمتها ومبايعة أميرهم أو خليفتهم بالحسنى أو إلزاما حدُّه السيف. لا إختلاف بين تنظيم وآخر وبعضها تحارب بعضها للمذهب ذاته وتحارب من كانت جزءا منه ولها معه نفس العقيدة
الدولة الإسلامية (داعش) والنصرة من رحم القاعدة أتَيا  وافترقا في سوريا دون أن يُغيِّرا إنتماءهما أو العقيدة وهدفهما "أسلمة" سويا والعراق المسلمين (مرحلياً)  بعقائد لم تمليها فتاوى إبن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب( الوهابيون) أو إبن القيم الجوزية . كلهم سلفيون ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه سلفيوا هذا الزمان. وهاتان المنظمتان ومن بايعهما  ينتمون إلى مذاهب سنية وآخرون ينتمون إلى المذهب الشيعي الإثني عشري انضم إليه من اليمن الحوثيون الزيدية من الشيعة
السنيون يمولهم السنة. والشيعة تمولهم إيران. والخلاف بين الفريقين سياسي لا عقيدة تمنع تحقيق أهداف لا علاقة لها بما يبشرون به من إيمان وخلق وضمير. وضعهم وضع الساسة غربا وشرقا، لا فرق. الذبح نبشت قبور من إستعمله في الغابر من الأزمنة وأصبح وسيلة سياسية يقوم بها لقاء أجر سفاح جبان،  كما كان الحشاشون في إمبراطوريتهم فاتحون على حسابهم "دكانة" تأجير القتلة، يدربوهم ويغسلون  من دماغهم ما استطاعوا ثمَّ يؤجروهم لمن يرغب في "ذبح" خصم عنيد. كان سلاح عملهم السكين وفقط السكين لما يوحي بنوع من  الموت من طراز عنيف مخيف مفيد لهم وللعقيدة السلعة التي يبيعون
يلبسون لكل حالة لَبوسَها ، يراوحون ويتشدقون بما لا يفهمون إنما وبظرف لن يذكره التاريخ إلا با نحطاط الأخلاق فيه  وتتويج للمصلحة حتى  بالجريمة، كل ذلك بمباركة لم نكن لنفقه معناها وسببها،  مباركة  غير منتظرة من قادة دول لم يخطر لنا على بال بأن الضمير عندهم أداة وإن مسيرتهم لا ترتفع عن ذلك الوحش الذي حمل السكين وذبح.  كل من ذكرت من منظمات يسعى حثيثا لتوسيع رقعة حكم منظمته. الدولة داعش نجحت في إنشاء دولة هي أكبر من سوريا الأسد في سوريا وأكثر من نصف العراق. الحوثيون الآن لهم في اليمن أكثر من ثلثيها وكل موانئها على البحر الأحمر. أما حزب الله فيدير شؤون سوريا الأسد ويحكم لبنان
مثلان أعطيتهما فقط للتذكير بما ينوون . لا نعرف من يدير داعش ولكن الكل يعرف أن  من يدير حزب الله والحوثيون والفيالق الشيعية الأخرى الموجودة في العراق وسوريا واليمن هي إيران. وإيران تحارب جنبا إلى جنب مع الأسد
إيران تفاوض أميركا على النووي، كما تدعى القضية، وأوباما يكتب للمرشد عارضا  إنهاء"الملف النووي" مقابل ترك سوريا ونفوذها في العراق له. طبعا لكلٍ حاجت  يسعى وراء الحصول عليها تماما كداعش وسكينها والحشاشون وخناجرهم . روسيا تفاوض إيران على "ملف النووي" بصفتها عضو في "الخمسة زائد واحد" ويبيعها وهو يفاوض مصنعين لإنتاج البلوتونيوم. ويفاوض مع المفاوضين الأسد ويرسل من السلاح ما يكفي لهدم سوريا على رأس ساكنيها. والأسد قام بالمهمة خير قيام
ألا تكون هذه "الخلطة" دافعا لنا، "عامة الناس" لنقول أن داعش ليست منظمة وحيدة فريدة في مجال عملها ولها من المنافسين كل من ذكرنا والذين ينطبق عليهم ما ينطبق على داعش من أحكام نصدرها نحن "عامة الناس" منددين ومتهمين الكل بالتواطؤ اللاخلقي الإجرامي الذي  ينتهجونه. ألا يدلنا أحد ، إذا كنا مخطئين على مثل واحد يظهر دون شك الفارق فيما يقومون به وما تقوم به المنظمات الإرهابية؟ 
صحيح إن بعض الظن إثم  ولكن هل أننا "نظن" أم نرى ونشاهد ونسمع وأحيانا يظهر كبارهم  ويتفوهون بما يزيد عن "ما نظن".   ؟
30/11/2014

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

"الضرب بالميت حرام"


"الضرب بالميت حرام"

"الضرب بالميت حرام"، قول مأثور ولكن الضرب بالميت لم يمُت بعد،  فهو إنتفض من لحده، هذا إذا كان مات ، وإذا به سيد الساحة وإذا بالضارب "تُغَنَّى مآثره" وكأنه بطل الساحة وسيدها يضرب الميت ضربا ميرجاً لأنه فقد الضمير والحكمة والرؤيا فلم تعد له طريق للهاوية فإنه وصلها من زمان وحفر وحفر إلى أن إصطدم بصخر أدواته لا تخرقه ووقف عنده
أقول هذا بعد أن إبتلينا بإثنين: حكام مَرِنون في تعبيراتهم وتنقلهم ، فهم للراعي ماشية يقودها إلى حيث المرعى الذي يختار ، كلهم أنيقون أثرياء لهم مظهر المتمدِّن وحكمة التابعين المأجوربن،  قد لا يكونوا كذلك فنحن لا نعرف حقيقة أمر كلٍّ منهم
وابتلينا بصانع القرار لا يصنعه هو. لا يمكن. فهو عصامي تدرج في علمه إلى أعلى المستويات وارتاد خير الجامعات وأحبه الناس واختاروه سيداً على عالمنا. لماذا نختبىء وراء إصبعنا ، رئيس أميركا هو المحرِّك الأوحد في دنيانا. يُسَهِّل حياتنا أو يعقدها . هل هو من  اختار التعقيد؟ لا يمكن لسياسة دولية أن تُقَرّ فيسلكها القاصي والداني إلا إذا، أو لما ، يختار.  وأعتقد، بعد أن سمعنا وقرأنا التحاليل ورأينا  من الأحداث ما تشيب له  رؤوس الأطفال  أن هذا السيد لم يقرر بعد أن يسهِل أو يعقِد فهو يفكر بروية كي تنقضي مدة ولايته فيأتي بديله يحمل اعباء ما ترك ، أعباء تضاعفت مرّات ومرّات ولا يزال الوقت مبكراً للتكَهُن بما سيتراكم اليوم وغداً فيكون العبء  عندئذٍ أثقل والحلول أصعب
كل ما نقول يدور حول ملفات ثلاثة نُعدِّدُها: إسرائيل وإيران وسوريا
إسرائيل وقرار قادتها بإقامة دولة قومية دينية يهودية؛ الوضع واضح . بالإضافة إلى ما يعاني المُستَعمَرُون في ما يعرف بالضفة الى مآسي تجلبها لهم ديمقراطية المحتلّ من إستيطان وحواجز مرور وهدم بيوت وأسر وسجن من يريدون ، فإن الدائرة اليوم تدور على العرب القاطنين في أملاكهم وبيوتهم التي كانت لهم قبل وجود هذه الديمقراطية المسخ في ما يسمى اليوم "إسرائيل". مجرد إعلان وإعتراف الدول بيهوديتها فللعرب المقيمين فيها طريق واحد وهو الهجرة ، الهجرة المقنعة بتهجير مُبرمج، خبره الفلسطينيون منذ سبعين عاما ولا يزالون يختبرونه. لم يبق في الضفة مسيحيون. كلهم وبإستثناء القليل من الصامدين أو المستوري الحال. وتهجير المسلمين قائم ولكن بهدوء
أما ملف إيران وقد كتبنا عنه الكثير فلا يظهر أنه يلقى الإهتمام الكافي إلاّ بما يختص بالنووي وهذا آخر إهتمام البشر في العالم العربي. اهتمام الناس ينحصر فيما تقوم به في العالم العربي، في العراق وقد إحتلَّته واليمن وقد إحتلت أكثره وفي سوريا وهي تحكمه بحكمها لحكامه وفي لبنان وهم يتحكمون بكل تفاصيل حياة الناس مباشرة
حزب الله هو إسم لفرع من الحرس الثوري الإيراني. فإيران تتمدد والموضوع النووي يؤجل إلى أن تُنتج قنبلتها الذرية الأولى فيعود التفاوض وكل أوراق القوة  تكون  بيد من يفكر ويخطط وله من الخبرة في المفاوضات الكثير وعامة الناس هناك يعيشونه في حياتهم اليومية وفي البازارات كما يعيشه السياسيون فيها  ولم ينتبه إليها سادة العالم
أما سوريا فحدِّث ولا حرج. يستبعد سيد البيت الأبيض مجابهة الأسد في الحرب الحالية وقد إعترض على هذه السياسة ثلاثة وزراء دفاع في إدارته واستقالوا أو أُبعدوا كما إعترضت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون وقررت أن لا تتابع المسيرة معه. ربما يفوق الجميع بالذكاء وقد أبدينا  رأياً  في هذا المقلب في مقدمة هذا المقال. ربما لا يمانع في تحرك النظام السوري وضرب المدنيين بطائراته وقتل منهم بالأمس الأول، على ما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، 63 ثلاثة وستون مدنيا منهم أطفال ونساء وله في القتل والتهجير سبقٌ على من عداه
ما الفرق بين سوريا وإسرائيل وإيران وداعش والنصرة في ما يفعلون؟ تمعنا وسألنا وتابعنا وانتظرنا فلم نعثر على فرق. كلهم يقتلون وكلهم يذبحون وكلهم يهجرون وكلهم يجعلون من حياة  مواطنيهم والعرب حياة بؤسٍ وقرف ولا يعرفون إلى متى ينتظرون. وضع الجميع ثقته وآماله في سيد أميركا وزعيمها والقائد الأول فيها فابتُلوا باليأس لأن من كان أملهم خاب ظنهم فيه وفي البلد الذي يدعي قيادته
"رحم الله إمرءا عرف نفسه فوقف عنده"
26/11/2014

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

إقلاق راحة بايدن تضُرُّنا

إقلاق راحة بايدن تضُرُّنا

حذر بايدن أثناء زيلرته كييف أمس، موسكو من مواجهة عزلة إضافية بسبب ما إعتبره تدخلاً "غير مقبول" في أوكرانيا. وصرح بعد لقائه الرئيس الأوكراني بترو بورشنكو :"من غير المقبول  في القرن الحادي والعشرين أن تحاول دول إعادة رسم حدود بالقوة لمجرد أنها تعارض قرارا إتخذته جارتها".( رويترز؛ أ.ب ؛و.ص.ف. 21/11/2014
ألا يحُزُّ في نفس كل من يقرأ تصريح بايدن أن يرى بأُم العين وبصراحة وشفافية لا تضاهى أن المواقف السياسية والخلقية تتغير وتتبدل  لتلائم غايات  المتكلم فلا تتبدل  بتغير الأحداث وتطورها إنما على الطلب مهما كان الطلب صحيحا أو مختلقا ما دام يلبي غاية ما.  واليوم صرنا نعتقد ، لكثرة ما تتكرر هذه المشاهد،  أن  هذا، أي تسخير الضمير لربح أو خسارة، مفهوم عادي  وطبيعي للمتعاملين في السياسة. وهنا لا يمكننا أن نرى الفرق بين السياسيين  أينما كانوا ومن كانوا ؛ لا فرق بين من في شمال العراق وسوريا معمّماً كان او لا ،  أو حيث الديمقراطية  تُحدد وتُفسرعلى هوى من يدَّعيها أو يدعي الإيمان بحرمتها والعيش ضمن مفاهيمها
يسرُّنا القول ان أحد أهم ممارسي السياسة في العالم جاهر بما يؤمن به من مباديء وقال بافم الملآن: "من غير المقبول  في القرن الحادي والعشرين أن تحاول دول إعادة رسم حدود بالقوة".  وهنا يقصد روسيا وطبعا نفهم أسباب هجومه ولكننا نودُّ أن نفهم أيضا لماذا يكيل هذا الشخص بمكيالين؟ روسيا معتدية فما هو وضع ربيبته إسرائيل ، وهو من ممارسي صهيونيته، وما وضع فلسفته السياسية؟ يؤمن بالديمقراطية ويهاجم روسيا لتعديها على أملاك الغير، جيد، ويؤمن بالصهيونية ويجيز الإعتداء على الغير وعلى أملاكهم، سيِّء ، يجهر بذلك فمواقفه ليست خافية أو  هي  سِرٌّ  على أي متابع
الكيل بمكيالين حرفة للبعض ولا نملك منع أي إنسان من أن يكيل كما يشاء ولكننا نملك الحق بمسائلة أمثاله وسؤاله عن سبب غضبه على غيره ممن يكيل كما يشاء؟؟ اليست داعش والأسد وإيران وغيرهم هم أيضا لهم حق الكيل كما يرتأون ؟ أو لا يتذكر من نحكي عنه أن الأسد وبعد تهديده له بسؤ مصيره يعيش الآن براحة لا بأس بقدرها لأن من يكيل بمكيالين طمأنه بأن أولية الحرب في سوريا أصبحت الخلاص من داعش وهو لا يأتي في هذه المرتبة من الأولويات، وبالتالي فله أن يرمي من البراميل المتفجرة  على شعبه ما يريد، ويقتل بالإضافة إلى من قُتل ، بضعة عشرات من آلاف، لا يهُمّ. ما يَهُمّ أن أجندة بايدن لا مكان فيها للتغيير فالتغيير يقلقه ونحن لسنا في معرض إقلاقه لأننا إذا ما تسببنا فيه فإن كل الأولويات تتغير ولن تكون في صالحنا
22/11/2014

 

السبت، 22 نوفمبر 2014

"قعود أعوج وإحكي جالس"

­­­­­­­­

"قعود أعوج وإحكي جالس"

من الأمثال الدارجة في لبنان مثل فيه الكثير من  الحكمة ويطلب فيه أن تقال الحقيقة بلا مواربة ولا تسويف ولا تعقيد.  الصراحة والبساطة في القول لا تترك للتفسير مجالاً ولا لعدم الفهم مساحة  المثل يقول " قعود أعوج وإحكي جالس "؟ 
 من يركض على أي درج يواجهه ، درج طائرة أو درجتين ثلاثة من أرض غرفة ما ،  إلى منبر مؤتمر صحفي يوحي به أو يريد أن يفهمه من يحضر  أن له اللياقة البدنية المطلوبة هذه الأيام لإظهار من يمارسها بالشبوبية  فيركض ويقعد ويمشي منتصبا بدل ان  يطلع وينزل الدرج درجة درجة وعندما يفتح فاه "يحكي جالس". فالقعود والقيام لا يهم أن يكون أعوجاً  أو خلافه المهم أن "يحكي جالس"؟ء
هل يريد الواقف على منبر أن ينتبه السامعون إلى الشكل ، شكل المُحَدِّث اللبق، ولا يفتحون آذانهم ولا يُصغون لما يقول؟ هل لذلك سبب في ذلك مثل إستهداف العقل واستبداله بالعضلات.  وهل يتجرد ويصدق ويُتحفنا فيَسُّر في آذاننا بخفايا منطقه.؟
في دنيا غير دنيا الراكضين وراء كل غرض،  يختبر الإنسان في حياته ما يؤهلُه للوقوف أمام الجماهير و"يحكي جالس" وبذلك يحترم عقولهم ويحترموه ويتواصلوا ويتحدثوا بصدق، صِدق الرجال الرجال، لا بصفاقة الراكضين على أي درج للوصول إلى أي منبر فيلفقون ما يقولون ولا يهمهم إن فهم الناس أو لم يفهموا
في بلاد حيث الحضارة جزء من تصرف الشخص لا يركض السياسي الدرج نزولا أو صعودا، ولا يركض ليوهم لناس أنه قادر جسديا وكأن الحركة وحدها تؤهل الإنسان ليحكي
في الحركة وقلَّتها والخبرة وقيمتها، قال قردة بن نفاثة السلولي رجل من الصحابة، رأيه كان مطلوباً، أمَّره رسول الله على بني سلول
وكنت أمشي على الرجلين منتصبا    فصرت أمشي على ما ينبت الشجر
ما ألزمنا كتابة المقدمة الطويلة ، طول لسان بعض كبار القوم من أصحاب القول والفعل، قالوا أن حلف الأربعين لم يبدأ حتى تاريخه بتدريب أو تسليح المعارضة السورية. الخبر أتى على لسان وزير خارجية تركبا أثناء زيارته اليومين الماضيين لقادة العرااق
والخبر الثاني أتانا من متكلم بإسم وزارة خارجية أميركا إذ يقول بأن هدف الحلف في سوريا محاربة داعش وليس إسقاط النظام الأسدي السوري. أميركا تختار على قول المتحدثيين بإسمها  محاربة أو إسقاط تنظيم ما وتبقي على منافس تختاره. . بكل بساطة هكذا نفهم أقوال المهرولين على درج ما،  إذ أن مصلحة سوريا لا مكان لها حتي في "الحكي" لأن ال"حكي أعوج"؟
ننصح المتحدثين يالأصالة أو الوكالة أن يتمعنوا في قول المثل ""قعود أعوج وإحكي جالس" ليستفيدوا ويفيدوا
21/11/2014


الجمعة، 21 نوفمبر 2014

القدس في عهدة عبدالله الثاني وكيري ونتنياهو

القدس في عهدة عبدالله الثاني  وكيري  ونتنياهو

نضيف إلى مشاكلنا قضية نسيها العربان جميعا كانوا عندما يدق الكوز بالجرة ويرتفع رأس فرصة تعوِّضهم عن خسارة إعتادوا على مثلها، أي أن للعربان تاريخ لا يُزاحم في قبول الخسارة تلو الأخرى، أو فرصة ربحٍ تساعد هذه القضية بلوغه، قامت الدنيا ولم تقعد وأصبحت القضية "مركزية" لكل العرب
نراجع معاً،  الإنقلابات كلها وبدون إستثناء ، في كل البلاد "العربانية"، منذ "النكبة" التي بَكَينا وما لحقها من "إنهزام" يليه "إنهزام،  ضد من؟  "مجموعة من شُذَاذُ الآفاق"" هكذا وصفناهم. إعترفنا بهم  وأقمنا العلاقات فيما  بيننا  وأرسلنا  وأرسلوا السفراء يقدموا أوراق إعتمادهم للرؤساء فيهم وعندنا ، دليلا على قبولنا واعترافنا بهم . واستقبلنا ممثليهم في احتفالاتنا الرسمية كي لا نضيف الإحتفالات الحميمية في بيوت من قبل بهم صُنوًا  لنا ، جارا وشريكا نفاوضه ويفاوضنا بعد أن أُلغيت من قواميسنا عبارة "شذاذ الآفاق"
أصبحنا وإياهم شركاء. أمنوا للبعض حكم بلدٍ أو آخر ودعموه وأرسوا قواعد سلوك الحاكم فيه كي تبقى حاجة الحاكم لحمايتهم  قائمة "ما أقام عصيبُ" وعند الحاجة وبُعَيدَ إنهزام جديد يجددون الولاية أو يغيرون الحاكم. بهذه البساطة.  هم أقوياء بذاتهم وبالدعم الذي لا مثيل له من كلِّ كبير قوي. عام 1948 عندما أعلنوا دولتهم جرى سباق لا مسبوق ولا رأينا مثيله بعد ذلك؛  أميركا والروسيا والإنكليز والفرنسيون وكل من يخطر لأي منا على البال إعترفوا بحقهم في طرد أهلها إلى مخيمات الذل  وإستبدالهم ب"شُذاذ آفاق". إعترفوا ، أي الدول التي  كانت قد إصطَقَّت في الرتل، وكأنهم واقفون ينتظرون حدثا لن يغيبوا عنه أو ربما يلمحون الضرر الذي قد ينال مصالحهم إن هم غابوا عن موعدٍ ضُرب لهم
واليوم تطالعنا الأخبار بهدم منازل نشطاء قتلوهم كما تقتل "داعشمن لا يناسبها ويبنون المنازل والمستوطنات وينتهكون الأعراض وحتى  حرم المراكز الدينية منها وبالأخص المسجد الأقصى . وتدور الشائعات على أن إسرائيل مرحليا إلى الاسماح لليهود بزيارة المسجد والصلاة فيه من الساعة السابعة ولغاية الحادية عشرة صباح كل يوم وبعدها يأتي دور المسلمين ، أو من جاوز الخمسين منهم، للصلاة . فالمسجد يصبح  وفق هذا  الترتيب مقسماً بين الطائفتين ولا يمضي الكثير من الوقت حتى تُعكس الآية ويسمح للمسلمين زيارة الحرم القدسي الشريف وربما تغير إسمه ليصبح  "هيكل سليمان". لا يجادلنا أحد في ما نعرض فخبرتنا معهم لا تدلنا إلا على هذا الطريق ، طريق تحويل المسجد إلى كنيس مع تسميات تناسبهم تُعلن عندما يعتاد الناس على ما يسمعون
والعمل جارٍعلى تحويل القدس الشرقية إلى مدينة خالية من سكانها العرب ونسمع كما يسمع من هم في الحكم هنا أو في مراكزالقرار المهمة وأقربها إلى القبول أميركا. كما يعينون التاريخ ،والساعة لو تمكنوا ، معلنين عام 2020 هدفاً نهائيا لتحقيق هذا الهدف الذي نأمل أن يقيم العالم ولا يقعده وإلاّ فالعالم الإسلامي على أقل تقدير
ويختلي الملك عبدالله الثاني بنتنياهو ووزير خارجية أميركا في أحد القصور الملكية في عمّان يبحثون في القضايا المتعلقة بالقدس و وبعض قضايا فلسطسنية أخرى ويقرروا ما  قرروا دون أن يدعو أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، إلى الإجتماع وكأن فلسطين لا ممثل لها يرعاها إلا ملك الأردن ونتنياهو. وقيل في هذا الموضوع الكثير ولكن لا تبرير يرضي أصحاب القضية بل يثير فيهم الشك فيما يريدون ويخططون  ويغضبون لأن القدس تستحق غضبهم.  وبعد كل هذا يسأل من في يده الحل والربط لماذا تأتينا الثورات والكوارث  يقودها  متطرفون
يأخذون على أهل البلاد وأصحابها  أن قياداتهم لا تستطيع حتى دعوة أعضائها للإجتماع ليتدارسوا ويقرروا ويتفاوضوا وكأن السائل، وهو المانع لكل لقاء،  لا يعرف  أن تخطي الحواجز والمرور على بعضها يحتاج لموافقات أهمها  من  الشرطي على الحاجز يسمح أو يمنع العبور. ديمقراطيتهم تتطلب ذلك
هدم منزل لناشط،  بناء مساكن في القدس لليهود،  تهويد القدس وإذلال أهاليها  عملٌ طبعي يومي ،ويسألون . من أين ينبع التطرف؟
20/11/2014

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

حيرتنا والمسؤلون


حيرتنا والمسؤلون


1.          اليمن
أمِل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "ألاَّ تكون هناك توسعات جديدة لجماعة أنصار الله (الحوثيون) لتجنب إراقة الدماء وتلافي احتمالات إكساب الصراع الطابع المذهبي الذي يرفضه الجميع". هذا بعد أن إستحوذ الحوثيون على محافظتي إب والبيضاء وتوجهوا إلى محافظة مأرب الغنية بالنفط بُغية إحتلالها
 الحوثيون يحتلون أكثر محافظات اليمن وأهمها شاملة كامل الحدود البرية مع المملكة العربية السعودية وكامل الشاطىء الغربي لليمن والموانىء التي فيه  ويتحكمون بدون منازع  بباب المندب
وبعد هذا وبعد آلاف القتلى من الشيعة الزيديين  والسنة الشافعية على أساس مذهبيتهم يتحدث مسؤول كبير عن تفادي إكساب الصراع الطابع المذهبي وكأن العباءة المذهبية تُكسب من اليوم وصاعدا ، وليس قبل ذلك ، هذا القتال ثوبا جديدا بلون مذهبي
هل يتمتع من يقول هذا الكلام بكامل قواه العقلية؟
2.          كيري عن سوريا
في خطاب ألقاه كيري في مؤتمر لمجلة  الفورين بوليسي " أن داعش أوجد إجماعا ضده في المنطقة" ، مشيرا إلى "أن السنَّة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان ضده. وإن قيادات لبنان بخلفياتها الدينية المتعددة تواجه مشتركة المحاولات المسلحة لإختراق داعش أراضي لبنان".  و"مواجهة داعش هي المسؤولية الأساسية للعراق، وحتى إذا نجح العراق في حربه ضد داعش فإنه سيستمر في مواجهة تحديات صعبة نتيجة الأحداث في سوريا لأن فيها وجود "مدمر" لداعش"
والسوريون "ومنذ وقت طويل يواجهون خيارات مستحيلة بين الإرهابيين والديكتاتور  الوحشي من جهة أخرى وقال أن هنالك علاقة تكافلية (تعاونية)بين الأسد  وداعش وإن داعش تقدم نفسها على أنها البديل الوحيد من الأسد بينما الأسد يدعي أنه الخط الأخير للدفاع ضد داعش". ومن المفيد أن نعرف أن داعش والأسد لا يتبادلان القصف فهما في شبه صلح دائم
التبسط مفيد إذا لم يُغير المعنى والمضمون. ونبدأ بما قاله عن لبنان وكأنه لا يعرف أن لبنا ن هو لبنانان ، أحدهما ضد داعش والأسد والثاني مع الأسد ضد داعش، ولا ننسى أن الأسد وداعش على ما يقول كيري "قوتان متكافلتان"  أي حليفتان على الأقل مرحليا. وحزب الله أحد الفريقين عداواته داخل لبنان لا تختلف عن عداواته في سوريا
 وداعش ولدت وتربَّت وقامت في سوريا وهناك مركز قوتها. وإضعافها في العراق أو حتى هزيمتها هناك تُرَكِّز نطاق أعمالها في سوريا وهزيمتها لا تسير بنمط هزيمتها في العراق. العراق له في جيشه ،رغم ما تبين أخيرا من نقاط ضعفه، سندا قويا بدأت ملامح كفاءته تظهر في معارك الأسبوع المصرم . أما في سوريا فالجيش جيش "الديكتانور الوحشي" لا يحارب داعش ولن يحارب داعش إذا ما تبين له أن خياره الأسد أو المعارضة المقبولة عربيا ودوليا
3.          فلسطين والعرب والغرب
 فلسطين التي كثُر الكلام عنها أخيرا والتي أصبحت أخبارها لأكثر القُرَّا ء عبئا نفسيا ومعنويا . البعض يُفضل أن يقلب الصفحة ويُفتش على ما عداها من أخبار . أخبار ها وعلى مر عقود مثيرة للإحباط وحتى القرف بالأخص عند مقارنتها بجارتها الجائرة إسرائيل وإستئثارها  بصورة الدولة الديمقراطية في خضم دول في مناطق واسعة كلها عربية ودين أكثريتها الإسلام ، يحكم كلا منها  فرد أو عائلة ويستنزف أهلها مالا وثقافة وحرية كي يبقى هو قائد وحيد  يملي إرادته و يدير مزرعته ويرعى أغنامه فيها ويحلبها ويبيع إنتاجها ويشتري بثمنها قصورا وبيوتا ومتاعا وذهبا يزين به حريمه  و"يوفر من راتبه الشهري!!" ليستثمر في بقاع الأرض . يشتري العقار وأسهم الشركات ويؤسس فيها ما يسمح موقعه في بلده أن يستفيد من تشكيلها مشاركا أترابه أصحاب الحل والربط في مواردها فتنجح وتجني الأرباح يوم تأسيسها ولا تتأخر .كله لحساب الحاكم الفرد لا يشاركه فيها أحد،. هو يتماهى مع "الواحد الأحد"  ويأخذ من المعنى فقط  أُحاديته
طبعا يناسب إسرائيل ورود أسماء الحكام العرب في لوائح أثرياء العالم فالمليارات مجال إفتخار لهم وكأنهم عصاميون كافحوا الفقر والظلم ونجحوا وربُّوا الثروات وشجَّعوا العلم والإبداع والإبتكار ؛ لا يخجلون ولا يتسترون ، فالثراء ليس بمعصية حتى يتستروا، هو ليس بمعصية للذين استحقوه ومعصية كبرى لمن أخذه من أفواه من حق لهم هذا المال المتراكم
ونعود لإسرائيل المستفيدة من كل هذا وهي لا تختلف في تصرفها مع غير اليهود عن تصرف داعش. هي لا تذبح بالسكين من يعارضها لكن للمستوطن "المتطرف" أن يشنق عربيا في وسيلة نقل لا لسبب معروف إلا أنه عربي.  والقرار الرسمي الفوري عن الجريمة يصدر بأن المشنوق إنتحر في باص إسرائيلي الملكية . وجاء الجواب سريعا : والدائرة تدور ومسلسل القتل والقتل المقابل مستمرٌ لا مهرب منه

وخمسة اسرائيليين قتلوا بالمقابل صباح اليوم في هجوم على كنيس في القدس، نفذه فلسطينيان قتلهم رصاص المحتل حال تنفيذهما للعملية

 وللغرب نظريات  نسمعها تباعا وليس فيها ما يبشر. "أوروبا لا تعتزم فرض عقوبات على إسرائيل إذا أعاقت الحل". جاء هذا الكلام في تصريح للممثلة العلياللإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فديريكيا موغيريني. تطمين مناسب، فأسرائيل أعطيت الإشارة الخضراءء لإعاقة الحل السلمي والكل يعرف أن الإعاقة هذه تشمل بناءمستوطنات على أراضٍ عربية تصادرها سلطاتها من أصحابها ، هدم بيوت من تصفهم بأنهم إرهابيين، إضافة حواجز للحواجز القائمة على طرقات الضفة وقد تجاوز عددها ال500 حاجز، منع تعاون السلطةفي الضفة وحماس في القطاع، إحتلال المقدسات العربية في القدس والخليل وبيت لحم، إجراء عمليات شنق كي تستمر صورة اليهودية الداعشية
هذا غيض من فيض نتاج إسرائيل لم ولن يُتح لغيرها في التاريخ الحديث اللهم إذا إستثنينا  الهنود الحمر في أميركا
18/11/2014


 

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

إيران تتمدد والعرب يدفعون

إيران تتمدد والعرب يدفعون

بعد إنتهاء إجتماعات قمة العشرين في بريزبين بأستراليا عقد أوباما مؤتمرا صحافيا طويلا و أجاب على سؤالين لمراسلة صحفية عن سياسة أميركا في سوريا وهل صحيح أنه يقوم بمراجعات لتغيير سياسته ومحاربة الأسد قصد إخراجه والتخلص منه،   أجاب بكلمة واحدة: "لا" . وسألته عن الأسد ثانية فأجاب إن الأسد مجرم وقد قتل مئات الألوف من مواطنيه إنما الحل في سوريا سيكون سياسيا يشارك فيه العلويون والسنة والمسيحيون وجميع المكونات السورية وإيران وتركيا .

نفهم إدخال تركيا ، الجارة الملاصقة حدودها الطويلة مع سوريا إلى أية عملية سياسية لحل المشكلة السورية ولكن لماذا إيران، وبينها وبين سوريا مئات الأميال تفصلهما،  ودولة كاملة تقع بينهما ولا مصالح مشتركة تقضي بالتشاور معها؟ هل مَنح إيران حقوق لم تكن وليست الآن  لها في سوريا تعويضا أو جائزة إرضاء عن مسألة لا نعرف ماهيتها؟

أميركا من وضع إيران بموضع الجهة التي يجب عزلها اقتصاديا وأوقع أوباما عليها  العقوبات والآن يُدخلها في كل قضايا العرب وسوريا في المقدمة حيث تحارب مع الأسد ضدَّ الجيش السوري الحر وغيره من المعارضين وتساعده بالمال والسلاح والعتاد للإستمرار في قتل مواطنيه . وهو الآن يرى ضرورة أن تساهم إيران في إحقاق السلام هناك.

كررنا ومرارا بأن أميركا ليست قادرة حتى الآن على إعلان نياتها وسياساتها الخاصة ببلاد العرب وأول من أمس فقط أعلن أوباما غير ما قاله في مؤتمره الصحفي في بريزبين أمس ، وغير ما قاله وزير دفاعه منذ ثلاثة أيام  وغير ما قاله وزير خارجيته في ذلك الوقت أيضا، وسألنا: مَن مِن الثلاثة صادقٌ فيما قال واليوم نسأل أيضا أياً من  موقفي أوباما المعلنَين هو الموقفالنهائي والصحيح ؟ أم أن فيما هو أعلن ويعلن،  ذرَّ الرماد في العيون تاركا لمن أراد تفسير مواقفه أن يختار ما يريد ويختار أيضا الموقف المناسب له؟

سلَّمت أميركا  العراق لإيران وأتبَعَها أوباما فسَلَّمها سوريا وبشكل عام قضى على إستقلالية القرار في لبنان إذ أشرك إيران فيه، وسلَم اليمن بأمها وأبيها وسلم إيران بذلك باب المندب. ولإيران في الصومال رأي وأتباع ولا ندري وبالتحديد أين أيضا ،  إذ لا نريد نحن  أن نمنحها بلادا ليست هي فيها اليوم.

إيران بعد إسرائيل ستصبح أكبر دولة شرقي المتوسط ويوضع العرب كل العرب بين فكَّي إيران وإسرائيل ليُنفقوا ، على محاولات الدفاع عن بلدانهم،  كل ما يرِدهم من مال النفط ومال السياحة ومال الصناعة وغيرها من مداخيل لشراء الأسلحة التي تتطور كل يوم فتجري بالتولت معاملات الشراء كلما تطورت نوعيته.

هكذا تضمن أميركا ومن يجري في ركابها فرص عمل لإبنائها وتضمن تدفُّق الأموال إلى مصارفها والبورصات،  إلى أمدٍ لا نعرف متى يتغيَّر لصالح أصحاب الأموال والبلاد التي ترسل أموالها إلى حيث هذه الأموال "بمأمن" من غوادي الزمان وإرباكاته.

أليس في إدِّعاءاتنا أعلاه بعض الإرتباك والتناقض أيضا؟ أليس في قولنا أن أميركا غير جاهزة برئيسها الحالي على أخذ موقف صريح وواضح وبين أن نقول أن ما يجري سيضع البلاد العربية في مأزق أين منه مآزق عشناها بعد الحرب الكونية الأولى ولا نزال نعاني من آثارها وإرهاصاتها؟

ومن يكون هذا الإنسان المُمَيَّز الذي تكون هذه المآزق،  مآزقنا ، صنع يديه؟ من كان ، هو ليس من يدير الدفَّة اليوم ولكننا بشرٌ نخطىء وقد لا يكون من نتهم بهذا السوء في إدارته،  ونحن لا نملك من المعلومات الشيء الكثير بل نعتمد على ما نقرأ ونسمع ونشاهد ولا نستغرب أن يكون هذا كله مدروس ومبرمج كي نقع في الخطأ ولا ننتبه إلى واقع ما نُجَرُّ إليه. هل نُلَقَم ما علينا أن نقول وهل نحن في بحثنا في ضياع؟
الأيام ستُظهر الغث من السمين،
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً    ***ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
وننتظر لنرى ما يحاك لنا.

17/11/2014

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

لوثتان وثلاثة سياسات


لوثتان وثلاثة سياسات

لوثتان تلوِّنان السياسات في شرقنا وتجعلان منه موطناً للأذى والتناقضات والفِتن:
أولاهما التطرف الإسلامي الجهادي المتمثل بتنظيمات كَثُر عددها وتنوعت عقائدًا واستقطبت شبابًا وكلما نشأت أخرى إرتفع سقف عقيدة جهادها. هذا التطرف الذي تنوع بتنوع المذهب الذي أنجبها وتطرف عمائم من يديرها، وكل من ترأس فيها معمَّم .

 العمامة مفيدة لمن يؤَمَّر وكذلك عفو اللحية وإخفاء الشارب ورفع الثوب فوق الكعبين. هذه صوة الخلافة والإمارة في التنظيمات المتطرفة الإسلامية وتقَيَّد بها الخليفة البغدادي وأسامة بن لادن والظواهري وكل من كان أميرا أو إماما أو داعية لفرقة أو تنظيم إسلامي. هذه الصورة تفيد لجذب الشباب ومحاربة الأعداء ؛ والعدو هو كل من هو ليس منهم ، ولكنها تعطي الغير صورة يسهل وصفها وإتهامها بالتطرف كما يسهل تسويق الصورة في باقي العالم لتعني ما يراد لها أن تعني . صورة البشاعة والإجرام المتمادي وقد نجح إرساء معناها والصورة لشعوب العالم في الغرب وفي الكثير من بلاد الشرق.

والثانية فيروس التطرف العنصري الصهيوني الذي يعادي كل من وما هو غير يهودي بإستثناء من تقضي الحاجة جذبه إليها مرحليا وإلى أن تسمح الظروف بنبذه. ويذهب  هذا التطرف اليوم إلى أبعاد غير مسبوقة ومنها  تهديد العرب الذين لم يتركوا فلسطين وبقوا في بيوتهم خلال حرب 1948 وتفادوا التهجير الجماعي ،  يهددوهم بالطرد من دنياهم وديارهم إلى الخارج وسحب الجنسية من كل من يتظاهر ضد عنصريتهم أو ضد إستباحتهم  للمقدسات العربية ، إسلامية كانت أو مسيحية . يعني أنهم هكذا يحققون ديمقراتيتهم  وكما يتغنى  أهل الغرب بها .

وثلاثة سياسات متزامنة لأميركا تغاير واحدتها الأخرتين:
اولاهما لأوباما والتي بالكاد نشرنا رأياً فيها حتى تغيرت . بالأمس قلنا أن أوباما  ليس في وارد إعتبار كل المتطرفين في سوريا أعداءاً ، وإن إستئصالهم بالتوازي ضروري.  واستندنا إل ما صدر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وما كتبه مايكل سنغ عن رسائل أوباما إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لتهدئة مخاوف الأخير حيال مستقبل حليف إيران بشار الأسد. واليوم نقرأ عنه في وسائل الإعلام ومع ما بثته "شبكة سي.إن.إن." الأميركية يوم أمس "من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من مستشاريه  إجراء مراجعة لسياسة إدارته في شأن سوريا بعد ما توصّل إلى أنه قد لا يكون ممكنا إنزال الهزيمة ب"داعش"من دون إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد" .. إلى آخر ما نُشر وبثته الشبكة.

والثانية لوزير دفاعه تشاك هيغل الذي مثُل مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب وقال " أن  مواجهة داعش وإلحاق الهزيمة بها هي الأولوية في العراق وسوريا" ، مع أنه شدّد على" أن الأسد هو جزء من المشكلة مشيراً  أن ذلك( إزاحة الأسد) كان ممكنا ربما قبل سنتين أو ثلاث". سئل عن سبيل هزيمة داعش اذا لم يهزم الأسد أجاب: هزيمة الأسد لن تعيد داعش إلى الصندوق !!!الخ .. وتساءل "لكن بمن سنستبدل الأسد؟"

والثالث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ألذي أعلن جهارا نهارا عن صهيونيته والذي قال نقلا عن والده: "إنه ليس شرطا أن أكون يهوديا لأصبح صهيونيا، وهذا أنا. إنني أرى إسرائيل ضرورية لأمن اليهود في العالم". هذا في الوقت والزمان وربما اليوم الذي يتابع فيه وزير خارجية أميركا "مساعيه" في المنطقة "لنزع فتيل التصعيد في القدس وإعادة الثقة المفثودة بين أهل فلسطين ونتنياهو اليهود. من الصادق من الثلاثة ومن الضائع فيهم ومن الديبلوماسي الذي يُدَوِّر الزوايا ويقول ما لا يعني؟

وتطالعنا الغارديان اللندنية أمس بما يضحكنا ويبكينا بأن الحكومة البريطانية " تنوي معاملة العائدين من سوريا وتالعراق برفق" علَّ في ذلك حلٌّ لمشكلة حجمها لا يزال مجهولاً. لا نعرف ولم نُحقق ولكن قراراً كهذا، إذا ما تحوَّل إلى قرار ، يزيد من حيرتنا التي تتزايد بمرور الأيام وقد يزيد في جهلنا والجهل الذي يصبغ العالم وأصحاب القرار فيه.

طالعتنا اليوم أنباء عن مفاوضات جدية تجري بين داعش والنصرة ومجموعات خراسان وذلك بقصد التعاون أو حتى الإندماج في تنظيم واحد ويروى أنهم قرروا فتح جبهات ضد القاتلين الأكراد في منطقتين جديدتين في شمال سوريا. جرى الإجتماع في بلدة أتارب غرب حلب وحضره عدد من المسؤولين. هذا ما نقلته "الأسوسيتد برس" عن مسؤول في المعارضة السورية ولا نعرف إلى أية معارضة يشيرون.

كل ما نريد أن نقول في مقالنا هذا أن الفوضى لا تعم الشارع العربي فقط بل كبار من المسؤولين وربما شوارع أخرى في أمكنة أخرى. هذا ما نستنتج اليوم مما كتبنا  ونستنتج أيضا أن المشكلة لا حلّ لها في المستقبل المنظور لأن الفريقين المتحاربَين لم يقررا بعد الخطوات التي سيعتمدون ولا السياسة التي ترشدهم إليها.

نصحح الإستنتاج لنقول أن "الإرهاب" لا تديره ديمقراطية وبالتالي لن ينتظر اللجان ولا موافقات من أعلى ليتحرك. هو حُرٌّ في خركته يقوم بها عندما تحين الفرص فيغتنمها في ساعتها ويحقق ما يريد دون تأخر أو تردد ويقبل المغامرة ويربح أويدفع ثمنها عندما يخطيء. وبكل بساطة وكفاءة.

غدٌ يومٌ آخر نأمل ونصلي  لأن يكون أفضل وليس لنا إلا أن نرجو من الله أن يرشد من في يده القرار إلى أن يكون وفيا لضمير منحه الله للناس كي يعدلوا.
14/11/2014



الخميس، 13 نوفمبر 2014

أوباما وإستراتيجياته المرعبة


أوباما وإستراتيجياته المرعبة


كلما صاح الديك تطالعُنا مشاريع لمآسي تحاك لنا وتنتظر ليأخذونا بجريرتها فيُعاب علينا بأننا نسعى وراء المشاكل ونتحمل بالتالي عواقبها.  ماذا يريد الكل منَّا؟ ماذا تريد أميركا وهي على فقر قيادتها لا تزال قائدة العالم تقولُ فيُقضى حتى لو قاله أوباما، وهو من هو في التردد والمبالغة في تغيير المواقف. قيل عن رسائل تبادَلها، نعم تبادلها، مع الولي الفقيه ، المرشد الديني و القائد الأعلى للثورة الإسلامية في أيران الإمام علي الخامنئي دام ظله .  إيران أكدت إستلام الرسائل والإجابة على "بعضها" وكأن مضمونها سِرٌّ لا يباح به ، وأن الرسائل ليست كلها تستحق الإجابة.

ويطالعنا معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عن رسالة لأوباما أرسلها لخامنئي. كتب مايكل سينغ: " إن أكثر ما يثير القلق في رسالة الرئيس باراك أوباما هو ما يقترحه حول إستراتيجياته وأهدافه الخاصة بإيران. واستنادا إلى تقارير صحفية تضمنت رسالة الرئيس الأمركي هدفين:  الأول أن أي تعاون يتعلق بالدولة الإسلامية يعتمد بشكلٍ كبير على توصل  أيران  إلى إتفاق نووي شامل ؛ والثاني تهدئة مخاوف إيران حيال مستقبل حليفها الوثيق الرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو أن هاتين الفكرتين صُمِّمتا لتُبيِّنا ان الولايات المتحدة لا تشكل أي خطر على المصالح الإيرانية في العراق وسوريا وأن واشنطن مستعدة للتعاون مع إيران في كلا البلدين في مقابل توقيع طهران إتفاقا نوويا بحلول 24 تشرين الثاني الجاري".

هل يريد أوباما استرداد "بعض" ما خسره في أميركا ، الإنتخابات النصفية فيها، وان يُحملنا وِزرَها فيترك إيران حاكمة لسوريا والعراق؟  نَعرف أن المبادىء لا ترتقي إلى ما هو أعلى من المصالح فكم بالحري إذا كانت المصالح شخصية وهي بهذا النبل والسمو؟ ألا يدري أن موقفه هذا يورط الشرق كله في حروب بدأت ويضمن هو بإستراتيجيته أن لا تنتهي؟

أهكذا تُحَقِّق أميركا أهدافها وسياستها وإستراتيجيتها وتُبعد ناسها والبلاد عن مخاوف كانت هي في صُلب رعايتها وبعد ذلك إنتشارها.  وتشكو الآن من أنها أصبحت هدفاً لإرهابيين تتراكم أعدادهم ويتحسن اداؤهم ويستمر تدريبهم وما يحتضنون من أحقاد تزرعها هذه السياسة، التي هي رعناء ولا نبالغ ، وبمرور الزمن  قد يجدون القبول عند مَن تَصُببُّ المشاكل االمستجَدَّة في بيئتهم وبلدهم وبين أهليهم . الم يحين الحين لهذا الشرق أن يرتاح من المغامرين وأفعالهم؟

ربما نجح أوباما في تهدئة خواطرنا يوم أعلن أن الأسد "مجرم لا يجوز أن يبقى قائدا لسوريا" وجاء دور المرشد الأعلى ، ليهدىء أوباما له خاطره ،  ولا إلتباس في الإسم ، فيَعِده " بضمان مستقبل حليفه الوثيق الرئيس السوري بشار الأسد" .
ألا يطُلُّ علينا أوباما كل صباح بمأساة تطالُنا فنقول مع المتنبي في قصيدته "نعد المشرفية والعوالي" :

رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى…. فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ.
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ..... تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ
وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا..... لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي

مصالح إيران، أصل بلاء مشرقنا، مؤمنة في العراق وسوريا وكذلك اليمن السعيد قبل أن يتعرّف إلى سياسات مماثلة  أصابته ولم تتركه منذ ما يقارب القرن من الزمن، والآن وباب مندبه، باب طريق تجارة العالم أيضا مؤمن لها إما بالقول أو بالفعل أو السكوت عنه.

هل أوباما بعيد عن هذا ؟ هل سكوته عنها يندرج في نطاق سياساته  الساكتة، فإذا كان الأمر يهمه فمتى يتحرك؟ وهل نأخذ ما جرى في العراق وسوريا نمطا يُتَّبع  في اليمن وأي بلد يستبيحوه  أيضا ولماذا؟ فإذا كان هو النمط فبِئست سياسةً وقِيَما وأخلاقا وعلينا وعلى الشرق السلام .

عقول من عاش دهرا واختبر لا تقبل ولا تمشي بهذا المنطق. يتوهم من إختبر الدنيا أن هناك خطأً ما ،في مكان ما ، يرتكبه مجنون ما ، جارًا وراءه الكل إلى دمار ؛ ربما يتوهم صحيحا وربما هو في حلم أو كابوس لا بد من أن يستفيق منه وينفض غبار الكابوس عنه ويتابع حياة لا علاقة لها بما توهم. ربما.  ولكن الواقع  الذي لا يرحم هو أننا نعيش الكابوس كل يوم ويزداد كابوسنا بؤساً  ويتأكَّد كلما طلَّ علينا قائد عنده من الخُلُق والضمير ما عند من نشكو سياسته ومصالحه.

13/11/2014