Powered By Blogger

الأربعاء، 25 يونيو 2014

العرب والاسلام : الى اين؟

العرب والاسلام : الى اين؟

رأي فيما نحن فيه
يمر العالم العربي كما الاسلامي بجو مأزوم معقد لا يؤشر لحياة مقبولة ، يزداد تعقيدا بوما بعد يوم ، بعد ان تداخل فيها السياسي بالمذهبي. نعرضه هنا ، عل فيما نعرض ، وما يلفت قراءنا ، ان نجد سويا مخرجا ، او القبول بما هو آت متقاعسين خائفين مما يجري وخائفين من مواجهته


العرب والإسلام في ضياع
كل عربي وكل مسلم وقد فاجأته التطورات والاحداث يعيش مأساة فكرية لم يكن ليتصور أنها اّتية في هذا الزمن  ولم تكن لها دلالات  تهيؤه لمواجهتها. بات هذا الإنسان في ضياع شبه تام يتلمس مما يكتب وينشر ويحكى علّ فيما يسمع ويقرأ ما يدله إلى إلمنحى الذي عليه أن ينحو والوجهة ألتي إليها أن يتجه 

وعليه أيضاّ إن يستوعب كل ما يقال انه واقع الحال، وهو في الغالب ما يكون متردداّ في قبول ما يسمع لأن واقعه والتاريخ كما يتذكر من الأحداث ومواقف مسؤولي ذلك الزمن لا يسمح له الا بأن يشكك بصدق ما يقولون. وهو لا يمشي وقول الشاعر القديم عبد العزيز الدريني


مشينا خطى كتبت علينا       ومن كتبت عليه خطى مشاها

  وللمتنبي تحذير
   من يهن يسهل الهوان عليه           ما لجرح بميت إيلام 

ألطريق إلى المسستقبل لن يكون من صنع هؤلاء ولا يمكن أن يكون. والمستقبل على كل محفوف بالمخاطر ، طريق جديد لم نألفه  ولم يخطر لنا على البال و ليس هو في حسباننا. لم نحلم به أو بمثله فيما سمعنا أو قرأنا أو نمي إلينا فهو غريب عنا ، غريب عن ثقافتنا، غريب عن ما طالعنا به تاريخنا القريب الى قلوبنا ، ألذي أنبت  لنا أساطيراّ وشعرا ودغدغ مشاعرنا ولا يزال

اّخر ما أنبت في الزمن غير البعيد لقاءا مستمرا ، سموه مبالغة في الغموض، جامعة الدول ألعربية. يجتمع حوليا ليحضره  كبار ألكبار، من ملوك ورؤساء ، فيطلع  فكراّ يبرر خطايانا وإرتباكاتنا في رجز سئمناه ينشده كبير مختار من هؤلاء ومفوّه إن وجد،  وتمضي دقائق بعد هذا لينشد  لنا كل "كبير" رجزه على هواه ضاربا بعرض الحائط، إذا أنجدته معارفه وعرف "أين الحائط،´مزهوا ببلاغته ومعارضا لكل ما سمعنا ممن أوكل إليه قراءة النص ألذي إعتمده كل الكبار بإجماع اّرائهم.  وينتهي اللقاء ويبدأ الخلاف وكأن شيئاّ لم يكن. وتلتئم الجلسات بوزراء أو سفراء كلما طرأ أمر وصفوه بالمهم وتبقى الخطب والتعليق عليها تسير على خطى ونهج ما أخطتته المقولات في  الحوليات
  
  ألأثنتين والعشرون دولة، أكثرها لم تك لنا يد في إنشائها. لم يقصر ألغرب في تكوينها لأن مصالحه إقتضت ذلك. ٍسايكس وبيكو عنوان من عناوين واجهات ألتكوين ألذي بدأ في نهايات ألحرب ألاولى مقارباّ قرنا من الزمن وأصبح عنوانا لمصالح إستجدّت على مر الزمن بعد أن لم يعد للغرب مصلحة في التكوين إياه ويظهر أن ألنعي إقترب وأن تكوينا اّخر هو قيد الأعداد

 والجمعية إياها نبذها كل مكون فيها بعد أن سئم منها كل من توخى الخير من إنشائها في زمن، كما أسلفنا، كان الغير يقرر ونحن ننفذ. والأنكى أننا كنا وبعضنا لا يزال يصدق أن مصالح ناسنا قمة أولوياتهم ومن لا يصدق مصيره مضمون ينفى أو ينعم بالاّخرة شهيداّ ويتذوق ملذات ألشهادة 

ضياعنا هذا ليس جديدا علينا فقد خبرناه في القرن الماضي أيام الأنهيارات والأنقلابات السياسية والعسكرية والتي سبقتها رؤى سياسية كثيرة وكلها وبصدق رجال وعوا مضامينها واّمنوا بأهدافها وضحوا في سبيلها ولكن وللأسف لم تكن لهم لا ألخبرة ولا المعرفة  لما ستؤول اليها الأمور بعد أن تعددت وتضاربت المفاهيم فكان نتاج ذلك كله توتر إزداد مع مرور ألزمن إلى أن أصبح ألتوتر عداءا والأختلاف خلافا لا يحله المتوترون ولا المختلفون رأياّ ولا المتباعدون هدفاّ أو مذهباّ أو ولاءاّ ونحن لا نعلم وهم لا يعلمون ماذا في القلوب وإلى أين المسار


آمال إستنفذت او ضاعت
بعضنا ممن عاش السنوات التي تلت ألحرب ألعالمية ألثانية، عاش بفرح وأمل بالمفاهيم السياسية ألتي أنبتتها عقول وقلوب عمالقة من الرجال الرجال أثمروا عقائد تبناها الناس من "الخليج إلى ألمحيط"، اّمنوا بها وعملوا لأجلها وبذلوا لها ولتحقبقها كل ما حياتهم. أذكر على سبيل الثال لا الحصر، حركة القوميين العرب وحزب البعث وحركة القوميين السوريين وغيرها كثر وكلها عفى عليها الزمن لأنها لم تحقق أيا من أهدافها النبيلة فاستولى عليها المرتزقة من العسكر الأشاوس فأضاعوا كل شيء وعلى الخصوص ما يفيد الناس ، وبعضهم لا يزال يحاول التمسك بما ورث مات من مات وعاش من عاش على حد سواء

تاريخنا ، بعض قديمه يزخر بالغني من الأحداث فهل يجرنا إليه لنستشرف منه إيحاء إن لم يكن حلاّ لما نحن عليه. فماضينا مليء بالأنتكاسات التي تشبه ما نحن فيه. وهو أيضا مليء بانتصارات بعضها أفرزته حروب وماّسي ، ولا نريد أن نشبه أليوم بالأمس فنذكر "حرب داحس والغبراء" وغيرها من "الأساطير" ألتي لا نزال نعيش جوّها وننتشي من خرافاتها والبطولات ولا نعيش هول ماّسيها

كلها وجدت لها حلاّ. كلها وجدت من إستعان بتقاليد الزمن وثقافات الكرام من أهله والحس المتجذر في قلوب العامة كما الخاصة من ناسه فجعل من الفوضى نظاماّ ومن الحرب سلماّ وترك لنا من عمله علماّ   وأدبا وطريقا نسير على هديه


 ثقافات غريبة أدخلت علينا
واليوم وقد دخلت علينا ثقافات تسعى لتغيير مضامين ثقافتنا بعضها واضح المعالم مرتبط بالمصالح المادية شخصية كانت أو وطنية وربما وهو ألأرجح، ألاقليمية والدولية.  بعضها الاّخر فلسفي مرتبط بمصالح إثنية جللتها مظاهر إدارات مذهبية إختبأت دهراّ ولما سنحت ألفرصة ظهرت فلم تفوت الفرصة ألتي سنحت وكانت هي تسعى للفرصة كي تلوح—ولاحت

ألمشكلة في هذا المنحى المتطور على عجل أنه جديد على المفاهيم التي قبلنا وعشنا بموجبها أباّ عن جد

السير باتجاه لم نألف، صعب علينا سهل على من أنبته. دخل الدين علينا مذهبا يسعى لفرض سطوته على شعوب مذهب اّخر ليس إيمانا منهم بصحة ما يفعلون إنما جرياّ وراء من سيّس المذهب واستفاد من عمامة يلبسها ليحقق طموحاته  تماما كما جرى وراء سياسيين في ما مرّ من زمن أقنعوه أو أرهبوه ليمشي وراءهم فمشى 

المدهش اليوم أن العمامة والساسة المرعبون متاّلفون يسعون معا لتغيير ما نحن فيه إلى ما يفيدهم مرحليا فهم على طرفي نقيض فكراّ وأسلوبا وهدفا لكنهم متفقون على إرهاب خصم أليوم وإنتظار الغد علّه ينصرهم على حلفاء اليوم  أعداء الأمس والغد

الأمامة، ما دام الدين دنيا واّخرة حرّ في حركته، والامامة مهنة تدرّس في الجامعات؛  وهي تراث قرون من المعرفة المتخصصة جدا والتي حصرت في مدارس خاصة نتاجها الأيمان المطلق غير المشكوك فيه.  وبما أن الدين يرعى بالأضافة  شؤون الحياة بكليتها بما فيها الحياة اليومبة وبالتالي السياسية بمعناها الواسع والحكم وما ينشأ عنه فإن تعاطيها شؤون الحكم جزء لا يتجزأ من منهج تعليمها والممارسة لاحقا عندما تسمح ألظروف ورأينا ذلك في مصر وإيران والسودان وغيرها من البلدان بعضها علني وبعضها الاّخر متسربل في لباس ملتبس، نراه ويراه غيرنا ونرفضه ويرفضه غيرنا والغلبة لمن تستجيب له الجماهير بعد أن إختزنت ما إختزنت من عقائد وقيم  

إن شبه حصرية التعليم تبقي المعرفة لموضوعية كما العلاقات على المستوى الأنساني محصورة فيمن يّقبل فيها ويعيشها على مدى السنين اللازمة لتخرجه وبالتالي فالأئمة يعرفون بعضهم بالزمالة أو التلمذة ويعرفون مقاصد الجماعة المذهبية والسياسية ويتواصلون ويحرصون على سرية المبتغى

والحال هذه كما نصف واقعها يختزن الكثير من المخاطر وبعضها نشاهده ونعيشه ويستحوذ على كل ما عندنا من شعور بالخوف من مستقبل قد يكون على مستوى عال مما نخشى من خطر مخيف

لا أظن أن أحداّ مهما علا شأنه في العلم والسياسة ومعرفة ما نأمل أن نعالج قادر على رسم خطة طريق تّمشى مهما طال زمنها، فالعقد كثيرة يمسك بكل منها طرف ماّربة تختلف عن ماّرب كل اّخر، فإذا ما جمعنا أعداد  العقد لوجدنا أنها لكثرتها وقوى الممسكين بها أوببعضها تبتطن مشكلة يأبى الممسك بها أن يجد لها حلاّ 

أليس لنا والحال هي كما وصفت أن نقفز فوق الجسور كلها ونسعى ، والسعي لبلوغ هدف كهذا سعيّ مقدس،  أن نصحح ما هو قائم اليوم في هذه الدنيا التي أصابها الشلل في الضمير والدين والخلق والأدب واللغة والفن وكل ما هو جميل ومستحب؟  ألا نريد لأولادنا وأحفادنا ومن يأتي بعدهم حياة أفضل يغيب عنها ظلام ما نشاهد هذه الأيام؟

إذن وبعد كل ما أسلفنا من توصيف مرّ متشائم إن لم نقل يائس لا حل له بما لدينا أو تّرك لنا من مقومات نهشها من إستفاد ويستفيد وهو، ما دام صاحب القرار فإنه سيسرق مستقبلنا كما لو كان ذلك  حق  أعطاه الله له ولا تجوز مسائلته 

الايام والزمان لا يرحمان ونحن مع أحمد شوقي في قوله عن دمشق
وللحرية الحمراء باب بكل         يد مضرجة يدق

ألا يعني هذا أن الحل يكمن أولا بإقتلاع هذا الشرّ بحيث لا تبقى أيّا من جذوره ضاربة في الأرض، ومن ثم ترك ما تبقى للناس لتقرر ما تشاء فتفتش في ماضينا على ما هو جزء منا، من حضارتنا، من تقاليدنا، من أحلامنا، من السعادة ألتي نتمنى لأصحاب مستقبلنا أن يعيشوها في فسحة من الحرية حدودها مصلحة المجتمع الذي يجترحون ؟

حقنا في الحياة التي نريد لا رأي لأحد فيها إلا أصحابها. لا شرق ولا غرب، لا دين يطغى ولا فكر يفرض، لا عمامة ولا بندقية يلوح بها ، ولا إرث يصيبها، أهلها مالكوها ومقرروا مصيرها ومصير من يأبى أن يلتزم بشروط ألعيش فيها